مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات مع رواية رومانسية جديدة ذات طابع إجتماعى تدور أحداثه فى بيئة مصرية, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل التاسع من رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح.
رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح - الفصل التاسع
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
رواية قلوب ضائعة بقلم رانيا صلاح - الفصل التاسع
نظرة، فهمسة، فقلبٌ غارق في بحور الهوى.. هل نؤمن بها أم نترُكها للابتسامة مع أُمنية عالقة..
تحولت شمس النهار لأخرى أكثرُ حُرقة، ولما لا فقد أخذت نصيبًا من توهج عيني ذاك العاشق..
ارتفع صوت "خالد" بلهجة هادرة، وعيناهُ تُرسل شرارات الضيق : "صابرين"..
خفق قلبها بقوة كفأر مذعور، وجف حلقها لتو كأنها لم ترى المياه منذُ يومان، لتخرُج حروفها مُتعلثمه تُريد التوضيح عن فعل لو كان في يوم غير هذا أو على وجه الدقة مع شخصًا غيرهُ لكان لم يحدُث لها هذا : "خالد"..
نظرة نارية أُخري فارقت جفناهُ، وتحرك بتملُك نحوها قابضًا بقوة عليها حتى أصدرت عِظامها صوت الأنين، وبنبرة جامدة : أزيك يا بوص..
نظرة ما فارقت عيني "ثروت" نحوها، مع بسمة ساخرة شقت رسوم وجهه في نبرة باردة لـ "خالد" : كويس.. عن اذنكم.. ورحل ونظرات عيناهُ تُلقي لها رسائل عدة...
راقب "خالد" رحيلهُ وقبل أن ينفجر كبركان خامل...
لوهلة تجمدت من نبرتهُ التي تلاها قبضهُ على يدها بعُنف، لترتفع أصوات نواقيس الخطر بداخلها، وعينها تجحظ من نظرات "ثروت" البغيضة، ليزول التجمُد، وبنبرة ذاهلة : ايه الي عملتوا دا؟..
بلهجة هادرة : عملت الي مفروض يتعمل..
بنبرة مُماثله له : ومين اداك الحق دا؟..
بذهول : اداني الحق!... تبقى غبية لو فاهمة أن الي بينا محتاج إذن للحقوق، ولا أنتِ عاجبك نظراتو؟..
لم تقوى على الرد، فنفضت يداها من يده، وغيومها تتصادم لتسقُط من مقلتيها، وبهمس : الي زيي ملهمش حقوق حتى لنفسهم.. ورحلت لاعنة كُل شيء..
شهيق حاد دون زفير، ونيران تشتعل بجوفه، وعيناهُ فقدت القدرة على الرؤية فتحول الكثير إلى ضباب عدا طيفيها المُتعثر في خُطاه، ليصدع إنذار العقل؛ فتستجيب قدماهُ لذاك الأمر بالهرولة ولكن..
قبل دقائق خرج "صابر" لجلب بعض المواد اللازمة لصُنع القهوة والشاي، وفي طريق عودته رأي وجوه مُكفرة وأعين تتراوح ما بين خائفة وسافرة ومطربه، وقبل أن يُكمل خُطاه لمُحيطهم كان كُلٌ قد ولى إلى طريقة، ليرتفع صوتهُ بالنداء على تلك الهاربة والدمع يُغطي طريقها فلا مُجيب، فيُجبر قدماهُ على السير أسرع ليتوقف أمام ذاك الذي يشتعل، وبنبرة تحمل الوعيد :في أيه؟..
دقيقة كان يجمع بها شتات نفسهُ ،ويضبط بها أنفاسُه اللاهثة :ولا حاجة يا عم "صابر"..
تحرك بقوة وكأن الشباب عاد إليه مره أخرى ويداهُ تقبض بقوة على مقدمة ملابسهُ : أبعد عنها يا "خالد" فاهم..
عصفت بهِ الظنون وبسط الشيطان بساطهُ الأعظم من التخيلات والتفسيرات التي لا تخضع سوى لمأرب اللهو والحُرمات، وارتفعت يداهُ؛ لتبعد يد ذاك الكهل وأمضي في خطاهُ دون أن يتفوه بأدني كلمة؛ فقد ضب بئر الكلِمات .. ولكن لقدماهُ رأي أخر فلم تستطع المشي ببطء بل كانت كجواد أصيل يقفز في إحدى المُسابقات المُخصصة للعدو وقبل أن تمر الدقيقة الثالثة من مرور السابقة كانت يداهُ تقبض بقوة على مُعصمها، و شفتاهُ تُريد أن تُلقي سيل عارم من ما لا يُحمد عُقباه ، ولكن...
أكملت طريقها وهي لا ترى أسفل قدميها، فقد جعلت قطرات الدمع غشاوة على عينها؛ فحجبت الرؤية، لتتوقف عن السير بفعل قبضة ناري اعتصرت مُعصمها، وقبل أن تنفرج حنجرتيها عن نداء استغاثة، علمت من القابض فالتزمت الصمت ويداه تحاول جاهدة أن تخرجها من قبضته، وبصوت مبحوح : "خالد"..
تألم قلبهُ لرؤيتها بتلك الحالة ونشب صراع هائل بين أحكام العقل المُسبقة ولوعة القلب القائم واعتراف أخر صريح برغبة يداهُ في ضمها.. لينتصر العقل وبنبرة جامدة أقرب لتقريع الذات فجر تلك القنبلة الموقوتة بوجهها دون سابق إنذار..
عجزت رئتيها عن إكمال وظيفتها فما تفوه به شطرها نصفين، وما تبوح بهِ عيناهُ رأي أخر.. لتشهق طالبة الهواء ورأسها تتحرك بإيماء خافت للموافقة، حينها سقطت يداها بقوة بجوار جسدها فدب الرعب في أوصلها وعقلها يصدر تخمين القادم بلهجة أقرب لليقين فالقادم لا يُنزرُا بخير..
**
لا نخشى سوى الدخول إلى دائرة المفقودين، ربما لا نخشى على الذات بقدر ما نخشى على رفيق الروح، ولكن عند الاقتراب من خطوطها المرسوم بإغراء شديد نفقد جميع ذرات القوى والتعقُل ونُصبح من التائهين دون عودة سوى بالموت أو بميثاق غليظ من قبس القدير..
تجمعت حبات العرق على جبينها فأكملت تشعُث هيئتها بالتصاق خُصلات شعرها إلى جانب وجهها.. ترجلت من التاكسي وهرولت للجهة المُقابلة وبلهجتها الأمرة فتحت الباب وبسطت يدها وبنداء صارم : "حازم" فوق، يلا هات ايدك...
كان يأن من شدة الألم وعقله بالكاد يعي بالواقع ، ليصلهُ صوتها بتلك الرجفة المُصاحبة لنُطق أسمه، فيُهمهم بالكثير..
كادت أن تجذب شعرها المقيت في تلك اللحظة، لتبتعد لجزء من الدقيقة؛ لتجمع شعرها في كتله واحدة داخل ذاك العِقال، وتعود من جديد وبلهجة أكثر حنق انفجرت في السائق : تعالي ساعدني.. وبصرامة أقل.. ساعدني يا "حازم"... مرت الدقائق الثالثة القادمة بلمح البصر كانت تركض مع سرير النقل لغرفة العمليات التي سارع "معاذ" بفتحها، ولكنها توقفت أمام الغرفة فور أغلاق الباب في وجهها وبلهجتهُ المُقيتة : أنتِ مش على قوة المُستشفى انتظري برة.. لتتراجع بانهزام وقلبها يقرع كطبول الحرب بوجل شديد لما هو قادم.. ألقت بجسدها على المقعد المعدني وسارعت بإخراج هاتفها ويدها تضغط على زر الاتصال مُنتظرة الجواب... ولكن مرة.. اثنان.. عشر.. وما من مُجيب، لتشعر أن عظامها تصتك بفعل تلك البرودة المُنبعثة من داخلها، ويتفرج لسانها بتضرع لرحمان الرحيم أن يحفظه لها... وحينها توقفت طبولها لثواني معدودة لا تعرف هل يجب تقريه الذات لما وصلت إليه أم تبتهج لتخلصها من لعنة الماضي؟... نفضت كل هذا جانبًا وعادت لتتضرع...
**
نمتلك القوة والجبروت ولكن بداخل تلك القوي جُزءٌ من الرحمة لا يخرج سوى لفلذة الكبد..
تحركت "جميلة" بخطوات بطيئة أكثر من المُعتاد، ويدها ترتعش من الخوف، وعقلها ما زال يؤكد تلك الكلِمات التي سمعتها من أحدى الجارات وهي في طريقها إلى السوق "جن عاشق أحب ابنتك فأصبح يخشى أن يقترب منها غيره، فيُصيبها بتلك الحالة".. توقفت قدماها عن الحركة لجزء من الثانية وبصقت على يسارها وبهمس :اللهم احفظنا.. وبنداء حاني :"رضوى".. وفتحت الباب برفق، وتحركت لتجلس بجوارها على السرير، ووضعت الصنية التي بيدها جانبًا، مُكملة :" رضوى" مالك يا ضنايا... ولكن لا مجيب.. اعتصر قلبها الحزن وتحركت لتضم ابنتها إلى صدرها ولكن...
جالسة فوق إحدى الوسائد تضم دُميتها إلى جانبها، و جسدها لا ينفك عن الارتعاش، وقبل أن تصل لها يد والدتها انفجرت في بكاء مرير ..
انفطر قلب "جميلة" لتلك الحالة التي أصابت ابنتها وثُبتَ يقينها أن ابنتها أصابها مس شيطاني، لتعود للخلف وبنبرة رخيمة :خالص يا "رضوى" هبعد بس كلي حاجة صغيرة.. وتحركت للخروج من الغرفة وعقلها يبحث عن طريق لطرد ذاك الجان من جسد صغيرتها، ليهيدها عقلها إلي الذهاب نهاية الأسبوع إلى بيت الشيخ "مبروك" فهو القادر على طرده ، كما ساعدها من قبل في طلاق ابنة غريمتها ، أغلقت عينها باستسلام وسارعت بالقاء جسدها على الأريكة، وجميع مخاوفها تتساقط واحد تلو الأخر..
**
قلبها... تلك الحروف التي جمعتها اللغة في إشارة صريحة ربما لم تكفى لوصف عظمة ذاك القلب ولكن كما قيل "توضع الأسرار في أضعف الكائنات".. وليس بالضعف قلة حيلتها ولكن عطفها الدائم وحنوها تلك الصفتان التي يراهم معطوبي العقول ضعف وهوان.. ولكن بقلب أم ما هما الا حاستي الفتك بالغير.. أغمضت عينها وغصة مريرة تزداد بقوة في حلقها لتنفرج شفتها عن تمتمة بالدعاء، فقلبها يُخبرها أن هناك خطب ما أصاب فتاتيها.. عاودت فتح عينها من جديد لتنظر لباب البيت مُنتظرة دخولهما؛ لكي يطمئن قلبها.. دقيقة.. اثنان.. عشر والباب يُفتح بهدوء، لتُتمتم بالحمد؛ فها هي "صابرين" تدخل من الباب..
أغلقت الباب خلفها وسارعت برسم ابتسامتها، وبنبرتها المُعتادة : خمس دقائق والأكل يكون جاهز.. وقبل أن تتحرك صدع صوت والدتها..
لم تدع ابنتها تخطو خطوة بملامحها الواجمة وبسمتها الباهتة التي لم ولن تصل لعينها.. وبنداء : "صابرين"..
تجمعت الغيوم خلف أهدابها، وجاهدت كي لا تسقط فتُفصح عما يموج بها، فأخذت حقنة من الهواء وبتمهل شديد اخرجتها، وأجبرت ساقها على التحرك، وبتساؤل : عاوزه حاجة أجيبهالك..
-تسلمي.. مالك يا "صابرين"..
-مفيش يا ماما تعب من المشوار..
-طيب يا حبيبتي، روحي ارتاحي..
لم تُجادل كثيرًا فسارعت بجر قدمها للوصول لغرفتها فكُل شيء يتصدع بداخلها..
**
مرت الساعات بتمهُل شديد وكأن عقارب الساعة تأبى التحرُك.. والسماء بات ككُتله مُعتمة لا تحتوي على أدنى شعاع لضوء فالسراج المُضيء أفلَ.. زفرت أنفاسها للمرة التي لا تعلم عددها، وعينها لا تُفارق النافذة تراقب تحول الضوء إلى النقيض.. ليخفق قلبها بقوة أكبر من ذي قبل مع التقاط إذنيها صوت فتح باب غرفة العمليات.. لتهرول تاركة النافذة وظلامها مُتجه إلى ذاك السرير المُتحرك وبحروف شبة ثابتة بدأت في السؤال عن الحالة : هو كويس.
ارتفعت يد "مُعاذ" لإزاحة الكمامة، واليد الأخر كانت تتحرك بما تحملهُ من منديل ورقي على أجزاء وجهه المُبللة، وبصوت مُنهك من العمل؛ فقد قضى فوق السبع ساعات في غرفة العمليات : المؤشرات الحيوية كويسه، لكن الجرح وصلوا مياه كتير أحنا عدنا الكسر والتجبيس من تاني، وإن شاء الله ميتكونش بكتريا والا هنعمل بتر لساق كلها، وطبعا كون أنو يقدر يمشي تاني طبيعي بقى شبة مُستحيل..
صدمة تلو الأخر، فعجز عقلها عن الاستيعاب السريع وفقدت شفتاها القدرة على النطق، وتخبطت حدقتيها داخل تجويفهما الجلدي، ولم تفق إلا على يد ما تلمس أصابعها، فشهقت بفزع، سرعان ما قُتل مع معرفة الهوية، ولكن لصوتها الضائع رأي أخر، فقد بدأ مُتخبطًا وبدأت شفتها بالارتعاش خوفًا من البوح : مش هيقدر يمشي تاني...
غصة مريرة احتلت حلقهُ الجاف، وقبض فولاذية فتكت بقلبه، وعيناهُ كانت قصة أخرى من الانهزام والتحطم والخذلان، وهمهما بهدوء : هيكون كويس.. ولكن لا جواب لهُ سوى عينيها الضائعة، وجسدها الذي أُلقي على المقعد المعدني، ويدها تسافر لتحضن رأسها.. بلع تلك الغصة فكانت كنيران تكوي جوفهُ، وبدأ في الاسترسال : حتة لحمة حمرة كانت بداية علاقتي بيه ونهايتها، الأنسان الوحيدة الي حبتها سابتني وهو الي بقيلي منها، خدتو ورحلت لـ "صفية" وسبتو بين ايدها ومكنتش أعرف أنها حامل في خالد، سبتو حبست نفسي في المكتب، يوم جاب التاني، وجاب الأسبوع والشهر، تسع شهور بعاقب نفسي لكن كنت بعقبو معايا وأنا معرفش، مخرجتش غير على صوت "خالد" يوم الولادة بعدها بعدت وبنيت جدار عازل مبسمعش ول بشوف غيري، كبرت كل حاجة وكأن الفلوس هترجعها، لكن في يوم وليلة فقدت كل حاجه حتى ولادي معرفتش أحافظ عليهم، ودلوقتي مملكش غير ندمي على غبائي وسجني في ذكريات كانت نار بتأكل كُل حاجة ببنيها... وتوقف عن القول، وعيناهُ تُسقط أمطارها، و جسدهُ يهتز بفعل ذاك النحيب المرير..
لم تُبدي "رحمة" أدنى رد لهُ في بداية الأمر، ولكن بعدما فرغَ مما في جوفه، تألم قلبها ليس لحاله فقط ولكن لحال الكثير ممن يعقبون أنفسهم ويغفلون عن أن ما يفعلونه سوى عِقاب للأبناء.. تمتمت بحنو، ويدها ترتفع لتربت على يده : العمر باقي، تقدر تصلح كل حاجة، بس دلوقتي هو محتاجك معاه، يمكن يرفض في البداية بس الأكيد هيقبل بيك، مفيش ابن بيكره حد يضموا.. وتحركت لغرفته ويدها تعبث في هاتفها لتطمئن والدتها على حالها، و تخبرها بصعوبة رجوعها البيت..
**
فوضى عارمة أحتلت كيان "حمدي" ويداهُ تحطم كل شيء تقع عليه ، وصوت تشهم المنزل يعلوا في ذاك السكون مع خفقات قلبه، وسؤال يتيم يلحُ بشدة لمعرفة الجواب.. توقف لوهلة يلتقط أنفاسهُ ويداهُ تخرج إحدى اللفافات الغريبة وتلقيها بفمه، ورئتيه تستقبل تلك الرائحة بشراه ، وتلك الصورة لا تُفارق عقلة ( "رحمة" تحضن جسد أحدهم وكلهما يهمس بالهوى)... مع همسات حارس العِقار.. (دي شقة "حازم" بيه راجل كُبره أوي، والأستاذة بقاله مدة كل يوم عندوا، تطلع من صبحية ربنا ومتنزلش غير والشمس مغيبة ).. زادت أنفاسهُ حده، وانتفض بقوة؛ بفعل غفلان عقلة عن احتراق أصابعه بتلك اللفافة الغريبة، ليُلقيها من فورة ويطلق سبة نائية، ويتحرك من فورة عازمًا على أمرٍ ما...
**
أكملت "صابرين" يومها في الفِراش، تتقلب على جمر من نار، وعينها تفيض بالدمع دون توقف، وقلبها ينتفض كطير ذُبِحَ بمدية باردة، وعقلها يوضع السؤال.. لماذا تقبلين؟.. فيُجيب القلب.. وهل ليّ بالرفض، فأنا غرقت في الهوى.. وقبل أن تكمل جلدها كان صوت الهاتف يعلوا بالرنين، لتسرع للجواب رغم يقينها أنهُ ليس هو، فقد خصاصة نغمة ما لهُ، ولكن قلبها الأحمق ظن أنهُ يُريد الاعتذار من هاتف أخر.. جففت دموعها وأجلت صوتها قبل أن تُجيب : ايوة يا "رحمة"..
-ماما صاحية..
-أيوه، برة..
احتل التعجب صوتها؛ فأختها لا تُفارق والدتها سوى بعد نومها :برة وأنتِ مش معاها، أنتِ كويسه؟
حركت رأسها بنعم ، وقرنتها بقولها : أيوه..
-طيب، ادي ماما التليفون..
دقيقة كانت كفيلة بترك غرفتها والتحرك لردهة لتُعطي الهاتف لوالدتها.. دقيقة أخرى كانت يدها تضع السماعة بأذني والدتها وتدع الهاتف معها؛ من أجل نثر الماء على وجها المُنتفخ..
نهش القلق قلب "نعيمة" فالتزمت الصمت من أجل معرفة ما تُريد الأخرى : أيوه يا "رحمة"..
توقفت يدها عن إدارة المقبض، وجف حلقها قبل أن أُخبر والدتها بالوضع وأكملت : ممكن أبات معاه النهاردة في المستشفى..
-ودا سؤال، ولا تحصيل حاصل للي عاوزه تعمليه؟..
بتعلثم : نونا..
-ماشي يا" رحمة" بس لينا حِساب للوضع دا، وامتنعنت عن الرد وكأن الهاتف قد قطع الاتصال..
أنبت "رحمة" حالها ولكن كيف تتركهُ وهو بذاك الوضع، وضعت كل هذا بجوار الباب قبل أن تدخل الغرفة، وتتحرك بحذر، لتتوقف مع أنينهُ المُتألم بأسمها، خفق قلبها، ولكن صدع العقل لا تتحامقي فهذا من أثر المُخدر ليس إلا..
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا