مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون (الأخير) من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الثلاثون (الأخير)
اشرقت شمس يوم جديد ، لتفتح فؤادة عينيها ، لتجد انها نائمة فوق فراش ابيها و هى لا زالت تحتضن سلوى ، و لكنها وجدت ذراع قوية تحيط خصرها بتملك ، و عندما رفعت عينيها وجدت جلال غارقا فى نومه و هو بجوار سلوى من الجهة الاخرى ، يتوسد ذراعه و مكبلا اياها بذراعه الاخرى ، و عندما حاولت ازاحة يده عنها لكى تعتدل ، وجدته يهب من نومه و هو يتسائل بلهفة عما حدث ، لتنظر له فؤادة مشدوهة ، و ما هى الا لحظات الا و غرقت فى ضحكاتها بشدة و هى تشير اليه بسبابتها ، لينظر لها جلال فى ذهول و يقول : هو فى ايه اللى بيضحكك اوى كده
فؤادة بخجل وهى تحاول السيطرة على ضحكاتها : انا اسفة ، بس يمكن عشان اول مرة اشوفك و انت صاحى من النوم
ليعود جلال برأسه على الوسادة و هو يراقب اياها بنعاس و يقول بابتسامة جميلة : و هو انا شكلى بيضحك اوى كده و انا صاحى من النوم
فؤادة و هى تتلاعب باطراف الدثار : لا طبعا ما اقصدش ، بس يعنى فيه فرق كبير اوى بين جلال الشديد اللى دايما مكشر و كلامه كله اوامر ، و جلال اللى صاحى من النوم و هو شعره منعكش و عنده قوصة على قورته
جلال : انا عندى قوصة
لتومئ فؤادة راسها بابتسامة و بعض العبث ، لينهض جلال من الفراش و يتجه الى المرآة ليرى ان خصلة من شعره قد انسدلت بالفعل على جانب جبينه كالغرة ، فالتفت الى فؤادة التى اعتدلت فى جلستها و اخذت تراقبه بابتسامة حالمة ، فاقترب منها و جلس قبالتها و قال بعبث : و انتى بقى يا ترى القوصة بتاعتى عجباكى و اللا تحبى احلقها
فرادة بتسرع : اوعى ، و عندما احست بتسرعها غلبها خجلها مرة اخرى ، فاخفضت عينيها للاسفل و اخذت تأكل شفاهها من الداخل ، ليمد جلال يده ليرفع وجهها و ينظر الى عينيها قائلا : كنت بموت من الرعب عليكى امبارح ، و لو كان عارف سابنى اجى لوحدى ، كنت اكيد عملت ستين حادثة على الطريق
فؤادة : بعد الشر عنك
ليضمها جلال الى صدره و هو يقول : نفسى اغمض عينى و افتحها ، و الاقى كل الكلام ده خلص و انتهى و ما فاضلش غير اننا نعيش مع بعض فى هدوء و بس
و عندما حل الصباح على الجميع اتجهوا الى قسم الشرطة ….. كان جلال و محمد قد اصطحبا الجميع حتى ماجدة الى قسم الشرطة لتلبية استدعائهم لاخذ اقوالهم
و بعد انتهاء التحقيقات ، علموا بان المقتحمين قد دخلوا المزرعة اثناء دخول و خروج سيارات النقل التى كانت تحمل الفاكهة ، و اعتقد الحرس انهم تابعين للسيارات ، و اعترف احدهم بان الزينى هو من اتفق معهم على عمل ذلك و هو الذى كان يبلغهم بالتعليمات من داخل محبسه
و بعد عودتهم جميعا مرة اخرى الى المزرعة ، ودعهم سالم و محمد و عادوا مرة أخرى الى طنطا لمتابعة اشغالهم ، و بقى عارف مع جلال و فؤادة ، و اثناء جلوسهم سويا
فؤادة : انا برضة مش فاهمة ازاى يبقى مسجون و قادر انه يتواصل مع اللى برة كده بسهولة ، معنى كده انه اتحبس زى ما اتحبسش ، شره هيفضل واصل لنا
عارف : اى حاجة بتيجى بالفلوس
جلال : و عشان كده النقيب حمدى هيبعت صورة من الكلام ده للنائب العام و هيعمل بيه بلاغ رسمى
فؤادة : طب تفتكروا لو حققوا معاه ، ممكن يجيب سيرة ندا
جلال بتنهيدة : الحقيقة مش عارف ، بس مايتهيأليش
عارف : بس مش المفروض ابدا ان اللى حصل من ندا ده يتسكت عليه يا جلال
جلال بقسوة : و مين قال لك انى هسكت عليه ، اصبر عليا بس لما ارجع
فؤادة بقلق و هى تراقب سلوى اثناء لهوها : هتعمل ايه يا جلال ، اوعى تنسى الكلام اللى سلوى قالته امبارح
جلال : ما نسيتش يا فؤادة ، بس ده مش معناه انها ماتتعاقبش
عارف : ناوى على ايه
جلال : سيبها على الله ، المهم احنا لازم نرجع النهاردة
فؤادة : هتمشوا دلوقتى
جلال بايضاح : هنمشى كلنا دلوقتى ، اوعى تفكرى انى ممكن اسيبك لوحدك هنا تانى بعد اللى حصل ، انتى خلاص الفاكهة اتسلمت و الحمدلله ، مطلوب منك بقى انك تطلعى زى الشاطرة كده تحضرى حاجتكم عشان نتوكل على الله
فؤادة بتردد : ايوة ، بس لسه فى حاجات هنا محتاجانى
جلال بحزم : عم نبيل موجود و لو احتاج وجودك فى اى لحظة ، انا بنفسى هجيبك لحد هنا ، و هفضل معاكى لحد ما نرجع سوا
و عندما لمح عارف ان التردد ما زال على وجهها قال : و كمان يا فؤادة ، المفروض تبقى مع نهاد و سلمى الايام دى ، و عشان كمان تشوفى حاجتك معاهم ، انتى ناسية ان فرحنا كلنا بعد اقل من حوالى شهر و نص و اللا ايه
لتتنهد فؤادة بقلة حيلة و تقول : امرى لله .. حاضر ، هروح احضر حاجتى و اخلى ماجدة تقفل البيت
فى اليوم التالى بمنزل عزت ، و بعد صلاة العصر ، وصل جلال و عارف ، و كان بصحبتهم حسين الذى خرج للتو من المشفى و هو ما زال تحت العلاج ، و لكنه كان يسير معهم ببطء و هو يتوكأ على ذراع عارف ، و ما ان وصلوا الى غرفة الاستقبال حيث يجلس عزت و زينب و كريم ، حتى قال جلال بصوت قوى : السلام عليكم ، ازيك يا عمى
عزت : و عليكم السلام ، اهلا يا اولاد اتفضلوا ، ليدخل الجميع و يتبادلون جميعا السلام و بعد جلوسهم يقول عزت باستغراب : انت تعبان و اللا ايه يا حسين ، شكلك مش طبيعى يا ابنى .. فيك ايه سلامتك
حسين : ابدا يا عمى ، الله يسلمك ، بس ما تقلقش ، دى حادثة بسيطة
كريم : حادثة ايه ، و ليه ماحدش قال
حسين : مش مستاهلة قلق يا كريم ، و بعدين ده مجرد جرح فى جنبى و ابتدى يخف الحمدلله
زينب بجمود : سلامتك يا ابنى ، و امكم عاملة ايه و الولاد
حسين : الله يسلمك يا مراة عمى
جلال : امى و الولاد و كلنا بخير يا مراة عمى ، و بعد اذنك يا عمى ياريت حد يندهلنا ندا عاوزينها فى كلمتين
زينب بترقب : عاوزينها ليه يا جلال
جلال بسخرية : ماتخافيش يا مراة عمى ، اكيد مش هنقتلها
لتنظر زينب الى عزت الذى تبادل النظرات مع كريم ثم قال : اطلع انده لاختك يا كريم
كريم بتردد : حااضر .. حاضرر يا بابا
ليذهب كريم الى الاعلى و يخرج من جيب بنطاله مفتاح غرفة ندا ، و التى قد تم حبسها بها منذ الامس بناء على رغبة ابيها ، و ما ان فتح الباب حتى هبت من مكانها كالمجذوبة و هى تنقض على كريم قائلة بعدم تركيز : قتلها صح .. ماتت .. مش كده ، انا عرفت انها ماتت ، بس هى برضة جت تضايقنى تانى .. ما فيش فايدة فيها
كريم و كأنه يحاول معرفة ما يدور فى ذهنها : هى مين دى اللى جاتلك
ندا بغل : فؤادة .. فؤادة جاتلى ، و وقفت لى على الشباك و قعدت تغيظنى و هى عمالة تتنطط لى على الحيطان
كريم : انتى مش بتقولى انها ماتت
لتقترب منه ندا و هى تهمس له و كأنها تخبره بسر خطير : ما هى اصلها زى القطط بسبع ارواح ، بس انا بقى المرة دى اللى قتلتها بايدى بس هشششش و اخذت تتقافز و هى تنظر حولها ثم عادت لهمسها لاخيها مرة اخرى و قالت : اوعى تقول ان انا اللى قتلتها
كريم : طب و انتى قتلتيها ازاى بس يا ندا و انتى هنا فى اوضتك ماخرجتيش منها
ندا بذهو : لاااا ، ما انا لما لقيتها جاتلى عند الشباك و بتغيظنى ، روحت ضربتها بالنار قامت وقعت من الشباك و ماتت
و عندما نظر اليها كريم بذهول من حالتها قالت مرة اخرى : انت مش مصدقنى ، طب تعالى ، تعالى و انا هوريهالك و هى واقعة فى الجنينة ، لتسحبه من يده حتى نافذة شرفتها و تشير له باصبعها الى الاسفل قائلة بفخر : بص ، اهى مرمية على الارض و غرقانة فى دمها ، انا موتتها المرة دى خالص و خلصت منها
و عندما نظر كريم الى ما تشير عليه ندا وجد برواز كبير كان بداخله صورة لهدى ، ملقاة ارضا و زجاجها مهشم بالكامل
ليلتفت الى ندا ليجدها تنظر الى الصورة بغل و تقول : كانت فاكرة انها هتاخد كل حاجة ، لكن لا ، انا اللى هاخد كل حاجة ، كل حاجة ، ثم اخذت
تهذى ببعض الكلمات المتناقضة و تضحك و تبكى فى ذات اللحظة ليتركها كريم و يغلق عليها مرة اخرى و يعود الى الاسفل و هو فى حالة من الذهول و يعلو وجهه الوجوم التام و عندما وجدوه عائدا بمفرده قال جلال بغضب : ياريت تفهمها انى لغاية دلوقتى عامل اعتبار لعمى و لولاد حسين ، لكن لو مانزلتش من نفسها انا هطلع اجيبها بنفسى حتى لو اضطريت انى اجرجرها من شعرها
زينب بقلق : اهدى بس يا جلال بالراحة ، احنا كلنا عارفين انها غلطانة ، بس بالهداوة يا ابنى عشان خاطر عمك
جلال بعنف : اختك فين يا كريم
كريم بصدمة : ندا اتجننت
جلال بعدم فهم : و جنانها ده انا اللى هعرف احاسبها عليه ، خليها تنزلى هنا
كريم و هو لا زال تحت تأثير الصدمة : لما طلعتلها لقيتها بتخرف ، و عمالة تقول كلام غريب كله هلوسة ، و بتقول انها قتلت فؤادة و رميتها من الشباك و شديتنى عشان اتفرج ، لقيتها رامية صورة هدى و بتتشفى فيها على انها فؤادة
عارف : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى اتجننت بجد و لا دى لعبة جديدة بتلعبها علينا
لتضع زينب يدها على صدرها و تقول بلهفة و هى تتجه الى الاعلى : بنتى يا كريم ، عملت ايه فى اختك
ليذهب كريم خلفها و هو يحاول اسنادها ، ليتجه جلال و اخوته خلفهم ، و ما ان فتح كريم الغرفة على ندا ، حتى وجدوها تمسك بيدها مقصا بطريقة هجومية و هى تتشاجر مع نفسها بالمرآة و تحدث نفسها على انها فؤادة و تقول : هو انا كل شوية هموتك و تصحى تانى ، انا زهقت منك خلاص ، موتى بقى … موتى ، لتدمر المرآة و تهشمها حين ضربتها بقوة بالمقص ، فاسرع اليها كريم و هو يحاول افلات المقص من يدها خوفا من ايذاء نفسها ، فقالت بتبرير : ماهو مش معقول كده ابدا ، مش انا لسه رمياها من الشباك ، مش انا وريتهالك ، كل ما اموتها تطلعلى تانى
لتنصدم عينيها بابناء عمها و هم يحاولون اسناد امها التى تكاد تسقط من شدة لوعتها ، و ما ان تلاقت اعينها مع جلال ، حتى اسرعت بالاحتماء وراء ظهر كريم و هى تنظر لجلال بخوف و ترقب ، و قالت : حوشه يا كربم ، حوشه ، ما تخليهوش يقربلى
ليقترب منها جلال ببطء و هو يتأمل ذعرها و انتفاضة جسدها و تلفتها حولها و كأنها متوقعة ان تتخطفها الشياطين فى اى لحظة ، ثم قال لكريم باصرار : لازم تتعرض على دكتور نفسى ، و يا ويلها منى لو طلعت بتمثل
زينب بنحيب : بنتى اتجننت يا جلال ، انتو اللى جننتوها ، سيبوها فى حالها بقى
ليلتفت جلال بغضب الى زوجة عمه و قال : بنتك بقت مجرمة يا مراة عمى ، و تفكيرها كله اجرامى ، لما توصل بيها الجرأة انها تتفق على قتل مراتى يبقى لازم تتعاقب و تتعاقب بشدة كمان ، لولا خاطر سلوى و خاطر عيالها ، كان زمانى رميها فى السجن مع شركائها ، لكن ده مش معناه ابدا انى هسيبها كده من غير عقاب ، لاا ، ده انا هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه
ليتفاجئ الجميع بندا و هى تتجه بسرعة شديدة ناحية جلال و هى تمسك بيدها قطعة كبيرة من الزجاج نتيجة المرآة المكسورة و رفعتها عاليا لتنزل بها على صدرة ، لولا ان سبقتها يد عارف ، الذى قيد معصمها بيده ، و هى تصرخ بشدة محاولة الفكاك من يده و هى تصرخ قائلة : هقتلك زيها ، هقتلك زيها يا جلال ، انت السبب يا جلال ، انت اللى ضيعت كل حاجة من ايديا ، انت لازم تموت انت كمان
و فى اثناء محاولاتها الفكاك ، و محاولة عارف و كريم ان ياخذا من يدها الزجاج المسنن ، يستمع الجميع الى صرخة مكتومة تصدر من حنجرتها لينتبهوا الى ان الزجاج الذى كان بكف يدها قد انغرز سنه المدبب فى صدرها ، لتصرخ زينب و هى تولول منادية على ابنتها ، لينحنى حسين باقصى مقدرته عليها ليتفقد جرحها ، محاولا اسعافها ، و لكنه يقول ، الجرح جه فى شريان حيوى ، شوفولى حاجة اربطهولها بسرعة نأخر النزيف شوية و اتصلوا بالاسعاف حالا ، ليأتى اليه كريم بوساح خاص بندا فيقوم حسين بشرح طريقة شده عليها لعارف و كريم حتى يستطيعا وقف النزيف
كانت ندا خلال ذلك تنظر امامها بشرود و هى تحدث كائن وهمى و كأنها تهذى و تقول بنفى : انا ما خنتكيش ، هو اللى خانك ، ما خنتكيش
عارف : انا بقول ننقلها احنا اسرع من اننا نستنى الاسعاف
حسين : شيلها بسرعة يا كريم ، بسرعة على المستشفى انا ربطتلها الجرح عشان النزيف
ليحملها كريم و يسرع بها الى الاسفل ، و يسرع معه عارف ، ليذهبا بها الى المشفى
ليقوم جلال باسناد زينب و يعودا الى الاسفل ، مع حسين ليقول عزت بهلع : فى ايه يا اولاد ، ايه اللى حصل ، ندا مالها
جلال : خير ان شاء الله يا عمى ، ندا انجرحت و ان شاء الله يلحقوها
و لكن كان للقدر كلمة اخرى ، فقد فارقت ندا الحياة قبل ان يصلوا بها الى المشفى
بعد مرور شهر على موت ندا .. فى منزل حسنة ، كانت تجلس حسنة و فؤادة بصحبة الصغار ، ليدلف اليهم عارف فيقول : السلام عليكم
فؤادة و حسنة : و عليكم السلام
و يسرع الصغارللارتماء باحضانه مرحبين بعودته ، فكان دائما عارف يمثل لهم الحنان و المرح
حسنة : جاى بدرى يعنى النهاردة
عارف : ابدا ما لقيتش عندى مزاج اروح فى حتة فخرجت من المدرسة على هنا على طول
فؤادة بمرح : ايه ده ، و ما شفتش نهاد النهاردة
عارف بامتعاض : نهاد ! ، نهاد بنت عمك دى هتجيبلى استبحس
فؤادة بضحك : ليه بس يا عم عارف ، عملت فيك ايه
عارف : ما صدقت اننا اجلنا الفرح شهرين عشان خاطر عمى ما يزعلش ، و هى بلطت فى الخط ، كل اما اقول لها على حاجة نعملها او نشوفها تقوللى لسه بدرى ، مستعجل على ايه
لتضحك حسنة و تقول : و انت بقى كنت عاوز تجيب ايه و زعلان انها قالتلك تستنى
عارف : كنت عاوز اخدها اتفق لها على مركز التجميل و الاستوديو اللى هنتصور فيه ، و كده يعنى
لتنظر حسنة الى فؤادة بذهول ثم يضحكان بشدة و تقول فؤادة : واضح فعلا ان نهاد هى اللى هتجيبلك الاستبحس
حسنة : ماهو فعلا لسه بدرى يا ابنى ، الكلام ده ممكن يبقى قبل الفرح باسبوعبن تلاتة
فؤادة : و بعدين ما تحملش هم مركز التجميل ، انا عندى اصحابى من اسكندرية هيجولنا مخصوص لحد هنا ، ما تقلقش
ليأتيهم صوت جلال من ورائهم و هو يقول : طب اهى فؤادة حلتهالك ، على الله تهمد بقى شوية
عارف باعتراض : ااه يا اخويا و هو انت خاسس عليك حاجة ، مراتك فى حضنك و قدام عينك اربعة و عشرين ساعة ، كان فيها ايه يعنى لو سيبنا كل حاجة زى ما هى فى ميعادها
جلال بجدية : لا طبعا ، انت اتهبلت ، مهما ان كان الاصول اصول
حسنة بتنهيدة : الله يسامحها بقى و يغفر لها ، دمرت الكل بعمايلها قبل ماتموت و بعد ما ماتت
عارف : انا بصراحة اكتر واحد زعلان عشانه هو كريم ، نفسيته زى الزفت
جلال : ما تنساش برضة ان النيابة لما اتهمته بقتلها ، خلته حس بالذنب من ناحيتها
عارف : لكن كلنا عارفين ان ده ما حصلش
جلال : ما هو لولا شهادتنا باللى حصل ، ما كانش حد هيصدقه
عارف بتردد : الحقيقة من حوالى اسبوعين كريم حكالى على موضوع كده ، و طلب منى اقول لكم عليه ، و اطلب منكم انكم تسامحوها و تدعولها بالرحمة ، و من وقتها و انا بشاور روحى ان كنت اقول لكم و اللا لا
حسنة : موضوع ايه ده
و قبل ان يتحدث عارف اشارت له فؤادة بالسكوت ثم قالت للصغار ، ياللا يا سلوى انتى و ادهم خدوا ليلى و اطلعوا العبوا فى الجنينة ، بس خدوا بالكم من اختكم
و بعد خروج الصغار قالت فؤادة : الولاد ابتدوا ياخدوا بالهم من الكلام ، و ياريت كلنا ناخد بالنا من الحكاية دى عشان نفسيتهم
ليبتسم جلال و يربت على يدها بحنان و يقول لعارف : احكى كنت عاوز تقول ايه
عارف : ندا كان ليها دور غير مباشر فى ضرب النار اللى حصل لفؤادة
فؤادة بشهقة عالية : ايه الكلام اللى انت بتقوله ده ، ازاى يعنى
عارف : ده الكلام اللى كريم قالهولى ، قاللى انها كانت متفقة مع حد انها تطلعك من البيت ، بس اقسملى انها ما كانتش تعرف وقتها ان دى كانت نيته ابدا ، و لما حصل اللى حصل اتخانقت معاه
جلال : و هو عرف الكلام ده منين ، و مين اللى كانت متفقة معاه ده
عارف : وقت ما سمعها و هى بتتكلم معاه فى التليفون ، اتخانق معاها و حاول يعرف منها هو مين ، بس ما قدرش ، لكن طبعا كل اللى قدر عليه ساعتها انه اتخانق معاها و بس ، ما كانش متصور ابدا ان الحكاية ممكن توصل للمرحلة دى
فؤادة بحزن : الله يرحمها و يسامحها
ليضمها جلال اليه مقبلا راسها بابتسامة واسعة حانية ، لينهض عارف متأففا و يذهب الى الاعلى و هو يقول : خليك انت مقضيها و حارق دمنا كده عينى عينك
ليسمع ضحكاتهم العالية على كلامه ، فيبتسم بصفاء و هو يدعو الله فى سريرته ان يديم السعادة و الهناء على قلب اخيه
بعد مرور سبع سنوات ، كان يوجد احتفال كبير فى مزرعة فؤادة ، و كان يحضره الجميع
و كان الاحتفال بمناسبة حصول حسين على الدكتوراه الفخرية ، فقررت فؤادة الاحتفال به فى مزرعتها ، و بعد الاحتفال و تحت ظلال القمر المكتمل
جلسوا جميعا فى حديقة المنزل بالترتيب التالى ، حسنة بجوار ام نهاد و هم يتجاذبون اطراف الحديث و الذكريات و يجلس بجوارهم ارضا ام ابراهيم و ماجدة و هما يقومان بشواء الذرة للجميع
ثم كان هناك حلقة من الرجال الذين التفوا حول لعب الطاولة ، فكان سالم يلعب مع العم نبيل بمرح شديد و من حوله كان يجلس حسين و عارف و محمد و كريم و هم تارة يقوموا بتشجيع سالم و تارة بتشجيع نبيل
و على مقربة منهم كانت تجلس الفتيات نهاد و سلمى و عايشة و بصحبتهم نادين صديقة نهاد و التى تعرف عليها كريم اثناء زفاف ابناء عمه و وقعوا فى غرام بعضهما البعض ليطلبها للزواج و يتم زواجهم بعدها بعام واحد ، و كانت الفتيات يلعبون الورق بمرح كبير
و كان هناك جمع من الصغار يلتف حولهم هنا و هناك و هم يلعبون بمرح و سعادة ، فكان هناك نور و نورهان ابناء عارف و نهاد و الذى اصر ان تبدأ اسماء ابنائه باول حرف من حروف نهاد لتكون امبراطورية ن ، و هناك ايضا حياة و زهرة و سالم ، ابناء محمد و عايشة ، و ايضا نهلة و على ابناء كريم و نادين ، و اخيرا حسنة و سليم ابناء فؤادة و جلال
اما سلوى و ادهم فكانا يجلسان فوق احد افرع شجرة التوت و هما يتحدثان سويا عن بعض الاحاجى التى يحاولان حلها سويا
اما فؤادة و جلال فكانا معا عند البئر الشرقى ، فعندما جلس الجميع لتقضية السهرة ، سحب جلال فؤادة من يدها و قال لها : ما تيجى نتطمن على الصوب و البير
لتوافق فؤادة على الفور ، فكانت تعشق التجول بالمزرعة ليلا على ضى القمر وقت تمامه ، فكان يضفى على المكان رونق من السحر و الخيال ، و عندما وصلوا الى البئر استند عليه جلال و جذب اليه فؤادة بروية لتجلس الى جواره ضاما اياها تحت جناحه و قال : المكان ده له ذكرى خاصة عندى
فؤادة بابتسامة : و انا كمان
جلال : انتى كمان ايه
فؤادة : انا كمان المكان ده له ذكرى خاصة عندى
جلال و هو يشد على ضمها : طب ما تحكيلى
فؤادة بمكر : طب و ما تحكى انت الاول
جلال : انا كده كده جايبك عشان احكيلك
فؤادة : طب احكى ياللا انا سمعاك
جلال و هو ينظر الى السماء المرصعة بالنجوم التى تتلالا ببريق ساحر حول القمر : اول مرة جيت هنا معاكى ، لما حاولوا يغرقوا لك المحصول .. فاكرة
فؤادة بمرح : و هى دى حاجة تتنسى برضة
جلال : يومها كنتى عاملة زى القطة الشرسة ، كنت حاسس ان جواكى طاقة رهيبة مش ممكن تخلص ابدا ، لقيتك مسكتى الفاس و وطيتى و ابتديتى تحفرى قناية و انتى بايد واحدة ، ساعتها حسيت انى هتجنن منك
فؤادة : ما انت ساعتها زعقتلى و اخدت منى الفاس
جلال و هو يزيد من احتضانها : يومها غيرت عليكى اوى و انتى صوتك عالى و بتوطى قدامهم ، وايدك بايدهم فى كل حاجة ، يومها ابتديت اخانق فى روحى بسبب انشغالى بيكى
لتستكين فؤادة باحضان جلال و تقول : و انا كمان ، يومها كنت اول مرة احس انى شايفاك بشكل تانى ، حسيت انك بتحاول تحمينى ، و تقف فى ضهرى ، اليوم ده بالذات على اد غضبى من اللى حصل ، على اد ما حسيت انى لاول مرة من يوم موت بابا .. انى مش لوحدى
جلال : حسيت ايامها ان كلبشتك فى هدومك قلت شوية ، لكن رجعت تانى لما عرفتى انى مسافر
فؤادة : الموضوع ده كان ابتدى معايا لما محمد قرر انه يسافر و يسيب مصر ، كنت بستقوى بيه بعد ما بابا مات ، و اما فجأة لقيت روحى لوحدى ، افتكرت لما كان بابا دايما يقوللى سر قوتك جواكى اتقوى بروحك و بنفسك ، لما كنت بمسك فى هدومى كنت بحس انى بشد نفسى ، لكن من وقت ماحسيت بحبك و اهتمامك بيا ، حسيت انى بتقوى بيك ، خصوصا انك كنت دايما تصمم تمسكنى من ايدى وتضمنى ، و ده فى حد ذاته كان بيدينى احساس رائع بالامان ، و شوية بشوية موضوع ايدى ده اختفى خالص
لكن البير ده له ذكرى تانية عندى اغلى
جلال : ايه هى
فؤادة : يوم ما قدرت انى اقنعك اننا نخلف ، انت ناسى انك فضلت مدة مصمم اننا مانجيبش ولاد ، اول مرة قلتلى فيها انك موافق اننا نجيب ولاد كان هنا
ليقبلها جلال من راسها و يقول : عاوز اعترفلك بحاجة
فؤادة : قول
جلال : كنتى كل ما تجيبى سيرة الولاد و الخلفة ، كنت افتكر ان هدى الله يرحمها راحت منى و هى بتولد سلوى ، كنت ببقى مرعوب و انا بتخيل حياتى من غيرك ، لحد ما امى فى يوم .. قعدت اتكلمت معايا بالعقل و المنطق و طبعا الدين و اخيرا اقنعتى ان كل شئ نصيب ، و الحمدلله اهو ربنا رزقنا بحسنة و سليم ربنا يحفظهم لنا
فؤادة : و يحفظلنا سلوى و اللى جاى فى السكة
ليضحك جلال بشدة و هو يقول : و انا عمال اقول ايه الطاعة دى ، و اول ما قلتلك تعالى نبص على البير و الصوب وافقتى على طول ، اتاريكى كنتى بتستدرجينى
لتوكزه فؤادة فى جنبه بامتعاض و تقول : ايه بستدرجك دى ، ليه ان شاء الله، حضرتك معترض و اللا حاجة
جلال بحب : و انا اقدر اعترض على حبايب فؤاد فؤادة ، طب تصدقى .. لو جه ولد هنسميه فؤاد
فؤادة : طب و لو جت بنت
جلال و هو يقترب من شفتيها : لو بنت تبقى اكيد فؤادة
تمت بحمد الله
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا