مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
التاسع والعشرونإقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل التاسع والعشرون
ما ان انتهت ندا من مكالمتها حتى التفتت بفزع على صوت باب غرفتها الذى فتحه كريم بغضب و هو يقول بصوت جهورى غاضب : هو انتى ما فيش فايدة فيكى ، انتى عاوزة توصلى نفسك و توصلينا معاكى لفين ، ايه يا شيخة .. خلاص بقيتى عضو رسمى فى عصابة و بتستغلى مع قتالين القتلى
ندا بانكار : ايه اللى انت بتقوله ده ، هو انا عملت ايه لكلامك ده
لينقض عليها كريم ساحبا اياها من ذراعها بعنف و يتجه بها الى الاسفل وسط صراخها و اعتراضها ، و لكنه لم يمهلها ، و اخذ يجرها خلفه حتى وصل الى الاسفل و القاها بعنف تحت قدمى والده ، لتشهق زينب بلوعة على مظهر ابنتها و تقول : انت اتجنيت يا كريم ، ايه اللى انت عامله فى اختك ده
كريم بغضب : اختى دى انا متبرى منها و من افكارها السودة
عزت : فهمنى يا ابنى بس ايه اللى حصل بالراحة
كريم : طلعت وراها عشان اهديها و اخد بخاطرها لما حسيت انى زودتها معاها بالكلام ، لقيتها بتتفق مع حد انه يروح لمراة جلال المزرعة بتاعتها و يخلص عليها و هى لوحدها قبل ما حد يعرف ينجدها
زينب بشهقة عالية : لا يمكن ابدا ، انت اكيد فهمت غلط
كريم بغضب : هو ايه اللى فهمت غلط .. ما هى قدامك اهى اساليها
لينظر عزت الى ندا التى كانت مازالت تجلس ارضا عند قدمى ابيها و قال لها : الكلام اللى اخوكى قاله ده صحيح
ندا بحدة : انا مش هقف اتفرج على اللى خربت بيتى و اسكت
عزت بصدمة : عاوزة تقتليها
ندا بصراخ : عاوزاها تختفى من حياتى
كريم : دى لو ضرتك مش هتعملى فيها كده ، ده لو كان حسين فكر يعملها و انتى على ذمته كان كبيرك هتنكدى عليه و اللا تطلبى الطلاق ، انما دى حياله مراة سلفك
ندا بقهر : سلفى اللى كان المفروض اتجوزنى انا عشان انا الكبيرة ، سلفى اللى لو كان اتجوزنى انا ، كان زمان كل حاجة دلوقتى بقت فى ايدى انا ، سلفى اللى كان المفروض يفضل مخلص لذكرى هدى و مايفكرش انه يتجوز بعدها تانى ، راح اتجوز واحدة لقاها مرمية على الطريق من غير ما يعرف لها اصل من فصل
عزت بصدمة : لا هو انتى كنتى متجوزة حسين و عينك من اخوه و هو جوز اختك
ندا بغضب : عمرى مافكرت فيه كراجل ، لكن هو اللى فى ايده كل حاجة ، الكلمة كلمته و الشورة شورته ، تقوم تيجى واحدة من الشارع تكوش على كل حاجة
كريم : انتى هتضحكى على روحك ، ما كلنا عرفنا اصلها و فصلها ، و لو على الفلوس ، فكل الهيلمان بتاع جلال و اخواته مايجيش نص اللى تملكه مراته
ندا بغل : و عشان عينها فارغة جت حطت عينها على حاجتنا كمان ، ابتدت بالكبير العاقل اللى كل حاجة فى ايده ، و بعد كده لفت على عارف ، و لما لقت ان لسه فى حتة ناقصة من التورتة راحت لفة على حسين كمان
خدت العيلة كلها شروة واحدة ، يبقى اسيبها برضة ، و اللا اخلص منها و من جشعها و قدمها الفقر
و ما ان فرغت ندا من حديثها المسموم حتى وجدت كف ابيها تزين وجهها بصفعة قوية ادمت شفتيها ، جعلها تنظر لابيها بصدمة فقال لها بحزن شديد : ايه .. وجعتك ، ابقى وصى قتال القتلى اللى كلمتيه عشان يقتل مراة جلال انه يبقى ييجى يقتلنى انا كمان … يا خسارة تربيتنا فيكى ، بقى مراة جلال برضة اللى عينها فارغة و بصت على اللى مش ليها ، اومال انتى عملتى ايه ، لما تطمعى فى فلوس ولاد عمك اللى واحد منهم يبقى ابو ولادك تبقى عملتى ايه ، طب لو كانت مراة جلال عملت كده فعلا هنقول غريبة لا نعرفها و لا تعرفنا ، لكن انتى … انتى اللى تطمعى فيهم بالشكل ده ، ثم هو انتى كنتى فقيرة و اللا محتاجة ، ما انتى طول عمرك متنعمة فى خير ابوكى و متربية على الغالى انتى و اخواتك … اخص عليكى
ثم نظر كريم و قال : اتصل لى بجلال حالا
ندا بلهفة و غل : لا .. ما تكلمهوش ، هتكلمه ليه ، عشان يلحقها ، اوعى تكلمه ، انا مش عاوزة حد يلحقها … مش عاوزة حد يلحقها ، لو حد لحقها انا بنفسى المرة الجاية هقتلها بايدى
عزت بحزم و هو يوجه حديثه لكريم : خدها من قدامى و هاتلى تليفونها ، و تعالى بسرعة اتصلى بجلال
زينب ببكاء : هتقول له ايه يا عزت ، هتحبس بنتك
عزت : هقول له يلحق مراته يا زينب ، و اللا عاوزانا نشيل ذنبها على اكتافنا ليوم الدين
كان جلال مع حسين و عارف بالمشفى ، و علم منه تفاصيل ما حدث فى اليوم السابق من خطبته لسلمى
جلال بدعابة : اما انك راجل مكار بصحيح ، يعنى تفضل مرقد كده ، و فجأة نلاقيك عاوز تتجوز
عارف : لا و ايه يقرى الفاتحة و هو متشرح و راقد فى السرير كمان
حسين بابتسامة : ده بس عشان نيتى بيضة و قلبى طيب
جلال بحب : فى دى ابصملك بالعشرة ، انت تستاهل كل خير ، و اهو ربنا عوضك احلى عوض
حسين بفضول : يعنى اتوفقت فى اختيارى
جلال : الا اتوفقت ، و بصراحة البنت مؤدبة و اخلاقها عالية ، و محترمة و كل حاجة حلوة
عارف بمرح : و ضيف على كده اهم حاجة يا اخينا انت لسه ما قلتهاش
جلال : و اللى هى ايه بقى دى
عارف بتنهيدة و هو يضع كف يده على قلبه : الحب يا استاذ .. اللاموور ، لما الحب بيبقى متبادل كل حاجة تهون
لتأتى فؤادة على خاطر جلال على الفور فيخرج هاتفه من جيب بنطاله قائلا : صحيح دى فؤادة عاوزة تكلمك عشان تتطمن عليك
عارف : يا عم دى تلاقيها خلاص قربت تعشى سلوى و تنيمها و هى كمان تنام
جلال : لا دى موصيانى انى اما اكون هنا اكلمها و اديها حسين تكلمه
و قبل ان يهاتفها وجد هاتفه يضئ برقم عمه عزت
جلال باستغراب : ده عمى
حسين : رد عليه ، انا كلمته الصبح و حكيتله على خطوبتى عشان ما يزعلش منى بعد كده
ليتنهد جلال و يفتح الخط مجيبا عمه و هو يقول : السلام عليكم .. ازيك يا عمى
عزت : و عليكم السلام يا ابنى ، اسمع يا جلال و من غير ما تقاطعنى يا ابنى ، روح لمراتك فورا و خليك جنبها او هاتها هنا معاك فى بيت ابوك
جلال باستغراب : هو فى حاجة حصلت يا عمى ، انا مش قاهم حضرتك بتقول كده ليه
ليأتيه صوت كريم و هو يقول : للاسف يا جلال ، ندا لما عرفت بموضوع جواز حسين ، اتجننت على الاخر ، و بلغت حد ان مراتك لوحدها فى المزرعة و انه يقدر يستفرد بيها و يخلص عليها
لينتفض جلال من مكانه و هو يقول بغضب : و مين الراجل ده يا كريم اللى بلغته .. يبقى مين ، ما خلاص الزينى محبوس ، يبقى مين غيره
كريم : للاسف انا ما اعرفوش ، لكن اهم حاجة دلوقتى انك تلحق مراتك
ليغلق جلال الهاتف و ينظر لاخوته و ترتسم على وجهه ملامح الفزع : فؤادة فى خطر
و فى خلال اقل من خمس دقائق كان كلا من جلال و عارف على الطريق الى مزرعة فؤادة ، عارف امام المقود و جلال يحاول الاتصال بفؤادة ، و لكنه فى كل مرة لا يجد اى رد
عارف : طب ما تكلم عم نبيل
جلال : تليفونه هو كمان مقفول
عارف : خلاص ، حاول تكلم ماجدة
ليبحث جلال بسرعة عن رقم ماجدة حتى وجده و اتصل بها على الفور و حين اجابته فتح جلال مكبر الصوت و قال بلهفة : انتو فين يا ماجدة و فين فؤادة .. انتو كويسين
ماجدة باستغراب : احنا كلنا بخير يا سى جلال ، هو فى حاجة و اللا ايه
جلال : اومال فؤادة ما بتردش على تليفونها ليه
ماجدة : انا سامعة تليفونها من الصبح عمال يرن ، بس هى اصلها مع عم نبيل عشان الفاكهة بتتنقل من الصبح
ماجدة : طب روحى اديلها التليفون و خليها تكلمنى ضرورى ، و كمان عم نبيل احسن تليفونه مقفول
ماجدة : ما هو اصل مافيش شبكة فى قلب الصوب
جلال بغضب : اتصرفى يا ماجدة بسرعة و خليها تكلمنى ضرورى
ماجدة باضطراب : حاااضر ، حاضر يا سى جلال ، هروحلها و اخليها تكلمك على عينى
لينفخ جلال بزهق و هو يغلق الخط
عارف : اهدى يا جلال ، ان شاء الله خير ، و هنلحقها ما تقلقش ، و ادام المزرعة مليانة ناس و تجار و سواقين ماحدش هيقدر يعمل لها حاجة ، احنا لما نروحلها نفضل معاها على ما تخلص الكلام ده و نرجعها معانا
جلال : على الله تقتنع بس
عارف : ما تقلقش ، و كمان زمان حسين كلم محمد ، و اكيد هنلاقيه محصلنا على الطريق دلوقتى
و بعد فترة قصيرة من الوقت حاول جلال الاتصال مرة اخرى بماجدة و لكنه هذه المرة وجد الهاتف مغلقا ، ليصل جلال الى مرحلة من الجنون و الرعب لم يجربها من قبل ليصرخ بعارف مطالبا اياه بالاسراع فى القيادة
عند فؤادة ، بعد ان خرجت اخر سيارة من المزرعة ، كانت تمسك سلوى بيدها و هى فى غاية السعادة و قالت للعم نبيل : الحمدلله ، ما تتصورش انا مبسوطة اد ايه انى حضرت الكلام ده من تانى
العم نبيل : و الله يا بنتى كلنا مبسوطين بوجودك ، عقبال كل سنة
فؤادة : عقبال كل سنة و انت معانا يا راجل طيب
سلوى : و انا كمان يا ماما ابقى معاكم ، مش انا عرفت اعمل معاكم
لتقبلها فؤادة من وجنتها بمرح قائلة : و هو احنا كنا هنعرف نعمل حاجة من غيرك يا لولو
العم نبيل : ياللا بقى روحوا كلوا لكم لقمة و ناموا ، احسن اليوم النهاردة كان طويل بزيادة
فؤادة : ماشى يا عمو .. تصبح على خير
و ما ان اقتربت فؤادة من باب المنزل الا و وجدت ماجدة ملقاة على الارض امام المنزل لتسرع اليها فؤادة بفزع و لكنها ما ان اقتربت من باب المنزل حتى لمحت ظل شخص ما و هو يتجول بداخل المنزل بتلصص و حرص ، لتضع يدها بسرعة على فم سلوى و عادت بها الى الخلف حتى وصلت الى شجرة التوت ، لتنحنى على اذن سلوى قائلة بخفوت ، عاوزاكى تطلعى على شجرة التوت من فوق و تستخبى و اوعى تعملى اى صوت ، و انا شوية و هاجيلك
لتدمع عينا سلوى و هى تنظر لفؤادة برعب فقالت لها مرة اخرى : انا بس لازم الحق ماجدة قبل الحرامى ما يعمل فيها حاجة ، و هنجيلك احنا الاتنين ، مش انتى بقيتى تعرفى تطلعى فوق خالص
لتومئ سلوى برأسها ، فتقول فؤادة : يبقى ياللا زى الشاطرة كدة ، نفذى بسرعة اللى قلتلك عليه
لتومئ سلوى براسها و تسرع بتنفيذ ما امرتها به فؤادة ، و ظلت فؤادة تراقبها حتى اطمأنت انها اصبحت بامان ، ثم اسرعت بحذر الى رجال الامن المتواجدبن عند بوابة الدخول و اخبرتهم ان هناك من اقتحم المنزل و قام بتخدير ماجدة ، و طلبت منهم ان يساعدوها فى ابعاد ماجدة من امام المنزل قبل كل شئ حتى تكون فى مأمن
ليقوم رجلان من رجال الامن بمرافقة فؤادة بينما ابلغ الثالث بجهازه باقى رجال الامن المنتشرين بالمزرعة
و عندما وصلت فؤادة امام المنزل اقترب احد رجلى الحراسة بحذر و قام بسحب ماجدة و حملها و اتجه بها اتجاه فؤادة التى سارعت بالاطمئنان على انفاس ماجدة ثم قالت بهمس : وديها عند عم نبيل او بيت العمال ، المهم ابعدها عن هنا ، و خلي اى حد يفوقها و ارجعلنا بسرعة
ليقول لها الحارس الاخر : طب و انتى يا مدام فؤادة ، انتى كمان لازم تبعدى عن هنا ، وجودك كده خطر عليكى
فؤادة : انا عاوزة اعرف مين ده و عاوز ايه ، و ازاى دخل لحد هنا من غير ما حد فيكم يشوفه او ياخد باله منه
الحارس : استخبى انتى بس فى حتة و احنا هنتصرف
فؤادة : اوعى تدخل الا اما ييجى زميلك
و ماهى الا لحظات و عاد الحارس الاخر بصحبة ثلاثة اخرين ، ليصبحوا خمسة و يطلبوا من فؤادة الابتعاد
لتذهب فؤادة على الفور الى شجرة التوت و التسلق عليها حتى وصلت الى سلوى التى كانت تبكى ذعرا و هى وحيدة لتجلس فؤادة الى جوارها بحذر و تحتضنها بشدة قائلة : خلاص يا حبيبتى انا جيتلك اهوه ، اوعى تخافى ، و بطلى عياط ، هم دلوقتى هيقبضوا على الحرامى
سلوى بهمس باكى : هى دادا ماجدة ماتت
فؤادة بنفى : لا يا حبيبتى هى بس كان مغمى عليها ، و عمو وداها عند عمو نبيل عشان يفوقوها
اما بداخل المنزل .. فبدأ رجال امن المزرعة بالدخول الى المنزل بحذر و هم يوجهون بعضهم بالاشارة ، فبدأوا بالانتشار ، و اتجه كل واحد منهم فى اتجاه مختلف ، و بعد ان قاموا بتفتيش الطابق الارضى و لم يعثروا على احد ، عادوا مرة اخرى الى بهو المنزل و اتفقوا على الصعود للاعلى ، و ما ان بدأ اول حارس منهم فى الاتجاه الى الدرج حتى بدأ اطلاق النار عليهم ، ليتحامى الجميع من الرصاص كل منهم فى اتجاه ، و بدأوا فى تبادل اطلاق النار ، ليعلموا ان هناك اكثر من شخص بالاعلى و كانوا يردون على طلقات الرصاص بطلقات مثلها و لكنها كانت بالكامل دون اى نتيجة فهم يصوبون النار على مجرد ظلال و لم يروا عدوهم بالفعل ، و كلما حاول احدهم الخروج من مخبئه ليتجه الى الاعلى ، يجد طلقات الرصاص له بالمرصاد
و لكن بعد ما يقرب من النصف ساعة جائتهم النجدة عبارة عن سيارات الشرطة ، و التى ابلغهم محمد و جلال بان هناك محاولة لقتل فؤادة
كانت فؤادة تحتضن سلوى الباكية و هى تهدهدها و تطمئنها ، بينما كانت هى الاخرى ترتعد خوفا و قلقا ، و كانت تتمنى فى تلك اللحظة ان تمتلك هاتفها لتحدث جلال لتستمد منه بعض الطمأنينة ، و لكنها ما ان رأت سيارات الشرطة حتى حمدت الله و تأملت خيرا
و ما ان عبرت سيارات الشرطة من البوابة حتى اتجهت القوة سريعا الى المنزل ، و على الفور خرج اليهم احد الحرس الذين يتبادلون اطلاق النار مع المقتحمين ، و اخبر النقيب حمدى بحقيقة الموقف ، ليقوم حمدى بتوزيع القوة ، ثم قام باستخدام مكبر الصوت و اخذ فى تحذير المقتحمين و امرهم بتسليم انفسم
و فى تلك الاثناء ، وصلت سيارة عارف و جلال الذى انخلع قلبه عندما وقعت عينيه على المشهد ، فاسرع الى النقيب حمدى يسأله عن ما يحدث فقال : حمدى بيه … طمننى ارجوك ، فين فؤادة و سلوى بنتى ، حد حصل له حاجة
حمدى بهدوء : اتطمن يا استاذ جلال ، اللى عرفته انهم مستخبيين فى مكان بعيد عن البيت تماما
جلال : طب هو فيه حد حاول يأذيهم فعلا
حمدى : فى اكتر من شخص فى الدور التانى ، و حصل ضرب نار قبل وصولنا
جلال بقلق : طب و الحل
حمدى : انا بحاول ادرس المكان و اشوف لو فى مكان اقدر ادخل منه البيت غير الباب الرئيسى
جلال بلهفة : ايوة فى
حمدى : طب ياريت ، فين المكان ده
فى بدروم تحت البيت ، اللى فيه محول الكهربا ، و البدروم ده له باب بيطلع على المطبخ و باب على الجنينة ورا شجرة التوت اللى هناك دى
ليتجه حمدى الى شجرة التوت و هو يقول : تعالى معايا وريهالى
و ما ان وصلوا اسفل شجرة التوت حتى سمع جلال صوت فؤادة و هى تنادى عليه بخفوت ليرفع رأسه للاعلى ليتبين فؤادة بالكاد من بين اوراق الشجرة ليقول بلهفة : فؤادة .. انتى بخير
فؤادة : ايوة يا جلال ، الحمدلله انك جيت
جلال : وسلوى فين
فؤادة : سلوى فى حضنى هنا ما تخافش ، بس مش عارفة ننزل دلوقتى و اللا ايه
حمدى : ياريت يا مدام فؤادة ، انزلوا عشان محتاج اعرف منك شوية حاجات
لتساعد فؤادة سلوى على الهبوط ثم تهبط خلفها بحرص ، ليتلقف عارف سلوى بين يديه بينما يتلقف جلال زوجته بخوف ثم يضمها اليه بيمينه و يضم سلوى بيساره و هو يقول : الحمدلله انكم كويسين و بخير ، كنت هموت من الرعب عليكم
حمدى بعملية : معلش بس يا جماعة ، ركزوا معايا شوية ، دلوقتى انا لو نزلت البدروم هطلع منه على المطبخ ، المطبخ بقى هيخرجنى فين بالظبط من السلم اللى بيودى على فوق
فؤادة : حضرتك لو عاوز تطلع فوق. مش هتحتاج تنزل البدروم ، فى جنب شباك اوضة المكتب فى الجنينة السلم الحديد اللى بيوصل على الروف
حمدى : و ده فين
لتشير فؤادة الى الجهة الاخرى من المنزل قائلة : من الناحية دى
حمدى : تمام ، كل اللى عليكم ، انكم ترجعوا تقعدوا فى العربية عشان تبقوا فى امان على ما القلق ده يخلص
و ما ان استدار عارف و جلال و هم محتضنين فؤادة و سلوى للاتجاه الى سيارة عارف ، الا و وجدوا سيارة محمد و هى تصل اليهم و يهبط منها محمد و سالم و هما فى حالة من الرعب و القلق الشديدين ، و ما ان وقع بصرهم على فؤادة حتى اسرعوا اليها و التقطها محمد من احضان جلال و اخذ يطمئن عليها ، ليسحبها سالم الى احضانه هو الاخر قائلا : الحمدلله يا بنتى انى اتطمنت عليكى ، ايه الحكاية .. فهمونى
ليتبادل جلال و عارف النظرات ، و يقول عارف : فى حد اقتحم البيت عند فؤادة بس لسه ما نعرفش التفاصيل
تقول فؤادة بانتباه : هو انتو صحيح عرفتوا ازاى
ليضغط جلال على ذراع فؤادة و هو يقول : احنا محتاجين نقعد فى العربية زى ماسيادة النقيب قال ليتجه جلال الى سيارته بصحبة سلوى و فؤادة
و اتجه عارف مع محمد و سالم الى سيارتهم
فى سيارة جلال ، قص جلال على فؤادة كل ما حدث ، ثم قال : معلش يا فؤادة سامحينى ، بس مش عاوزك تقولى الكلام ده قدام عمك او اى حد من ولاده
فؤادة : انا كده كده ما كنتش هقول ، بس اشمعنى
جلال : حسين قرى فاتحة سلمى امبارح
فؤادة بسعادة : احلف ، ياااه ، الف مبروك ، ما تتصورش فرحتنى اد ايه ، حبهم كان باين اوى فى عنيهم يوم عقيقة زهرة
جلال : الظاهر انى عشان ماكنتش مركز مع غيرك ، ما شفتش الكلام ده
فؤادة : و طبعا خايف لا عمى يعرف ان ندا طليقة حسين اللى ورا الكلام ده فيعمل مشكلة لحسين
جلال : سامحينى انى طلبت منك كده ، بس ….
فؤادة : ما تقلقش انا متفهمة اوى الحكاية دى ، و عندك حق
جلال : بس ده ما يمنعش ان ندا هتتحاسب ، و حسابها هيكون شديد اوى
التف النقيب حمدى مع اثنين من معاونيه حول المنزل باتجاه الدرج الذى ارشدته اليه فؤادة و قبل ان يصلوا اليه لمحوا احد المقتحمين و هو يحاول الهروب من عليه ، ليصيبه حمدى بطلقة فى قدمه جعلته يسقط ارضا و هو يتلوى من الالم ، ليقترب منه حمدى و هو بجذبه من تلابيبه قائلا : مين معاك فوق .. انطق
المقتحم : مسعد و رزق
ليتركه حمدى بينما يصيح باعلى صوته : ما فيش فايدة من اللى بتعملوه ، احسنلكم تسلموا نفسكم ، انا مش عاوز اضرب عليكم نار ، عاوزكم سلام ، بلاش تضيعوا نفسكم على الفاضى و تشيلوا تهمة زيادة … سلموا نفسكم يا مسعد انت و رزق و بلاش مقاومة على الفاضى
و فى لحظة كان احد المقتحمين يطلق رصاصة على حمدى ليتفاداها و هو يطلق من سلاحه طلقة مقابلة فى مقتل ، اردت مسعد قتيلا فى الحال
و ما ان سقط مسعد مدرجا فى دمائه حتى اعلن رزق عن استسلامه ، و طلب تسليم نفسه فى الحال
و بعد ثلاث ساعات ، كان انتهى كل شئ و غادرت سيارات الشرطة و الاسعاف بعد اتفاق حمدى مع جلال على ذهاب الجميع الى قسم الشرطة فى اليوم التالى
و كان الجميع يجلس بحديقة المنزل ، بينما مجموعة من العاملات بالمزرعة يقومون بتنظيف المكان بالداخل
و كانت ماجدة تجلس بصحبة الجميع بالخارج و هى لازالت تحت تأثير الصدمة ، فيقول لها جلال : انا اما كلمتك كنتى زى الفل ، ايه اللى حصل بقى و احكيلى بالتفصيل
ماجدة : لما قفلت معاك التليفون ، قلت هروح للست فؤادة اندهلها عشان تكلمك ، و بعدين لسه بفتح الباب لقيتهم فى وشى ، و اما شافونى اتخضوا ، و لسه بقول لهم انتو مين ، لقيت واحد فيهم طلع من جيبه ازازة صغيرة و رشها فى وشى ، ماحسيتش بحاجة بعدها
محمد : اللى احنا محتاجين نعرفه دلوقتى ، هم دخلوا المزرعة ازاى ، و بمساعدة مين ، ما هو ما ينفعش ابدا تلات رجالة يدخلوا المزرعة كده من غير ما حد يشوفهم
ليمضى بعض الوقت و هم يتبادلون الاراء عن ما حدث ، و تخرج النساء من المنزل بعد ان فرغوا من تنظيف المنزل ، و وضعوا بعض الطعام امامهم بالخارج لتناول العشاء ، فتناول الجميع بعض اللقيمات البسيطة
و كانت سلوى تجلس باحضان فؤادة بحزن و وجوم شديدين ، و لم تتحدث ابدا او تحاول المشاركة باى كلمة ، و كانت فؤادة تلاحظها فقالت لها : انتى عاوزة تنامى يا سلوى
فهزت سلوى راسها نفيا ، و لكن جلال قال : انا شايف ان كله محتاج ينام ، ياللا ندخل كلنا نستريح ، و لما ييجى بكرة يحلها ربنا
ليتجه الجميع الى الداخل ، و يقول سالم ، انا هبات هنا مع محمد ، مش هقدر اطلع فوق
فؤادة : و انا هجيب لحضرتك و لمحمد غيار ، و انت يا عارف تحب تبات فين
عارف : هنا برضة يا فؤادة
فؤادة : خلاص براحتكم ، هجيبلكم هدوم حالا
ماجدة : ناوليهوملى بس و انا هنزلهم لهم يا ست فؤادة ، و اطلعى انتى بس عشان تستريحى
فؤادة باذعان : طب يا ماجدة تعالى معايا
ليلحقهم جلال و سلوى ، و ما ان عادت ماجدة الى الاسفل حتى نظرت فؤادة الى جلال و قالت : محتاج منى حاجة قبل ما انام
جلال : محتاج اتطمن عليكى
فؤادة : انا كويسة يا جلال ، الحمدلله
جلال : طب خليكى انتى و سلوى بايتين معايا هنا عشان ابقى متطمن عليكى
لتقول سلوى : ايوة يا ماما ، انا خايفة و عاوزة انام معاكى و عاوزة كمان بابا معانا
فؤادة بخجل و هى تنظر لجلال : ايوة .. بس ما ينفعش
جلال برجاء : ارجوكى يا فؤادة ، انا مرهق جدا و محتاجكم انتم الاتنين جنبى عشان بس ابقى متطمن
لتصعد سلوى على الفراش و هى تسحب فؤادة من يدها و تقول خدينى فى حضنك زى كل يوم انا خايفة
لترقد فؤادة بكامل ملابسها و حجابها و هى محتضنة سلوى بحنان ، و تقول لها : خايفة ليه ، مش خلاص البوليس قبض على الحرامى
لتلتفت سلوى برأسها الى ابيها و تقول بحزن : هو البوليس هيقبض على خالتو ندا كمان يا بابا
ليتفاجئ جلال من السؤال ، و لا يستطيع الرد عليها ، فتمد فؤادة اصابعها لتدير راس سلوى باتجاهها مرة اخرى و تقول : ليه بتقولى كده
سلوى : مش هى اللى قالت للحرامى انه يعمل كده
فؤادة : طب هو لو حصل حاجة زى كده لخالتو ، انتى هتزعلى ، لتدمع عينا سلوى و تقول ببراءة : لو البوليس قبض عليها و حبسها ، هيبقى ادم و ليلى ما عندهمش ماما ، و هيزعلوا اوى زى ما انا كنت زعلانة لما ماكانش عندى ماما
لتنظر فؤادة الى جلال بحزن ثم تنظر مرة اخرى لسلوى و تقول : ما تخافيش يا لولو ، البوليس مش هيقبض على خالتو ندا ، بس عشان ده يحصل ، عاوزاكى ما تقوليش الكلام ده قدام اى حد ابدا .. الكلام ده سر بيننا انا و انتى و بابا و بس
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا