مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل السابع
عندما استمع عارف لحديث نهاد فى الهاتف مع اخيها واستمع لاسم محمد لم يكن يعلم انه اخيها ، فاشتعلت النيران فى صدره واخذ يسأل نفسه عن هذا المدعو محمد وعلاقته بها
وظل الحال على ماهو عليه لمدة ثلاث ساعات ، والجميع فى انتظار ان تفيق فؤادة ولكنها مازالت تحت تأثير المخدر ولم تسترد وعيها بعد ، ليقول جلال ببعض القلق : ماتسأل صاحبك ده ياحسين عن سبب تأخيرها بالشكل ده ، ده قال ساعتين واهو عدا تلات ساعات ولسه مافاقتش لحد دلوقتى
حسين : ماتقلقش ياجلال ، احيانا بيبقى الجسم محتاج راحة فبتستمر فى البنج اكنها نايمة
جلال بضيق : بس عاوزين نتطمن عليها ، طب ادخل انت بص عليها ، هو انت مش دكتور هنا
لينهض حسين قائلا بهدوء : اهدى وانا هخليه يبجى يبص عليها
وبعد خمس دقائق عاد حسين بصحبة سيف ، ودخل سيف مصطحبا معه حسين الى فؤادة وغابا بالداخل عشر دقائق ، ثم عادا اليهم وقال سيف : هى فاقت الحمدلله ، بس طبعا الالم شديد عليها وعشان كده اديتلها مسكن هيخليها تنام تانى
جلال : وموضوع ايدها
سيف : لا تمام الحمدلله ، مافيهاش اى مشاكل
جلال : طب مش هينفع ندخل نشوفها ونتطمن عليها
سيف باسف : للاسف ، لازم ننفذ كلام الظابط ، انا هكلمه دلوقتى وهبلغه بالتطورات
جلال : طب هى هتفوق تانى امتى
سيف : مش قبل بالليل
لتتقدم منهم نهاد قائلة : طب ماينفعش ادخل اقعد جنبها عشان لما تفوق ماتبقاش لوحدها
سيف باعتذار : لو كان بايدى كنت سمحتلك ، لكن اديكى شايفة الوضع عامل ازاى
كان كل ذلك يحدث بالقرب من سالم الذى كان جالسا بكرسيه ولم يتحرك منذ مجيئه ولم يغير وضع جلسته فاقتربت منه سلمى ووضعت يدها على كتفه قائلة : بابا .. هو حضرتك هتفضل قاعد كده .. انت كويس
ليرفع سالم وجهه الى ابنته بجمود وينهض من مكانه قائلا : هخرج اعمل تليفون وارجعلكم
ليتركهم ذاهبا الى الخارج ليشير جلال بعينيه لعارف فيخرج بهدوء خلفه وهو يتتبعه عن بعد ، ثم استدار جلال لحسين قائلا : فؤادة لما فاقت ماقالتش اى حاجة
حسين بأسف : اعتذرت ونامت على طول
جلال باستغراب : اعتذرت عن خروجها واللا عن ايه بالظبط
حسين بتنهيده : اقعد وانا هحكيلك اللى حصل بالظبط
ليقص حسين على جلال كل ماحدث على مسمع ومرأى من كريم ، وبعد ان فرغ من حديثه قال جلال بغضب مكبوت : ندا زودتها اوى ياحسين ، وانا مش راضى اوجهلها اى عتاب عشان تشيل كل الهبل ده من دماغها وبرضة مافيش فايدة
كريم باحراج : معلش ياجلال اعذرها ، انت عارف هى بتحب سلوى وخايفة عليها اد ايه
جلال : وايه علاقة سلوى باللى بتعمله ده ياكريم
كريم : هى بس خايفة يبقى لها مراة اب ، مش اكتر
حسين بدهشة : ده انت عندك فكرة مسبقة عن الموضوع بقى
كريم وهو يحك مؤخرة رأسه : كلمتنى بالتليفون وحكيتلى
حسين باستفهام : وقلتلها ايه
كريم باحراج : ما انت عارف مراتك ياحسين ، مابتقتنعش بكلام حد
حسين : ااه يعنى قلتلها ايه برضة
كريم : لما حاولت اشيل الكلام ده من دماغها ، صممت انى اجى اتغدى معاكم واشوفها عشان اقتنع ان كلامها صح
جلال بتركيز : وانت بقى لما تشوفها ايه اللى هيخليك تقتنع بكلامها ان شاء الله
كريم بتنهيدة : بصراحة ياجلال انا كنت فاكرها مأفورة الحكاية اوى ، لكن طلع عندها حق ، البنت فعلا فيها شبه كبير جدا من هدى الله يرحمها ، انا ماشفتهاش غير وهى واقعة على الارض لما وصلنا ، لكن حسيت انى اتسمرت فى الارض وانا ببصلها ، وهو ده اللى مخوف ندا ، خايفة لا تتعلق بيها عشان شبه هدى الله يرحمها
جلال بغيظ : اسكت ياكريم الله لايسيئك ، ماحدش فيكم فاهم حاجة
وفى هذه الاثناء كان عارف يأتى اليهم من بعيد ، ولمحوا من على بعد سالم وهو قادم ايضا خلف عارف ، وما ان وصل عارف الى جلال حتى مال عليه وقال له شئ ما بأذنه جعل جلال ينظر بتمعن الى سالم الذى عاد الى مكانه السابق بجوار زوجته وبناته ولكنه هذه المرة اسند رأسه الى الجدار واغمض عينيه وعلى ملامحه علامات من الغضب المكبوت جعلت نهاد وسلمى يتبادلان النظرات مع والدتهم ، ولزموا الصمت منتظرين اى اخبار عن فؤادة
كان عارف يتابع نهاد .. حركاتها وردود افعالها ، ولاحظ ايضا انها تتعامل مع والدها بحذر شديد ان لم يكن رعب شديد ، على عكس سلمى التى كانت تتمتع ببعض الجراءة فى التعامل مع والدهما
وعندما حاول ان يشير اليها محاولا التحدث اليها وجدها تشير بالرفض بعينيها برعب شديد مما جعل سلمى تضحك عليها بشدة من وسط بكائها ، وجعل عارف يبتسم على حركتها بشدة
، لتمر عليهم الساعة تلو الاخرى ، ليجد جلال والدته تأتى عليه هى الاخرى لينهض من مكانه ويجلسها قائلا : ليه تعبتى نفسك يا امى
حسنة وهى تربت على يديه : قلت اجى اتطمن بنفسى على الغلبانة دى ، بعد ماصليت ركعتين شكر لله ان ربنا نجاها من اللى حصللها ، بس هى هتفضل كده يا اولاد من غير ما حد يطمننا عليها
حسين : انا اتطمنت عليها يا امى ، وسيف كمان مش سايبها ، وعلى العموم هى زمانها هتفوق دلوقتى
ليجدوا الملازم علاء قادم اليهم من على بعد بصحبة سيف حتى وقف امامهم جميعا والقى السلام ، ثم قال : انا هدخل اخد اقوالها دلوقتى ، وبكرة الصبح ان شاء الله هيوصللكم استدعاءات رسمى عشان ناخد اقوالكم فى محضر رسمى ، عن اذنكم
ليتركهم ويدخل الى فؤادة بصحبة سيف ، وما ان دخلوا اليها ، الا وجدوها مستيقظة وتبكى فى صمت
سيف بعملية : عاملة ايه دلوقتى
فؤادة : كتفى بيوجعنى شوية
سيف بدعابة : لو كنتى قلتى اوى كنت هقوللك كدابة ، لانى مديكى مسكن قوى جدا
فؤادة بتمرد : انا مابعرفش اكدب اصلا
سيف بابتسامة : طب لما هو بيوجعك شوية بس ، بتعيطى ليه
فؤادة : مابحبش المستشفيات ، عاوزة امشى من هنا
علاء : انا بس اللى اقول ان كنتى تمشى واللا لا
فؤادة باستغراب : مين حضرتك
علاء : انا وكيل النيابة اللى بيحقق فى القضية بتاعتك ، وجاى عشان اسألك عن اللى حصل
فؤادة : انا اصلا ماعرفتش ايه اللى حصل غير من الدكتور لما فقت المرة اللى فاتت
سيف موجها حديثه الى علاء : طب يافندم انا هسيبك تشوف شغلك وهنتظرك برة ، وياريت بقدر الامكان بلاش تجهدها
علاء : متشكر اوى
ليخرج سيف ويلتفت علاء الى فؤادة قائلا : بس على الاقل عارفة مين اللى ممكن يعمل فيكى كده
فؤادة بحزن : لأ طبعا ما اعرفش
علاء : يعنى ما بتتهميش حد
فؤادة : لأ
علاء : مع ان عندى اتنين متهمين لحد دلوقتى والاتنين بيتهموا بعض
فؤادة باستغراب : اتنين مين دول
علاء : عمك وجوزك
فؤادة بصدمة : ايه ، لا طبعا ، مش ممكن ابدا
علاء بفضول : مين فيهم اللى مش ممكن ابدا عمك .. واللا جوزك
فؤادة : ولا ده ولا ده حضرتك ، ماحدش فيهم ابدا ممكن يعمل حاجة زى كده
علاء : طب ليه وجههوا الاتهامات دى لبعض
فؤادة : ده مجرد سوء تفاهم حضرتك مش اكتر
علاء : عمك بيتهم جوزك انه عمل كده عشان طمعان فى ثروتك
فؤادة : لا طبعا ، مش حقيقى ، جلال من عيلة كبيرة وغنى ، يعنى مش محتاج ، وبعدين جلال أوانى واتجوزنى من قبل مايعرف حاجة اصلا عن ثروتى اللى حضرتك بتقول عليها دى ، فمش اول مايتجوزنى يعنى يقتلنى بعدها بكام يوم ، مش منطق اصلا
علاء : طب ماهو جلال بيتهم عمك برضة لنفس السبب
فؤادة بتردد : هو بس عمى زعلان منى عشان اتجوزت من وراه ، لكن طبعا ماتوصلش للقتل ابدا ، عمى بعيد تماما عن اللى حصل ده
علاء : طب مين اللى ممكن يكون عمل كده
لتصمت فؤادة لبرهة ثم تقول وهى تحاول التغلب على اوجاعها : الوحيد اللى ممكن اتهمه هو عبد الجليل الهلالى
علاء باهتمام : ممكن تقوليلى اسباب اتهامك ليه تبقى ايه
فؤادة : الهلالى كان عاوز يتجوزنى غصب عنى لولا انى هربت من البيت واتجوزت بعيد عنه ولما عرف اتجنن ، وانا عملت له محضر عدم تعدى
علاء : اللى اعرفه ان المحضر ده كان ضد عمك كمان
فؤادة باضطراب : لا .. عمى مش ممكن يعمل حاجة زى دى ، انا متأكدة
علاء : طب ليه عملتيله المحضر بعدم التعدى مع الهلالى
فؤادة : اانا بس حبيت الهلالى ماياخدش موقف من عمى عشان ليهم شغل مع بعض ، بحيث يفهم ان عمى مالهوش علاقة بهروبى وجوازى
لينظر لها علاء بتركيز وكأنه يحاول قراءة افكارها وعندما شعرت فؤادة بذلك زاد ارتباكها فاغمضت عينيها وقالت : انا تعبانة ، ممكن كفاية كدة من فضلك
لينهض علاء من مكانه وهو يتنهد ويقول : لو حسيتى فى اى لحظة انك عاوزة تقوليلى اى حاجة تانية ، فياريت تبلغينى
لتومئ فؤادة برأسها وهى لازالت مغمضة عينيها حتى خرج من الغرفة ، وما ان خرج حتى قالت نهاد : ممكن ادخللها بقى واللا برضة ممنوع
علاء : الحقيقة الموضوع دلوقتى فى ايد الدكتور بتاعها هو اللى يحدد ان كان مسموح بالزيارة واللا لا
كان سيف لازال جالسا بصحبة حسين واخوته فقال : متهيألى المفروض ان جوزها المفروض هو اللى يدخللها الاول واللا ايه ، وبعد كده ممكن تشوفوها بس مدة صغيرة اوى عشان ماتجهدوهاش
لينهض جلال من مكانه وهو يجذب حسنه معه ويتجه الى غرفة فؤادة ويدق الباب بهدوء ثم يدلف الى الداخل مع والدته مغلقا الباب من ورائه
ليقف علاء امام سالم قائلا : مدام فؤادة نفت تماما التهمة عنك ياسالم بية ، زى مانفتها عن جوزها بالظبط ، ولولا انها اتهمت شخص تانى .. كان هيبقى فى اجراء تانى للاسف
سالم بفضول : واتهمت مين
علاء بابتسامة : الحقيقة ماينفعش اقول مين حرصا على سير التحقيق ، لكن ده مايمنعش انى عاوز حضرتك تعدى عليا بكرة ان شاء الله فى النيابة عشان اقدر اخد اقوالك فى محضر رسمى
ليومئ سالم رأسه بصمت ، ثم يلتفت علاء الى حسين وعارف قائلا : وياريت تبلغوا جلال بية نفس الكلام ، برضة هنتظره يعدى عليا بكرة ان شاء الله
حسين : تمام حضرتك ، ان شاء الله هبلغه
علاء وهو يتجه الى الخارج : الف سلامة على المدام ، ربنا يطمنكم عليها
ليرد الجميع بغمغمة غير مفهومة مابين شكر وامتنان
اما بالداخل ، فما ان اغلق جلال الباب حتى اسرعت حسنة الى فؤادة وهى تقول بهلع : فؤادة ياحبيبتى ، الف لابأس عليكى يابنتى ، حمدالله على سلامتك ياحبيبتى
فؤادة بابتسامة امتنان : تسلميلى يا امى
جلال بجمود : حمدلله على السلامة
فؤادة : الله يسلم حضرتك ، متشكرة
جلال : مش لو كنتى سمعتى الكلام ماكانش حصل حاجة من الكلام ده
لتنظر له فؤادة بدهشة ، فيكمل قائلا : هو انا مش نبهت عليكى ماتتحركيش من جوة البيت ، ممكن اعرف ايه اللى خرجك
لتتبادل فؤادة النظرات مع حسنة ، ولا تعلق ، فيقول جلال : ممكن تجاوبينى
حسنة : يابنى مش وقته ، دى لسه تعبانة ومش حمل الكلام ده دلوقتى
جلال باعتراض : وهو انا بشقيها يا امى ، انا عاوز اعرف سبب خروجها من البيت وعصيانها لكلامى
فؤادة وهى تنظر للجهة الاخرى : أنا اسفة
جلال باستغراب : افندم
فؤادة بتمرد : بقوللك انا اسفة ، واوعدك انى ما اكررهاش مرة تانية ، ايه ، المفروض اعمل ايه تانى مش فاهمة
جلال وهو ينظر لها بتركيز شديد : اتمنى ، بس برضة ماقلتليش ايه سبب خروجك من البيت
فؤادة بارتباك : مااافيش سبب معين
جلال : افندم
فؤادة باصرار : بقوللك مافيش سبب معين ، كنت عاوزة اخرج فخرجت
قالت فؤادة ماقالته بتحدى وكانت تنتظر ثورته وغضبه لكنها بدلا من ذلك وجدته يقول بهدوء : قولتى ايه لوكيل النيابة
فؤادة وهى تنظر له بتحدى : اتهمت الهلالى ، ونفيت التهمة عنك وعن عمى ، ومن فضلك مش عاوزاك تتهم عمى تانى ، عمى لا يمكن يعمل كده
جلال بتهكم : وايه بقى اللى خلاكى متأكدة اوى كده ، مش هو ده عمك اللى كان …
لتقاطعه فؤادة بتعب وتقول : اللى كان فيه العبر كلها ، بس مايقتلنيش ، عمى لا يمكن يعمل كده
جلال بتنهيدة : عموما انا اتأكدت انه فعلا بعيد عن اللى حصل
فؤادة بفضول : واتأكدت ازاى
جلال : بعدين
حسنة بتأكيد : ايوة بعدين ، احنا دلوقتى مانفكرش فى اى حاجة غبر انك تقومى بالسلامة وبس
جلال : عمك ومراته وبناته برة عاوزين يتطمنوا عليكى ، اسيبهم يدخلولك
فؤادة ببعض التردد : هو ممكن تفضلوا معايا وعمى موجود
جلال وهو يطمأنها : ماتقلقيش ، انا هفضل موجود معاكى
لتنهض حسنة من مكانها وهى ترتب غطاء رأسها وتقول : انا هفضل برة على مايخرجوا من عندك ، ومش هسيبك ، ماتقلقيش
لتخرج حسنة ويقف جلال على باب الغرفة وهو يشير بيده للداخل ويوجه كلامه لسالم قائلا : فؤادة بانتطاركم .. اتفضلوا
انهى كلامه وعاد للداخل ووقف امام النافذة حتى دخلت نهاد وسلمى ووالدتهم مهرولين لتنحنى نهاد على فؤادة محتضنة اياها ببكاء شديد وهى تقول : ياحبيبتى يافؤادة ، كنت هموت من رعبى عليكى
فؤادة متأوهة : ااه ، حاسبى يابنتى كتفى
نهاد بارتباك : أنا أسفة .. أنا أسفة ، نسيت ، معلش
لتزيحها سلمى بيدها وتأخذ مكانها وتنحنى على فؤادة وتقبل رأسها وتقول : سلامتك يافوفو الف سلامة ، بقى دى اخرتها صرب نار مرة واحدة كدة
لتقول والدتهما وهى تقبل فؤادة وتقول بحنان : سلامتك يافؤادة ، الحمدلله يابنتى انك بخير
فؤادة : الله يسلمك ياطنط ، تسلميلى يارب
وعندما ابتعدت والدة نهاد من امامها ، لمحت فؤادة عمها وهو ينظر اليها بحزن وقال لها وهو بمكانه : حمدلله على سلامتك ، ثم استدار خارجا بعد ان قال لزوجته وبناته : هستناكم برة
لتتنهد سلمى وتقول : معلش يا فوفو ، مانتى عارفة بابا ، بس لا يمكن ابدا يعمل كده فيكى
فؤادة : انا عارفة ياسلمى ، ومتأكدة كمان ، وقلت الكلام ده لوكيل النيابة
والدة نهاد : حبيبتى انتى عارفة غلاوتك عندى اد ايه ، لولا انك عارفة اللى فيها ماكنتش سيبتك هنا لوحدك ابدا
فؤادة : ماتقلقيش عليا ياطنط ، انا بخير ومش لوحدى ماتخافيش ، قالتها وهى تنظر باتجاه جلال
نهاد وهى تبكى كالاطفال : هى الرصاصة لما جت فيكى وجعتك اوى يا فؤادة
فؤادة : اوى يا نهاد اوى
نهاد وهى تنظر لسلمى : شفتى ، قلتلك اكيد وجعتها تقوليلى لا دى تللاقيها اغمى عليها على طول وماحسيتش بحاجة
فؤادة بابتسامة : ما انا برضة اغمى عليا بعدها بشوية صغيرين
سلمى بانتصار : شفتى ، اهو ، زى ماقلتلك
نهاد وهى تجفف عينيها من اثر الدموع : طب هو انتى لسه موجوعة اوى ، ولا الوجع خف شوية
فؤادة : الدكتور حاططلى مسكن فى المحلول ، فيعنى الحمدلله الوجع محتمل نوعا ما
لتنحنى نهاد على فؤادة بعد ان تأكدت ان ابيها بعيدا عنهم وقالت بهمس: انا معايا فى شنطتى الاوراق بتاعتك كلها
فؤادة بلهفة : بجد
لتضع نهاد كفها على فم فؤادة وهى تقول : الله يخرب بيت الغبا يابعيدة ، شكلى انا اللى هجيب اجلك بايدى ، ماتهمدى ، انتى عاوزانى ارقد مكانك
فؤادة باعتذار : حقك عليا ، معلش
نهاد بهمس : اخليهم معايا واللا اعمل ايه
فؤادة : اديهم لاستاذ جلال
لترفع نهاد عينيها الى جلال وتتفرسه بنظراتها ثم تهمس لفؤادة مرة اخرى قائلة بمرح : الا هو انا لو هربت من ابويا هقع على واحد مز كده برضة واللا انا قرعتى دايما فى خريجين الاحداث
لتتأوه فؤادة وسط ضحكاتها وهى تقول :هو فى حد مصلطك عليا ، انتى ناوية تموتينى من الضحك بدل النار
نهاد بامتعاض : انتى اللى خفيفة وماحدش بيعرف يتفك معاكى بكلمتين
ثم تمد نهاد يدها داخل حقيبتها لتخرج كيس بلاستيكى به مجموعة من الاوراق وتعطيها لجلال وهى تتلفت باتجاه الباب وما ان التقطها منها جلال حتى خرجت من الغرفة وكأنها تعدو ثم عادت برأسها مرة اخرى وقالت : هجيلك بكرة الصبح ، وخرجت سلمى ووالدتهما فى اثرها
ليقول جلال وهو ينظر للاوراق التى بيده : اعمل بيهم ايه دول
فؤادة : من فضلك خليهوملى أمانة عندك لغاية اما اخرج من هنا ، هو انا هخرج امتى
ليدخل حسين وعارف بصحبة حسنة ويقول : لسه قدامك كام يوم يا فؤادة
عارف : حمدلله على السلامة يافؤادة ، انا الحقيقة مش عارف اشكرك ازاى
فؤادة باستغراب : تشكرنى انا ، على ايه
عارف بمرح : الحقيقة انا بشكرك مرتين ، مرة على الساسبينس اللى عيشتينا فيه ده ، الواحد ماكنش بيشوف الكلام ده غير فى الافلام بس ، اما بقى الشكر التانى ده فهبقى اقوللك عليه بينى وبينك
حسين : الحقيقة انا كمان المفروض اشكرك يافؤادة
فؤادة : انتو ايه حكايتكم النهاردة … فى ايه
حسين : ماتشغليش بالك دلوقتى بالكلام ده ، انتى المفروض تستريحى ، بس اما تاكلى الاول ، الدكتور امرلك بأكل وزمان الاكل هيجيلك دلوقتى
فؤادة : بس انا مش جعانة
خسنة باعتراض : لااا ، مافيش الكلام ده ، انتى هتاكلى الاكل اللى هيجيبوهولك ومن الصبح ان شاء الله هيجيلك الاكل من البيت
فؤادة : مش قصدى والله يا امى بس انا فعلا مش حاسة ان عندى نفس
حسين : انتى نزفتى كتير ، اى نعم عملولك نقل دم ، بس ده مايغنيطش عن الغذا ابدا ، الغذا هو اللى هيساعدك تقومى وتخرجى بسرعة ، بس معلش بقى هتتشكشكى كتير
فؤادة بلا مبالاة : ماجتش على الشكشكة
عارف باستغراب : ايه ده ، مابتخافيش من الحقن
فؤادة ببساطة : لا ، عادى يعنى ، بتوجع دقيقة وخلاص
حسين بضحك : ربنا يكملك بعقلك
فؤادة بتمرد : انا عاقلة على فكرة
حسين وهو يرفع يديه بتسليم : وست العاقلين كمان ، حد يقدر يقول نص كلمة
لتدخل احدى الممرضات ومعها الطعام لتضعه على الحامل وتقربه من فؤادة التى قالت باعتراض : لبن لأ ، انا مابحبش اشربه
جلال بتهكم : يعنى احنا خلصنا من الحقن ، تقومى تطلعيلنا باللبن
عارف بمرح : مع ان الحقن دى ليفل الوحش
حسنة : بس انت وهو ، ثم نظرت لفؤادة بحنان وقالت : انتى بتاخدى الحقن رغم انها بتشكك لانك عارفة انها هتعالجك ، واللبن كمان هو اللى هيخلى الانسجة بتاعة جسمك تلم وتخف بسرعة ، هنشربه اكننا بنشرب الدوا ، وانا بكرة ان شاء الله هجيبلك لبن من عندنا ، طازة وفريش ومغلى و زى الفل
فؤادة : طب ممكن تسيبوهولى فى التلاجة شوية ، مابقدرش اشربه سخن ابدا ، ارجوكم
واثناء جدالهم يسمعوا طرقا على الباب وعندما يذهب جلال ليفتح الباب يجد ان كريم هو الطارق ، ليقول جلال : ياخبر ، انا فكرتك مشيت
كريم ببعض الخجل : انا قلت اتطمن عليها الاول واشوفكم لو محتاجين منى اى حاجة
جلال : طب تعالى اتفضل ، ادخل ياكريم ، ثم يقول لفؤادة : ده يبقى كريم ابن عمنا يافؤادة
فؤادة : اهلا وسهلا
كريم : حمدلله على سلامتك ، وان شاء الله تخرجى بالف سلامة
فؤادة : شكرا
كان كريم يركز نظراته على فؤادة وطريقة نطقها للحروف ، ولاحظ ايضا حركة اصابعها وهى تتلاعب باطراف غطاء فراشها ، وكان عارف وحسين يتابعان ردود افعال كريم الذى قال بعد برهة من الصمت : طب انا هضطر استأذن عشان اتاخرت على ماما ، وعاوزة تروح من بدرى ، ثم التفت الى حسنة وقال : تحبى تيجى معايا يامراة عمى اوصلك
حسنة : لأ ياحبيبى ، روح انت بالسلامة ، واعتذر لزينب ، اديك شايف الدنيا عاملة ازاى
كريم وهو يسترق النظرات لفؤادة : تتعوض يامراة عمى ، الايام جاية كتير ، وان شاء الله لما آنسة فؤادة تخرج بالسلامة نجيلها لغاية عندها
نتطمن عليها
لم تجب فؤادة ولم تنظر تجاهه بينما كان جلال واخوته ينتظروا ان ترد عليه بكلمة شكر او تحية لكنها لم تفعل وظلت صامتة ، فقال عارف تحب اجى معاك وانت راجع
كريم وهو لا زال يسترق نظراته لفؤادة : زى ماتحب ، ياللا
عارف : طب يا جماعة انا هرجع مع كريم وهجيب العربية وارجعلكم
حسين : ده انا نسيت خالص موضوع العربية ده ، اومال انت جيت بايه ياجلال
جلال : جيت بعربية التاجر ، وصلنى اول ماعرفنا اللى حصل
عارف وهو يأخذ كريم تحت جناحه ويتجه به الى الخارج : مش هتأخر عليكم
وبعد ان صعدوا الى السيارة قال كريم : هى فؤادة دى حكايتها ايه
عارف : حكايتها فى ايه مش فاهم
كريم : يعنى ، اصل ندا قالتلى على حكايتها لما جت ولغاية ما اتجوزت جلال ، لكن شكلها بيقول ان وراها حكاية كبيرة
عارف : ولا حكاية ولا رواية ، هو زى ماندا حكيتلك بالظبط
كريم : بس دى جريئة اوى
عارف : اشمعنى يعنى
كريم : يعنى اللى يخلى بنت ، ابوها ميت تهرب من عمها عشان ماتتجوزش غصب عنها ، تقوم تتجوز واحد عمرها ماعرفت عنه حاجة فى يوم وليلة كدة، واللا هى كانت تعرف جلال من قبلها واللا ايه النظام
عارف وهو يزفر من تحت انفاسه : انت شكلك هتعوم على عوم اختك بس بجنان
كريم ضاحكا : لا ياعم ، لا هعوم ولا هغطس ، ماليش دعوة
وما ان وصلوا الى المنزل حتى ترجلوا من السيارة ، وبينما اتجه كريم الى الداخل اتجه عارف الى سيارته وقادها عائدا الى المشفى
وقبل ان يدلف كريم الى الداخل سمع صوت ندا وهى تقول بغضب : بس انت ماقلتليش انك عاوزنى اخرجهالك عشان تقتلها
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا