مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الرابع
التفتت فؤادة برعب وهى متسعة العينين لتجد عمها سالم ينظر اليها بغل من وراء السور الحديدى ، وما ان رأته فؤادة حتى قالت بهلع : عمى
سالم : ايوة عمك يا هانم يامتربية ، بقى بتهربى وتتجوزى من ورايا يافؤادة ، حطيتى راسى وراس ابوكى فى الطين ، ده انتى تستاهلى القتل على عملتك السودة دى
لتتوارى فؤادة خلف حسنة وكأنها تتحامى بها لتقول حسنة بمداهنة : يا استاذ سالم .. بنت اخوك اتجوزت على سنة الله ورسوله ، ماعملتش حاجة عيب ولا حرام
سالم بغضب : ولما تتجوز من ورا اهلها ده يبقى اصول برضة ، ثم انتى مين عشان تتدخلى فى اللى مايخصكيش
ليأتيهم صوت جلال من وراء سالم وهو يقول بغضب : تبقى حماتها ياسالم بية ، والاصول اللى بتتكلم عنها دى تخليك تدخل البيت من بابه ، ماتقعدش تتكلم كده من ورا الجدران
سالم بسخرية : وانت بقى تطلع مين انت كمان
جلال بجمود : انا جوزها ، ولو ليك كلام مع حد ، يبقى كلامك معايا انا
جلال بص لسلوى اللى كانت لسه على الكاريتة وقاللها : ادخلى جوة ياسلوى
لتسرع الصغيرة الى الداخل لتقف بجوار جدتها التى لازالت تحتمى بها فؤادة لينظر جلال الى فؤادة قائلا : خدى ماما وسلوى وادخلوا جوة يافؤادة
لتمتد يد فؤادة لتجذب سلوى بسرعة وتهرع الى الداخل بصحبة حسنة ، ثم يلتفت جلال الى سالم ويقول بقوة : ها ياسالم بية ، هتتفضل معانا جوة وتاخد واجبك ونتكلم واللا ايه رأيك
سالم : وعاوزنى ادخل بيتك ازاى وانت ضحكت على بنت اخويا واتجوزتها من ورا اهلها
جلال : ومين اللى فهمك انى ضحكت عليها
سالم : ماهو؟ لو ماكانش كلامى مظبوط كنت دخلت البيت من بابه وخطبتها منى ، لكن انت .. انت نطيت من على السور وخطفتها واتجوزتها بدون علمى ، ولعلمك ، انا هرفع عليك قضية ببطلان الجواز ، فؤادة بكر ومايجوزش تجوز نفسها بنفسها
جلال بابتسامة : لاهو انت فاكر ان انت بس اللى تعرف الشرع يا سالم بية ، اكيد فؤادة ماجوزتنيش نفسها بنفسها ، فؤادة اختارتلها ولى جوزهالى ، ثم هو الشرع اللى بتتكلم عنه ده يخليك تحبسها وتجوزها رغم ارادتها
سالم بمكابرة : انا ادرى بمصلحة بنت اخويا من اى حد تانى حتى منها هى ذات نفسها
جلال بقوة : وهى مصلحتها انك تجبرها تتنازل عن كل املاكها ليك قبل ماتجوزها الجوازة الغصب دى
سالم بارتباك : مين اللى قاللك الكلام الفارغ ده
جلال : اللى قاللى قاللى ، بس معلش عاوز الفت نظرك لحاجة صغيرة اوى ، اوعى تكون مفكر ان الهلالى كان هيسيبك تتهنى بيهم ، تبقى بتحلم
سالم بغيظ : وانت بقى قلت تاكل الاكلة كلها لوحدك ، فلفيت عليها واتجوزتها من ورايا عشان تاخد الجمل بما حمل
جلال : لو تحب احلفلك ان كل الكلام ده مش فى دماغى هحلفلك
سالم بسخرية : قالوا للحرامى احلف
جلال بجمود : شرفت ياسالم بية ، واتمنى المرة الجاية تبقى تخبط على الباب
ليتركه جلال ويدلف الى داخل المنزل ويغلق الباب ورائه ، ويتجه من فوره الى النافذة المطلة على الموضع الذى كان يقف به سالم ، ليراه مازال واقفا بمكانه ينظر فى اثره ، وبعد لحظات استدار وذهب مبتعدا وعندما لاحقه جلال بعينيه وجده يصعد الى عربة لم ينتبه لها عند قدومه ولكنه يعرف صاحبها جيدا ، وكان صاحبها جالسا خلف المقود وما ان صعد سالم السيارة حتى انطلقت بسرعة شديدة توحى بغضب قائدها
وعندما اختفت السيارة عن عينيه التفت وراءه فوجد فؤادة ووالدته يقفان خلفه ينتظران حديثه فقال باهتمام : ايه اللى حصل بالظبط
فقصت عليه والدته ماحدث منذ اغماءة فؤادة حتى وصوله لينظر جلال الى فؤادة ثم يقول لامه وهو يصعد الدرج الى غرفته : خليها تحط تلج على راسها يا امى احسن ورمت
لتلتفت حسنة الى فؤادة وتقول : اللى حصل نسانى خالص، تعالى نروح المطبخ واحطلك عليها تلج
فؤادة : ماتتعبيش نفسك حضرتك ، انا هروح اجيب واجى ، استريحى انتى
لتجلس حسنة على الفور وهى تقول : طيب يابنتى ، روحى ، انا اصلا اعصابى مشدودة
سلوى والتى كانت طوال الوقت متمسكة بملابس جدتها : هو مين الراجل اللى كان بيزعق ده ياتيتا
حسنة : ده واحد له شغل مع بابا ياحبيبتي ، روحى العبى انتى
سلوى : لا انا عاوزة احكيلك بابا ودانى فين
حسنة بانتباه : فين
سلوى : روحنا زورنا ماما وقرينا لها الفاتحة ودعينا عشانها وبعدين جينا على طول ، وبابا قاللى انه هيبقى يودينى معاه عندها كتير
حسنة وهى تهز رأسها بتنهيدة : طب ياحبيبتى ، روحى بقى اغسلى وشك كويس وتعالى
لتسرع سلوى لتنفيذ ما امرتها به جدتها ، لتعود فؤادة وهى تضع كيس من الثلج على رأسها مكان اصابتها وتجلس بجوار حسنة وهى تقول باضطراب : انا حاسة انى اتسرعت لما وافقت استاذ جلال على كلامه ، وورطته معايا فى مشاكل مع عمى
حسنة بشرود : ماتقلقيش ، جلال ان شاء الله هيتصرف
وفى تلك الاثناء هبطت ندا من الاعلى وجلست بصحبتهم فى صمت
حسنة : اومال ليلى فين
ندا بضيق : نامت
حسنة باستغراب : مالك يابنتى ، فى ايه
ندا : فى ان المشاكل هتبتدى اهوه ، النهاردة عمها وبكرة اللى كان هيتجوزها وهلم جرة ، والله اعلم القصة دى هتخلص على ايه ، احنا مالنا احنا ، ايه اللى يدخللنا فى المشاكل دى
حسنة بحزم : احنا مالناش دعوة ، جلال اكيد فى دماغه حاجة معينة هيعملها
لتشعر فؤادة باحراج شديد من كلام ندا ولهجتها ، وخاصة انها تشعر ان لديها حق فى كل كلمة تفوهت بها لتنهض من مكانها باحراج قائلة : ندا عندها حق فى كل كلمة قالتها يا امى ، انا فعلا وجودى هنا مش هيسبب لكم غير المشاكل وبس ، انا لازم امشى من هنا
ليأتيهم صوت جلال هو يقول بغضب : تمشى تروحى فين ان شاء الله
فؤادة بلجلجة : اكيد هلاقى مكان اروحله من غير ما اسبب مشاكل لاى حد
جلال بنفس الغضب : انتى ناسية انك مابقيتيش حرة نفسك وانك بقيتى على اسمى ، وان مش من حقك تعملى اى حاجة ولا تروحى فى اى حتة غير باذنى
فؤادة بصدمة : يعنى ايه بقى الكلام ده
جلال : يعنى اللى سمعتيه بالظبط ، انتى دلوقتى مراتى ، وطاعتى واجبة عليكى
فؤادة : بس جوازنا ده مجرد جواز صورى وانت عارف سببه كويس
جلال : الكلام ده بيننا وبين بعض ، لكن قدام اى حد تانى او فى اى مكان تانى فانتى حرم جلال العشرى ، لازم تحطى الكلام ده فى دماغك كويس اوى
فؤادة : طب لو انا مش حابة اكمل فى الحكاية دى
جلال بجمود : مش بمزاجك ، احنا بيننا اتفاق ، وجوازنا ده ماكانش اكتر من خطوة اولى فى تنفيذه ، ويوم ما احقق اللى احنا اتجوزنا بسببه اوعدك انى هنفذلك كل اللى انتى عاوزاه واكتر كمان
فؤادة : وافرض ماحصلش
جلال بقوة : هيحصل وقريب اوى ، اوعدك
لتنظر له فؤادة بفضول وكأنها تريد قراءة مايدور بذهنه ، ولكنها عندما تفشل بشدة تنسحب من امامهم متجهة الى غرفتها وتغلق عليها بابها ، وتشرع فى صلاتها لتشكو حزنها الى الله الذى استودعته كامل امرها
اما بالخارج فتنهض حسنة من مكانها قائلة وهى تتجه الى الحديقة : عاوزاك فى كلمتين على انفراد ياجلال
ليذهب جلال خلفها بينما تنظر ندا فى اثرهما بغيظ دفين ، فكانت تريد ان تعلم عن حوارهما كل شئ ، خاصة انها تكاد تكون متأكدة ان حديثهما خاص بفؤادة وبما يحدث ، ولكنها لاتستطيع اللحاق بهما فتقرر الصبر علها تعرف فيما بعد
اما بالخارج فقد جلست حسنة وجلس جلال فى مقابلتها فى انتظار حديثها فقالت : انا عاوزة افهم انت ناوى على ايه بالظبط ياجلال
جلال : ناوى على ايه فى ايه بالظبط يا امى
حسنة : بلاش تلف وتدور عليا ، انت فاهم قصدى كويس ، انت ناوى على ايه مع فؤادة
جلال : ما انا قلت على كل حاجة من الاول ، ولسه حالا عايده قدامكم تانى من شوية
حسنة بحزم : انا ماليش دعوة باللى قلته ياجلال ، انا عاوزة اعرف انت ايه اللى فى دماغك وتار ايه ده اللى قلت انه ليك عند الهلالى
يصمت جلال وهو يوازن الامر بعقله ، هل يخبر والدته ام يتركها لفيما بعد ولكن حسنة قطعت حواره مع نفسه عندما قالت : صارحنى ياجلال ، وقوللى يابنى على اللى جواك ، انا ماحاولتش انى اعارضك بكلمة واحدة لانى عارفة ان مخك كبير وبتعرف توزن الامور كويس ، لكن برضة عاوزة افهم ، وماتحاولش انك تخبى عليا .. لانى عارفة انك هتخبى وهتوجع قلبى من القلق عليك
لينظر لها جلال بتنهيدة ثم ابتسم قائلا : وانا من امتى بعرف اخبى عنك حاجة يا امى
حسنة : خبيت كتير ياجلال ، يمكن ما اعرفش انت مخبى ايه بالظبط ، لكن اللى اعرفه انك مخبى ياما جواك يابنى
جلال : كل اللى اقدر اقولهولك ان الهلالى أذانى أذية كبيرة اوى لا يمكن انساها طول عمرى
حسنة بفضول : اذية ايه يابنى اللى اذاهالك دى
جلال : ارجوكى يا امى بلاش تضغطى عليا
حسنة بصوت شبه غاضب : وانا مش هقف اتفرج عليك وانت بتعادى واحد بالصورة دى من غير ما اعرف السبب ياجلال ، افرض اذاك او اذى حد من اخواتك واللا بنتك
جلال بغضب : ده انا كنت المرة دى اقتله
حسنة : وانت ليه اصلا تعرضنا لده ، ايه اللى يخليك تعادى واحد لدرجة انك تجر شكله
لم يرد عليها جلال بينما ادار وجهه بعيدا عنها وهو يضغط على فكيه بغضب ولكن حسنة انتبهت لشئ ما عندما قالت : انت كنت تقصد ايه اما قلت انه المرة دى تقتله لو اذى حد فينا ، تقصد انه اذى حد فعلا قبل كده
وعندما رات جلال احنى راسه ارضا بحزن دفين تعرف سببه الاوحد وضعت يدها على فمها بشهقة عالية وهى تقول : تقصد ان هو اللى …..
جلال بخفوت شديد وكانه يهمس لنفسه : ايوة … هو
حسنة ببهوت : انت متاكد
ليهز جلال راسه بالايجاب
حسنة : وما بلغتش ليه
جلال : لان ماحدش هيصدقنى بعد السنين دى كلها ، لان واحد فى وضعه ومركزة هيقدر يطلع منها بمنتهى السهولة ، عرفتى انا مابلغتش ليه
حسنة : اومال ناوى على ايه يابنى، الراجل ده على ماسمعت عنه انه مش سهل وبلاوبه كتير ، ابعد عنه ياجلال ، سيبه لربنا ينتقملك وينتقملنا كلنا
جلال بتصميم : لا يا امى ، مش بعد كل ده
حسنة بفضول : بعد ده كله اللى هو ايه ، تقصد جوازك من فؤادة
جلال بنفى : لا طبعا ، جوازى من فؤادة ماكانش اكتر من انى بتشفى فيه وبساعدها فى نفس الوقت انها تخلص منه ، رغم انى عارف انه مش هيسيبها فى حالها بسهولة ، فؤادة مفكرة ان عمها بس اللى طمعان فى ورثها ، بس اللى ماتعرفوش واللى انا متاكد منه بمعرفتى للهلالى ، انه كان بس بياخد عمها على اد عقله ، لكن عمره ماكان هيسيب ابدا الثروة دى تفلت من ايده ، ده العمارتين لوحدهم بملايين
حسنة : وانت عرفت الكلام ده منين
جلال : لما روحنا عملنا البلاغ ، هى حكت لوكيل النيابة تفاصيل كتير اوى عن ورثها ، ورثها طلع تقيل اوى يا امى ، انا ماكنتش فاكر كده ، دى الارض بتاعتها طلع قيمتها مش اقل من عشرين مليون
حسنة : طب فهمنى ناوى على ايه معاه بالظبط
جلال : كل اللى اقدر اقولهولك دلوقتى ان الراجل ده مشيه مش قانونى ، وانى قدرت اوقعه فى كذا غلطة هيتسجن بسببها
حسنة : وافرض اتأذيت بسببه
جلال : انا مابتحركش خطوة غير بمعرفة النيابة
حسنة : يعنى مافيش اى خطورة عليك يابنى
ليرفع جلال كفها الى فمه مقبلا اياه ثم قبل راسها وقال : طول مانتى راضية عنى وبتدعيلى انا هكون دايما بخير
حسنة : طب وفؤادة
جلال : مالها
حسنة : هو ايه اللى مالها يابنى ، انت دلوقتى شبه حددت اقامتها ، وهى لا متجوزة ولا مش متجوزة
جلال : يا امى ده عشان مصلحتها ، ممكن يكونوا بيخططوا فى اى لحظة انهم يخطفوها او يأذوها ، وعشان كده انا منعتها تتحرك فى اى حتة من غير علمى
حسنة : ربنا يستر يابنى عليك وعليها
جلال : وانا خليت عطوة يزود عدد الغفر حوالين البيت والجناين ، ماتقلقيش ، انتى بس ادعيلى
حسنة : ربنا يحفظك يابنى من كل شر ، وينولك اللى فى بالك
…………………….
فى فيلا الهلالى ، كان يجلس بصحبة سالم والغضب يعتلى ملامحهما بشدة
وقال الهلالى بعنف : بقى انا يتاخد عليا تعهد بعدم التعرض بعد العمر ده كله ، وبسبب بنت اخوك اللى كانت هتبقى مراتى بعد كام يوم
سالم بخيبة امل وهو يضرب كفا بكف: انت زعلان على التعهد ، اومال انا بقى اعمل ايه ، ما انا كمان مضيت على نفس التعهد انى ما اتعرضش لبنت اخويا اللى خدت الورث كله وطارت ، راحت للى هيلهفهم كلهم وياخدهم شروة واحدة ، قال ولما بسلامتها عرضت عليا اننا نقسم الارض واخد منها نصيبى الشرعى فى الورث انا رفضت ، ماكنت خدتهم وسكتت وحمدت ربنا ، اهو لا نابنى بلح الشام ولا عنب اليمن ، كله راح … كله راح
ليقف الهلالى بغضب قائلا : بطل ولولة زى النسوان وفوق شوية ، لو انت ناوى تسيبه ينهب النهبة لوحدة زى الحداية ويطير ، انا بقى مش هسيبه ، لحد ما ارجعها بكل ماتملك لعندى من تانى
سالم بلهفة : وهترجعها ازاى ، قوللى
سالم : دى عاوزة تخطيط ، مش سلق بيض هو ، لازم الاول اعرف قرار الواد ده وحكايته ايه بالتفصيل فى الاول ، وبعد كده اخططله القاضية
…………….
فى منزل سالم يدق هاتف نهاد برقم عارف لتجيب بلهفة : ايوة يا فؤادة .. وحشتينى
ليتنحنح عارف بابتسامة وهو يقول بهدوء : طب ما ينفعش عارف
لتقول نهاد بخجل : انا اسفة يا استاذ عارف ، انا اعتقدت ان فؤادة هى اللى بتكلمنى
عارف : عموما ياستى من النهاردة اعتبرينى انا وفؤادة واحد
نهاد : ازاى بقى
عارف : لان فؤادة بقت خلاص مراة اخويا
نهاد بشهقة عالية : ايه … فؤادة اتجوزت
عارف بضحك : بقى هى دى مبروك
نهاد باستهجان : مبروك على ايه ، هى لحقت تعرفه واللا هو يعرفها عشان يتجوزوا ، ده ايه الكروتة دى
عارف بابتسامة : ماهى اكيد هتحكيلك على التفاصيل والملابسات كلها لما تكلمك
نهاد باستغراب : وهو انت مش هتديها التليفون دلوقتى تكلمنى
عارف ،: لا … انا مش فى البيت اصلا
نهاد باستغراب : مش فى البيت ، اومال حضرتك بتكلمنى ليه ، هو فى حاجة
عارف باحراج : لا ابدا بس كنت عاوز …. ااه ، كنت هسأللك ان كنتى وديتى حاجات لفؤادة عند نادين صاحبتك واللا لسه
نهاد : الحقيقة لسه بحاول الململها كام حاجة كده من غير ما بابا ياخد باله
عارف : طب تمام ياريت اول ماتجهزى وتكونى رايحة هناك تدينى خبر
نهاد : ان شاء الله مع السلامة
عارف باحباط : مع السلامة
وبعد ان اغلقت نهاد الخط كانت تحدث نفسها قائلة : ده ايه ياختى الطسلقة دى ، ده لو بيخيط فستان مش هيبقى بالسرعة دى
لتدخل سلمى على نهاد وهى تحدث نفسها لتقول : خلاص اتجننتى الحمدلله وبتكلمى روحك
نهاد : وهو اللى يعيش فى عيلتكم دى يفضل عاقل اصلا
سلمى بامتعاض : حصل ايه تانى اشجينى
نهاد : فؤادة اتجوزت
سلمى بصوت عالى : ات ايه .. اتجوزت ، ده اللى هو ازاى يعنى
نهاد وهى تحاول كبت غضبها : زعقى يابت كمان شوية .. زعقى ، عشان يبقى ماشافوهومش وهم بيسرقوا ، قاموا قفشوهم وهم بيسيحوا لبعض
سلمى : ماتترعبيش كده ، ابوكى مش هنا
نهاد : ولو ياسلمى ، انتى ناسية كام مرة كنا نبقى بنتكلم واحنا واخدبن راحتنا على الاخر وفجأة نلاقيه واقف فوق دماغنا
سلمى : فى دى عندك حق ، بس قوليلى ايه اللى حصل
لتقص عليها نهاد ماحدث فى مكالمتها مع عارف بالتفصيل وعندما انتهت نظرت لها سلمى بخبث وهى تقول لها وهى تغمز بإحدى عينيها : وسى عارف ده بقى ايه النظام بالظبط
نهاد بسذاجة : نظام ايه
سلمى بامتعاض : نظام الرجيم ياحبيبتى ، نظام الراجل يانهاد ، نظام النحنحة
نهاد باستغراب : انتى هبلة ياسلمى ، نحنحة ايه دى اللى بتتكلمى عنها ، ده هى مرة واحدة اللى شوفنا بعض فيها
سلمى بحالمية : وفيها ايه يعنى ، ماسمعتيش قبل كده عن الحب من اول نظرة
نهاد : حب ايه ونظرة ايه ، سيبينى فى حالى ، انا كل اللى بفكر فيه دلوقتى رد فعل ابوكى لما يعرف اللى حصل ده
لتضع سلمى يدها على فمها قائلة بتوتر : يالهوى لا يكون ده التليفون اللى جاله الصبح وخلاه ينزل وهو متعفرت من غير حتى مايفطر
نهاد بفضول : تليفون ايه ده
سلمى : مش عارفة ، بس حد كلمه الصبح لقيته عمال يقول .. ازاى الكلام ده .. انت متاكد من اللى بتقوله ده ، دى كارثة ، طب اقفل وانا جاى حالا
نهاد : ربنا يستر ويعديها على خير
……………..
كانت ندا تجلس بغرفتها تتحدث مع أخيها كريم على الهاتف
ندا : انا مش طايقة اقعد فى البيت من ساعتها ياكريم
كريم : حاولى تاخدى الامور ببساطة شوية عن كده ياندا
ندا : بقوللك اتجوز على اختك وتقوللى ببساطة
كريم : ياحبيبتى اختك فى حتة تانية خالص وكل اللى انتى بتقولى عليه ده مايشغلهاش ابدا
ندا بغضب : ايه اللى انت بتقوله ده ، ده بدل ماتفكر معايا ازاى نمنع القرف ده
كريم : هو ايه ده اللى تمنعيه ، انتى مش بتقولى انهم كتبوا كتابهم خلاص
ندا : اللى خايفة منه انها تحلو فى عينه بعد كده
كريم : ليه يعنى ، هى حلوة
ندا بشرود : فيها شبه منها باكريم
كريم بانتباه : من هدى
ندا : ايوة ، وده اللى مخوفنى ، حتى طريقة كلامها ، واللى خلانى اقلق بزيادة ، انها حتى شولة زيها
كريم : للدرجة دى
ندا : خايفة يحبها ويتعلق بيها ، وانا مش هسمح ابدا لحاجة زى دى انها تحصل
كريم : بس ياندا جلال لسه شباب وفى عزه ، ومن حقه برضه انه يعيش حياته
ندا : لا مش من حقه ، هو اللى عمل الحادثه ، هو اللى فضل وهى راحت
كريم : استغفر الله العظيم ، ده قضا ربنا ، اللهم لا اعتراض
ندا : قضا ربنا ماشى ، لكن مايجيبش لسلوى مراة اب ابدا ، مش هسمحله
كريم : هتعملى ايه يعنى
ندا : اسمها هنعمل ياكريم ، انت لازم تساعدنى اننا نوقف المهزلة دى ، والبت دى لازم تسيب البيت باى طريقة ، حتى لو سلمناها لعمها بايدينا
كريم : انتى بتقولى ايه ، انتى اتجننتى
ندا : بقول اللى عاوزاك تسمعه كويس
كريم : اسمع ايه .. انتى اتجننتى ، ده جلال ممكن يولع فينا
ندا : طب ايه رايك لو لقينا اللى يشغل البت دى بحيث ان موضوعها اما يخلص تصمم على الطلاق
كريم : انتى بتتكلمى اكنهم خلاص قرروا يفضلوا سوا وحبوا بعض والعيشة فل ، ياندا اعقلى وبلاش تسبقى الاحداث
ندا بعصبية : اصلك ماشفتهاش ياكريم ، لو شفتها هتعذرنى وانت بنفسك اللى هتعرض انك تساعدنى عشان تخرجها من هنا
طب ايه رايك ، تعالى اتغدى معانا بكرة ، وانت تشوفها وتتعرف عليها
كريم بقلة حيلة : خلاص حاضر هجيلكم بكرة ، حتى سلوى وحشتنى وعاوز اشوفها
ندا : خلاص هستناك ، وياريت تجيب ماما معاك ، ماشوفتهاش بقالى اسبوعين
كريم : خلاص هقوللها ونجيلك بكرة ان شاء الله
………………….
على موعد الغداء كان الجميع يجلس حول الطعام وكانت فؤادة تتناول طعامها بخجل شديد ، فمازالت عند رايها ، بان وجودها مع هذه العائلة لن يجلب لهم سوى المشاكل ، مما زاد من خجلها وتحرجها فى التعامل ، وقد لاحظ عارف عليها ذلك فقال لها محاولا اخراجها من خجلها : وهو عمك يافؤادة ماعندوش ولاد غير نهاد وسلمى
فؤادة : عنده محمد ويبقى اخويا فى الرضاعة ، بس مسافر .. مش فى مصر
عارف : مسافر فين بقى
فؤادة : فى فرنسا ، اول ماخلص دراسة سافرعلى طول ، ومانزلش ولا مرة من ساعتها
جلال : وياترى موقفه ايه من تصرفات عمك
فؤادة بخجل : هو كمان مش موافق على اللى عمى عمله واتخانقوا سوا بسببى كذا مرة
ندا بمغزى : واضح ان دى هتبقى عادتك
لتنظر حسنة الى ندا بتحذير فى حين نظرت لها فؤادة بحزن ولكنها لم تعقب عليها ، كما تجاهل الجميع تعليقها
عارف : وياترى ولاد عمك مخلصين تعليم
فؤادة : نهاد برضة اداب بس لغة عربية وبتشتغل فى مدرسة خاصة
عارف بلهفة : ايه ده … بجد ، يعنى زيى ، هايل
فؤادة : وسلمى فى كلية علوم ، اخر سنة ليها السنة دى
حسنة : ماشاء الله ، ربنا يحفظكم يابنتى
فؤادة بخجل : تسلمى يا امى
ندا : على فكرة ماما وكريم جايين بكرة ان شاء الله يتغدوا معانا
حسنة : اهلا وسهلا يابنتى ينوروا ، بيتهم ومطرحهم
سلوى : خالو كريم وحشنى اوى ، واخر مرة كان هنا وعدنى انه هيودينى اتفسح
جلال : مش اليومين دول ياسلوى بعدين
سلوى بحزن : ماشى
ندا بصوت خافت وصل الى اسماع فؤادة : حتى البنت الصغيرة ماسلمتش
لتنهض فؤادة وتقول بصوت مرتعش : الحمدلله ، بعد اذنكم
لتتركهم وتتجه الى غرفتها وتغلق بابها عليها ، لتنظر حسنة الى ندا وتتنهد بقلة حيلة ثم تقول لحسين : ابقى شوفلها دهان واللا حاجة تدهن بيه قورتها احسن ورمت جامد مطرح الخبطة ياحسين يابنى
حسين : حاضر يا امى ، عندى فوق هبقى اجيبهولك تديهولها
ندا : ماهياش وارمة اوى ولا حاجة ، عادى يعنى
عارف بلوم : لا وارمة ياندا وباينة حتى من تحت الحجاب ، والمفروض انتى اللى تهتمى بده ، على الاقل لان بنتك هى السبب
ندا بغضب : بنتى السبب فى ايه بقى ياسى عارف ، بنتى كانت بتلعب وهى اللى حشرت نفسها
حسنة بحزم : ندا .. وطى صوتك وانتى بتتكلمى وسطينا ، ماحدش فينا سمعه تقيل يابنتى ، وبعدين لولا فؤادة كانت بنتك بعد الشر اتعورت النهاردة ، وبعدين ياستى ماتهتميش بحد ، بس على الاقل نحترم انها ضيفة عندنا
لتنهض ندا من مكانها قائلة : انا عن نفسى ، انا مش مرحبة بوجودها هنا ، وعشان كدة ماحدش يجبرنى انى اتعامل معاها من اصله
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا