رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
تابع أيضا: قصص رومانسية
رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى
ضرب فرج الأرض بعصاه منفثا عن غضبه ليكتم هلال ضحكته حتى غادر ليفرج عنها بتروى وعينيه متعلقة بها ليتساءل : وانت خيالك صور لك انك ممكن تاكلينى ؟
رفعت ساقا فوق الأخرى بتعالى : هبقى أسأل شيخ اكل التنين حرام ولا حلال
عاد يضحك ومع كل كلمة تتفوه بها أو تصرف تقوم به يتأكد أنه أحسن الاختيار وأن هذه الفتاة هى الفتاة المنشودة التى يبحث عنها وأنها ستكمل كل نواقصه وتدفعه للاكتمال كما أنه يثق بكونه الشخص الذى تنتظره وإن أنكرت ذلك.
وضع ساقا فوق الأخرى أيضا وعقد ساعديه وهو يحيطها بعينيه لتتحدث هى مباشرة :نتكلم بصراحة افضل
هز رأسه موافقا لتتابع : انت مش عاوز تتجوزنى طبعا
قاطعها هلال متعجباً إقرارها بمشاعر لا تفهم عنها شيئاً : وانت تعرفى منين ؟
لم تنزع ابتسامتها وتابعت : يا بشمهندس كل الحكاية انى مختلفة عن الستات اللى انت متعود عليهم لكن مش أمينة علام اللى تتجوز مقايضة
رفع حاجبيه مندهشا من صراحتها الشديدة التى تجاوزت حدود الصراحة ليتساءل : وانت تعرفى منين نوع الستات اللى انا متعود عليهم أو إذا كنت اعرف ستات من الأساس ؟؟ مش ملاحظة انك بتبنى احكام على أوهام فى عقلك ؟
شعرت بالغيظ من محاولته الإحاطة بأفكارها دون أن تملك الحجة عليه لكنها لن تغير رؤيتها فهى تعلم أمثاله من عاشقى السلطة والسيطرة.. طريقته فى طلبها للزواج تصرخ بالتسلط وتبدى أنه عاش عمره يحصل على ما يريد بأى طريقة .. احتدت نظراتها واستنكرت عليه إقامة الحجة عليها لتتابع : ما انت مش تحاول تقنعنى انك وقعت فى غرامى لما شوفتنى مرة واحدة مع مهيب
بادلها التحدى بمثله : يعنى فاكرة ؟
أجابت بلا مراوغة : طبعا فاكرة .. فاكرة انك كنت قليل الذوق وصممت تعدى رغم أن عربية مهيب كانت سبقاك واستغليت طيبته و
ضحك هلال مقاطعا استرسالها فى الدفاع عن مهيب والتى تثبت طيب معدنها هى : طيبة مهيب !! معلش اصل الفرسة بتاعتى كانت بتولد وكنت قلقان عليها الموضوع مالوش اى علاقة بالستات .. وبالمناسبة انت كمان كنت قليلة الذوق وقولتى عليا اعمى
وغبى
تابعت ليضحك مجددا : ايوه فاكر .. طيب ليه ماجاش فى بالك انك عجبتينى ؟
عادت تستنكر وتنهره بلا غضب: عجبتك ؟؟ الاعجاب اللحظى المبنى على رؤية أولية محركه الشهوة مش الحب
وقحة
قاطعها لتزفر بضيق مصطنع: انت شكلك عاوز تفركش الجوازة
عاد يقاطعها مستنكراً : انا !!
قاطعته بحدة : أمال انا ؟ ما انت بتغلط فيا علشان بفهمك الصح
اتسعت ابتسامته وهو مستمتع تماما بكل ما تتفوه به .. هى لا تحمل ملامح تستعبد القلب فحسب بل تملك روحا قادرة على استعمار أعتى الصدور صلابة .. وهو لن يخسر فتاة مثلها مهما كلفه الأمر .
أفاق من شروده على تساؤلها : انت بتضحك على ايه ؟؟
رفع كفيه مستسلما : بالراحة بس عليا .. انت خلقك ضيق كده ليه ؟؟ قولى طلباتك وليكى منى وعد بالنفاذ .
شعرت بضوء الانتصار يشرق على استحياء لترفع رأسها متباهية بما حققته .. لقد ربحت حقا وهذا الهرقل لن يتراجع عن كلمته .. ستحصل على مقعد البرلمان لعمها ثم تؤجل أمر ارتباطهما كما تشاء .
منحته ابتسامة صافية وهى تتساءل : كل طلباتى ؟؟
حك ذقنه وهو يتطلع لها وكأنه يقرأ أفكارها : كل طلباتك علشان نتمم الجواز مش نفركشه
تسربت اشراقتها وعبس وجهها بمبالغة مضحكة وهى تقول : بس انا مش اعرفك علشان اتجوزك ؟؟ وانا مش متعودة اتجوز حد مااعرفوش
رفرفت ضحكاته وهى لا تدرك سببها لها حتى قال : وهو انت متعودة تتجوزى اللى تعرفيهم بس ؟
قطبت جبينها بعدم فهم حتى أدركت حماقة ما تفوهت به لتلوم نفسها داخليا وتبدأ فى محاولة إيجاد مبرر مناسب لهذا الجنون الذى نطقت به لتقول : مش اقصد كده .. قصدى بختار اللى هتجوزه من اللى اعرفهم بس
ذابت إشراقته هو هذه المرة لتشعر بالراحة لتوقفه عن إطلاق ضحكاته المزعجة لكنه تحدث ببساطة : سهلة نتعرف على بعض ولو على عمك ماتقلقيش هو داخل المجلس مفيش كلام
انتهى المرح من الجلسة وقد استعاد كل منهما وجها حاد الملامح مع بداية المساومة التى يكرهها هلال كثيرا لكنه تعهد لنفسه بالوصول إلى أمينة مهما كلفه الأمر وبعض المساومة ليست بالأمر الصعب .
صمتا لحظات وكل منهما ينتظر أن يبدأ الطرف الاخر حتى قطع هلال الصمت بقوله : شوفى يا امينة .. انا لما اتقدمت لك ماكانش كرسى المجلس تمن جوازك منى .. انا مش بشتريكى .. انا شاريكى والفرق كبير .. يمكن انت مش عارفانى كويس ولا انا اعرفك كويس وعلشان كده فى فترة خطوبة علشان نعرف بعض وانا اوعدك مش هتندمى على الموافقة .
لم تتحدث أمينة وظلت تنظر إليه وكأنها تستشف صدقه من ملامحه التى بدت هادئة للغاية لتزيد من حيرتها .. حتى هذه اللحظة لا تشعر بالثقة فيه بشكل كامل لكنها تعلم أنه سيتراجع حتما بعد قليل وهى تنتظر ظهور أبيها لتمنح هلال سبب التراجع عن الزواج منها .
صمتت لحظات ثم قالت : مش نتفق على الخطوط العريضة الأول !!
أشار لها لتبدأ الحديث فتقول : انا بحب شغلى ومش هسيبه
قاطعها مبديا بعض الحدة : ماعنديش حريم تشتغل
تبدلت ملامحها كاملة ليتابع : مستنيانى اقولك كده طبعا !
ابتعلت هجومها الذى كادت أن تلقيه به لتمنحه فرصة ذهبية ليتحدث بهدوء : يا بشمهندسة انا اتقدمت لك وانا عارف أنك بتشتغلى فى مكتب هندسى وأنك مهندسة ديكور وكل اللى فكرت فيه بخصوص شغلك أنك تنقليه طنطا .
كسب منها جولة إضافية لكنها لا تنكر أنها أحبت صراحته وتشعر بالإطراء لتقفيه كل أخبارها فى هذه الفترة القصيرة بهذه الدقة هذا وحده يرضى غرورها الأنثوى الذى يتوق للأهتمام ككل فتاة فى عمرها.
تابعت بتلقائية : وبابا مالوش غيرى مااقدرش اسيبه
هز كتفيه : ده قرار عمى جمال مش قرارى لكن افتكر إنه حابب يرجع البلد وكده مفيش مشكلة بردو .
عادت تحتد بلا مبرر : لا فى مشكلة كبيرة
تساءل بهدوء : إيه هى ؟؟
أجابت بتلقائية : شكلك كشرى زى مروان ابن عمى
قاطعها فورا : لا مروان ابن عمك مالوش زى فى الجيهة كلها .. اقولك على سر ؟
تساءل بخفوت ونظرة توحى بالخطر ليثير فضولها و تنهض عن مقعدها فورا وتتجه للجلوس بأقرب مقعد إليه وهى تحثه هامسة : قول . قول انا بحب النميمة
نظر لعينيها مبتسما : بس النميمة حرام
اعتدلت بجلستها وهو تنهره وكأنه يقودها إلى الخطيئة : ايوه صح عارفة انت اللى بتجرجرنى انا بريئة ماليش دعوة .
هز رأسه دون أن يبعد ناظريه عنها : انت بريئة ؟ ده انت مصيبة
عادت تشير لصدره : اهو شوفت انت عاوز تفركش الجوازة .
...
جلس بالقرب منهما فرج يراقب ما يقومان به دون أن يستمع لما يتحدثان فيه لكنه يشعر بالارتياح لملامحهما والضحكات التى تنطلق بتلقائية من حين لاخر تبشره أن هذه الجلسة ستنتهى كما يريد لها تماما .
بينما فى مكان ليس ببعيد يجلس جمال منشغلا بأفكاره عن هذه الجلسة التي يرى أن ابنته اكرهت عليها وأنه سببا من أسباب هذه الكراهة .. شعر أن أحدهم يجلس بالقرب منه لينظر نحوه فيجده مهيب الذى قال : مالك يا عمى .. شايل الهم ليه ؟
تنهد جمال : لله الأمر من قبل ومن بعد
ابتسم مهيب : ماتقلقش على أمينة يا عمى .. هلال مش وحش بس انا مضايق من طريقة الطلب مش من الطلب نفسه ومستغربها كمان .. احب اقولك يا عمى ابويا لا بيفكر فى المجلس ولا ليه فى الكلام ده
قاطعه جمال : بس مروان اخوك فرحان بالصفقة لأنه هياخد مكان ابوك بعدين
اشاح مهيب بكفه : سيبك من مروان محدش عارف هو طالع لمين
أجاب جمال بحزن : لجده فرج .. بس هو أشد لأنه متعلم .
تساءل مهيب : انت كاره جدى يا عمى ؟
استنكر جمال فورا : لا طبعا يا بنى ولا اقدر أكرهه ده ابويا .. انا بكره شوية من أفكاره
تحدث مهيب بتلقائية : وانا بكره كل أفكاره
ضحك جمال : انت دمك خفيف يا مهيب .. قريب فى الروح من أمينة بنتى
عاد التجهم يسيطر على وجهه : هو اللى اسمه هلال ده لسه موجود ؟
اقترب مهيب من عمه : موجود يا عمى ماتخافش أمينة بتعصره جوه
ضحك جمال ليتابع مهيب : بس إن جيت للحق انت لازم تقابله وصدقنى يا عمى هو فعلا مش وحش
حك جبينه بدهشة : انا مستغرب اصلا إنه عرض الموضوع بالشكل ده
وقف جمال مستجمعا أمره .. إن اكرهت ابنته على هذه الجلسة فلما يتركها وحدها ؟؟
هذا الفتى محق ليس عليه التخلى عنها أمام شخص المفترض أنه يتقدم للزواج منها
نظر له مهيب مستفهما ليتجه للداخل : أما اشوف ابن البحيرى ده حكايته إيه !
تبعه مهيب فورا فهو فى الحقيقة يريد أن يعرف ما الذى سيحدث .
اقتربا من موضع جلوسهما ليسمعا ضحكات هلال التى خبت مع ظهورهما ليقف باحترام مرحبا بجمال : حضرتك منور البلد وانا كان نفسى اتعرف علي حضرتك فى الزيارة اللى فاتت بس كان عندى ظروف
صافحه جمال ليستشف هلال من ملامحه غضبه .. تقدم منه مهيب يصافحه ليبتسم متهكما: اهلا يا طيب
نظر له مهيب مستنكرا : طيب ؟؟انا!!
نظر هلال نحو أمينة : اهو شوفتى هو نفسه مش مصدق
ضحكت أمينة هذه المرة وهى تتحدث إلى مهيب : اقعد يا مهيب كسفتنى يا راجل
نظر جمال إلى ضحكة ابنته ليشعر ببعض الراحة بينما بدل مهيب نظراته بينهما : لا فهمونى فى إيه !!
تحدث هلال : البشمهندسة بتقول انى استغليت انك طيب المرة اللى فاتت وصممت اعدى بالعربية قبلك
ضحك مهيب ونظر نحو أمينة : لا ،انا كنت عارف إن الفرسة بتاعته بتولد وبعطله علشان اضايقه
اتسعت عينا أمينة ثم ضاقت وهى تنظر لمهيب : مهيب طلعت شرير !!! اعمل ايه دلوقتي أدافع عنك ازاى ؟!
ضحك مهيب وهلال الذى قال : لا ماتقلقيش عليه مش محتاج حد يدافع عنه ده ينقط بلد
ربت مهيب فوق صدره شاكرا : شكرا لثقتك يا غالى
نظرت أمينة لأبيها وضحكا معا ثم انتقلت لتجلس بجواره متعلقة بذراعه بدلال ليبتسم جمال وينظر نحو هلال ويتحدث بهدوء : اظن انكم بدأتم تتفاهموا وانا مش هقبل غير رضا كامل من أمينة .. أمينة بنتى الوحيدة وكل منايا من الدنيا سعادتها .
تحدث هلال بهدوء : كده عندنا أمنية مشتركة يا عمى
رفع جمال حاجبيه مندهشا بينما قاطعته أمينة بجدية : وانا فى حاجة كنت منتظرة بابا يجى علشان اقولها لك يا بشمهندس
اغلق جمال عينيه بحزن بينما نظر لها هلال لتتابع : انا عندى ربو
ألتفت لها مهيب بصدمة واضحة لم تظهر اى ملامح لها على وجه هلال الذى ابتسم : عارف
نظر له جمال بدهشة : عارف منين ؟؟
مد هلال يده بجيبه وأخرج بخاخ تنفسى تعرفت عليه أمينة فورا : دى البخاخة بتاعتى
نظر له جمال منتظرا توضيحا لم يطل وهو يقول : أول زيارة ليكم خرجت أمينة بالليل وانا شوفتها بالصدفة مشيت وراها خوفت تتوه .. كانت رايحة السوبر ماركت جابت شيبسى وشيكولاتة وهى خارجة فى مجموعة كلاب كانت بتجرى وهى اتخضت ونفسها ضاق .. طبعا استخدمت البخاخة علطول بس تقريبا كانت خايفة اوى وهى بترجعها فى الشنطة وقعتها فى الأرض .
قاطعته أمينة بحدة : وخدتها ليه !! مارجعتهاش ليه ؟
أشار لها دون أن ترجف ابتسامته : شوفتى انت عاوزة تفركشى الجوازة .
ضحك مهيب بينما شعرت بالغضب لاستخدامه جملتها بينما مد جمال كفه : تسمح يا بشمهندس تجيب البخاخة ؟
نظر لها بغضب بادلته بابتسامة منتصرة وهو يخرج البخاخ يقدمه لوالدها الذى دسه فى جيبه فورا .
تقدم فرج من جلستهم : ها خلصتى يا أمينة ؟
أجاب هلال بتلقائية : خلصت يا عمى خلصت
انطلقت الضحكات التى وأدها فرج بضربة للأرض من عصاه وهو يعلن : بكرة تنزلوا تختاروا الشبكة والخطوبة هنا فى الدار قبل ما أمينة ترجع ..
نظر نحو ابنه متسائلا : راجع مصر امته يا جمال ؟؟
أجاب جمال : اخر الأسبوع يا أبا
هز فرج رأسه : الخطوبة يوم الخميس .. اعملوا حسابكم على كده .
انطلقت من قلب الدار زغرودة عالية لم يدر اى منهم مصدرها لكنها أثلجت صدر هلال البحيرى الذى شعر أنه يسير على الطريق الصحيح بينما اختنق صدر فرج الذى كان الوحيد الذى يعرف صاحبتها؛ إنها زوجته أمينة .
ومجرد سعادتها بهذه الخطبة يجدد داخله رغبة فى التوجه إليها فوراً وعقابها بأسوأ طريقة قد تصل لعقلها.
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا