مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى عشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى عشر
مليكه مسكت تليفونها ورنت علي حكيم وتمره كان نفسها تنهي الاتصال قبل ماابوها يرد لكن للاسف الشيخ حكيم رده كان اسرع من تفكيرها ورد علي مليكه اللي بمجرد ماسمعت صوته هدرت بصوت مهزوم : ابوي تعالا خدني اني خلاص مقادراش اكمل ومعاوزاش...تعالا طلقني من ولدك كيف ماوعدتني وقولتلي انك هتخلصني وكت مااطلب..
حكيم : طيب استهدي بالله بس يامليكه وكل حاجه ساهله ويجرالك اللي يرضيكي ... سكتت مليكه وحكيم كمان،
وبعد فترة سكوت دامت بين الاتنين مكنتش مسموعه فيها غير انفاس مليكه المقهوره، بهدوء طلعت ضحكه من حكيم خلت مليكه استغربت وديقت حواجبها وهي بتسأله :
عتضحك ليه يابوي؟!
عتضحك عليا عشان رفعت رايتي قدام ولدك واعلنت الاستسلام؟ اعذرني اصلي مكنتش متخيله ان الخصم اسلحته بدائيه وعيسدد ضرباته بغباء مفرط
حكيم : له يابوي اني معضحكش عليكي انتي لاسمح الله. لا يكلف الله نفسا اللي وسعها.. والانسحاب للمحافظه علي الحياه او الكرامه قمة الفوز والانتصار..
اني عضحك علي روحى عشان الظاهر اني بدأت اكبر واحكام السن تبان عليا، واول حاجه بانت منه كان حكمي عليكي اللي خاب، وديه مش لعيب فيكي.
له دا غلطي اني عشان استهنت بعند بكر وقدرت قوتك غلط وحطيت فحلبة مصارعه خصمين مش ند لبعض واصل..
مليكه : لأول مره مش هعارضك ولا اقاوح واقولك انا كدها وياخدني الحماس الكداب واقولك هكمل... عارف ليه؟
عشان فعلا انت غلطت يابوي وحاشاك من الغلط بس انت حطيت عيله تحت جبل مايل وقولتلها افضلي زيحي فيه بحيلك كله لحد ماتعدليه ومبعدتش وبصيت من بعيد وشفت الجبل كد ايه وكد ايه شايل فقلبه صخور وفعقله حجاره، وشفت اللي كلفتها بالمهمه تحت منه ضعيفه كد ايه..
ومعركه كيف دي ومهمه مستحيله على وحده زيي يابوي معروفه نهايتها.. أما الانسحاب،، او الموت تحت رجلين الخصم واني مش مستعده للموت وهتمسك بحقي فالحياه..
حكيم : وحقك فالحياه مكفول يابنيتي .. بس قبل البت واخد القراراتعايز اعرف اللي حصول بالظبط ...
والقشة اللي قطمت ضهر البعير كانت ايه..
مليكه هتتكلم لكنه قاطعها بسرعه... مش منك يامليكه.. ولا من بكر من طرف محايد عشان الشاكي دايما الحق معاه.. ادينى تمره اللي قاعده جارك داي..
مليكه رفعت التليفون من علي ودنها ومدته لتمره اللي خدته وردت علي ابوها وحكتله كل اللي حصل من طقطق لسلاموا عليكم وبعد ماخلصت حكيم قفل معاها وهو عيتبسم من غير مايعقب علي كلامها بحرف واحد وبمجرد ماقفل مع تمره رن على بكر..
بكر اول ماشاف رقم ابوه رد عليه قوام..
بكر : ايوه ياشيخ سلامات كيفك وكيف صحتك..
حكيم : اني فاتم صحه هملك بس انت مني ومن صحتي وقولي.. ايه اللي عيملته مليكه يستدعي اللي عميلته فيها ده؟
بكر : اللي عيملته عيملته وخدت جزاتها عليه وخلصنا..
حكيم : يعني انت ممغلطش روحك ولا حاسس بذرة ندم علي مدت يدك علي وليه ضعيفه فحمايتك بدال ماتاخدها تحت جناحك وتحاجى عليها يابكر؟
هي دي المرجله ياواد الشيخ حكيم هو ديه اللي اتربيت عليه وشفتني ععامل امك واختك بيه.. فأنهي شرع وشريعه ان القوي يدوس عالضعيف والراجل ميتعاملش مع مرته غير بالضرب والاهانه!؟
بكر : طول مالحرمه ممتبعاش اسلوب الادب ومعامله جوزها باحترام يبقي تتربي وتتأدب ودي حاجه معروفه تسأل عليها الصغير قبل الكبير يقولك العصى لمن عصى.. وبعدين من كل عقلك يابوي عتقارن بت عواد سليطة اللسان وفظة الحديت بأمي اللي كل كلامها ليك دوا وحروفها بلسم!!
حكيم : مني وبسببي وكلامها الطيب ليا رد على كلامي الحنين ليها... عشان اللين باللين ياولدي..
بكر : اللين مش لكل الناس يابوي فيه ناس اللين معاها يولد عند وعنطزه..
حكيم : انت الظاهر مفيش فايده فيك يابكر... فخلاص حيث اكده عاد يبقي مفيش غير الحل اللي البنيه قالته عشان الكل يرتاح ويبعد عنك اللي عصى وتفضل انت مع العصى بتاعتك اللي مهتلقاش غيرها رفيقه لدربك ..
مليكه طلبت انها تتطلق منك ولجأتلي واني بكره الصبح هندلي عشان اخدها واعاود بيها البلد شهرين تلاته وابعتلك تاجي تطلقها وخالتها وخالتك واتفرقوا الخالات ونخلصوا..
بكر بمجرد ماسمع كلام ابوه وقف منفوض ومن بين سنانه رد عليه :
يابوي اني عايز منك تفسير دلوك .. بس مجرد تفسير.. انت عتعمل معاي اكده ليه.. ليه دايما تجور على حقوقي مع انه لا من عادتك ولا طبعك ولا عمرك عميلتها..
بس معاي انا ليه كل مره عتكررها ومهما شفت مني غضب ورفض برضك معتحرمش منها وتعودلها من تاني... ليه كل مره عتاخد موطرحي وتقرر عني قرارات من حقي اني بس اللي اقررها وكلمتي هي الوحيده اللي يحقلها تكون فوق كلمة الكل حتى فوق كلمتك ...
حوصلت فجوازي.. وعديتهالك وبلعت اسبابك وقولت عشان وعد وعدُه لوَحده ومش اني اللي هكسر وعد ابوي واخليه يخلف وعده..
ونفذت امرك وحطيت كلامك سيف علي رقبتي مع انه كان نصله حامي ولساتني معارفش احرك رقبتي يمين او شمال من غير مايحز فيها وتنزف وجع...
ودلوك جاي تقرر طلاقي وخلاص هتاجي بكره تاخد مرتي وتخليني اطلقها بعد كام شهر وكله من غير شوري ولا اذني،
وبرضك مره تانيه عتتحرك علي هوا بت عواد وحسب اوامرها واللي يريحها ودايس علي ولدك تحت رجلك..
حكيم : ربنا يسامحك يابكر علي ظن السوء فابوك مره بعد مره..
بكر : هيسامحني يابوي عشان اني مشايفش وشين لعملة تصرفاتك عشان يكون حداي اختيار فالظنون...اني محداييش غير وش واحد وظن واحد مفيش غيره....
حكيم :نهاية الحديت دلوك ايه اللي انت عايزه يابكر؟
بكر : مرتي مهتنقلهوش من اهنه وانت لاهتاجي ولا هتاخدها وهخليها مش محبه فيها ولا تمسك بيها... له
هخليها عشان اثبتلها واثبت للكل ان بكر من شخشيخه فيدها ولا فيد غيرها..
هطلقها... بس بمزاجي... هشيعهالك.. بس وكت مااحب واقرر... تعليمها اللي واخداني كبري ليه مهتطولهوش..
عشان تعرف زين وتتأكد انها عشان تنول الحاجه لازمن تقدم تنازلات كتير واولهم عن طولة لسانها وقلة ادبها يااكده يأما تتحمل عواقب عمايلها..
حكيم بهدوء : بكر همل مليكه تشوف مستقبلها حرام عليك متكسرش نفسها وتحطم حلمها عشان تنتقم منها.. طلقها دلوك قبل فوات الاوان وانتو التنين تخسروا حاجات مهتتعوضش تاني..
بكر : اسف يابوي مش بقولك ولا قولها.. مع السلامه وهملني اشوف ايه الاصلح ليا اني فالمقام الاول واللي يرضيني ويخدم مصلحتي قبل مصلحة اي حد فالدنيا وهعمله عشان اني الوحيد فالعالم اللي مصلحتي تهمني ومحدش غيري عيهتملها،
الكل فيكم حداه حد او اكتر من حد اهم من بكر.. ومصلحته ابدي من مصلحتي.. دايما بكر فقعرة اللسته واخر اهتماماتكم .... هملوني عاد اهتم بحالي ومحدش يتدخل فحياتي ولا حاجه تخصني من اهنه ورايح تحت شعار موصلحتي اللي اتأكدت انه محدش عيدور عليها واصل..
حكيم : خصم الكلام يابكر يعنى مهتطلقش مليكه؟
بكر : مليكه طلاقها مني محتوم بس فالوكت اللي اقرره اني قولتلك .. ورجاء يابوي متقطعش وعود لحد مره تانيه اكون اني طرف فتحقيقها عشان للأسف مهتقدرش توفي بيها.. مع السلامه ياشيخ
حكيم : حاضر ياواد الشيخ.. مع السلامه يادكتور بكر... قالها وقفل السكه مع بكر وابتسم وهو عيهمس لنفسه : طول عمرك هتقعد بطبعك يابكر واللي عايزك تعمل حاجه يأمرك بعكسها وانت تنوله مراده بعندك...
فالاثناء دي عند مليكه وتمره :
تمره : معركتك خلصت بدري بدري يامليكه
مليكه :بزياداني علي كد قوتي اتحملت ياتمره ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها.
تمره بتنهيده : يلا محدش يعرف الخير فين ولعل ربنا كاتبلكم انتي وبكر الاحسن والاصلح..
مع اني حبيتك وكنت اتمناكي اخت ومرت اخ بس للقدر احكام..
اشوف وشك بخير يامليكه واسمع عنك كل زين يارب... قالتها وميلت عليها حضنتها وباستها وبعدت عنها وفضلت بصالها شويه بحسره علي مستقبلها اللي ضاع بسبب بكر وتنهيده تجر تنهيده لحد ما مليكه زهقت من نظرات الشفقه اللي فعيون تمره وخدت تليفونها وهملتها وطلعت من الاوضه وتمره سابتها على راحتها مسألتهاش رايحه فين ولا منعتها عشان تنفس عن غضبها براحتها وهي لوحدها..
مليكه راحت علي الاوضه التانيه وقفلت علي روحها الباب وفضلت باصه من الشباك بتاع الاوضه كتير علي الناس والزحام والمجتمع الجديد اللي مَنت نفسها كتير بأنها هتكون فرد منه لكن الظاهر مش مكتوبالها...
اما فالاثناء دي..
بكر فبعد ماقفل مع ابوه فضل مع نفسه فصراع بين قرارين اما انه يطلق مليكه وبذياداه معاها لحد اهنه ويسيبها تواجه انهزامها منه وتعترف بيه باقي عمرها ويخلص من حوارها مع ان فيه حاجه جواه رافضه القرار دا ،
او انه يكمل معاها حربه البارده ويستمر فازلالها اكتر ويندمها فكل يوم وكل لحظه واطول وكت ممكن علي غلطها فحقه واستخفافها بيه ويثبت لابوه ان لعبتهم مضرتش حد غيرها ويقلب السحر على الساحر وميطلقش سراحها غير بجروح معلمه فروحها متتمحيش حتي مع طولة الايام...
وفالاخر قاس النار الموهوجه فقلبه من ناحية ابوه ومليكه وشاف انها مش هتخمد بمجرد انه يحرر مليكه ويسيبها تنسحب حتي لو مهزومه لان اول انهزام ليها قصاده ميساويش سنين انهزامه وكسرة نفسه بسببها...
اما فالاوضه حدا مليكه
بعدت عن الشباك وراحت علي السرير وقعدت عليه ورفعت تليفونها ورنت علي زهور صحبتها والوحيده اللي بتلجأ ليها فالمواقف دي وتشكيلها همها لكن للاسف لقت تليفونها مغلق او غير متاح ودا العادي بتاع زهور، اهمالها حتي فشحن تليفونها ودي كانت نقطة خلاف دايم بينهم، وسبب ان زهور دايما تتهزق من مليكه لما تكون عايزاها فحاجه ضروري او محتاجاها فمشوره ومتلاقيهاش..
شالت التليفون من على ودنها ورمته علي السرير وزفرت بغيظ وبعدها حطت دماغها بين اديها بتعب، لكنها رفعتها بسرعه مع فتحة الباب بعنف، وبصت شافت بكر واقف علي الباب وماسك الاوكره بأيده وملامحه غضبانه وبصوت شامت همسلها من بين سنانه :
شيخك اللي جريتي استنجدتي بيه عشان يخلصك مني ياست مليكه مهيقدرش يعملك حاجه ولا حد ليه كلمه عليكي دلوك غيري ولا رجلك هتخطي خطوه غير بأذني...
ومش بهواكي ولا بهوى حد من اليوم وطالع بكر هيعمل اي حاجه مش على مرامه...
انتي من النهارده باقيه اهنه فبيت جوزك اسيرة،، خدامه.. تشوفي طلباتي وتسهرى علي راحتي وتقعدي تحت رجلي واني واخدك على هذا الاساس وابوكي مجوزك ليا برضك على هذا الاساس.. ولو تحبي اسمعك بودنك تأييد ابوكي لكلامي اسمعهولك..
اما بخصوص علامك واحلامك وطموحاتك اللي جايه تحققيها علي قفايا فاحب اطمنك ان نقبك جه على شونه.. وان كنتي اخدتي وعود من حد غيري فدي مش مشكلتي.. ولا اني اللي وعدتك بيها...
فأظن اني مش ملزم بأي حاجه ناحيتك بالعكس انتي الملزمه بكل واجبات الزوجه ناحيتي كامله.. والحاجه الوحيده اللي كانت ممكن تحملني ذنب من ناحيتك بسبب تقصيري فيها.. وكنت هاجي على نفسي واني عأديها انتي عفتيني منها وريحتيني من هم تقيل كنت هفضل عايله طول الوكت..
مليكه وقفت وراحت قصاد بكر ووقفت وربعت اديها وبثبات سألته :
يعني ايه يابكر معني كلامك! وايه اللي انت عايزه مني؟ قول اللي عندك عشان ترتاح وتريحني..
بكر : اللي عندي يامليكه.. طلاق مفيش.. تعليم مفيش.. طلوع بره عتبة الشقه مفيش.. كل حاجه تخصني تهتمي بيها وتعمليها على اتم وجه وبدون تقصير..
والا ملكيش حداي غير تكسير عضم جسمك عضمه عضمه كل شهرين وبعد مااكسره ارده واجبسهولك وبعد مايطيب ارجع اعيد الكره من تاني واكسر واجبر..
واطمني لا فيه اجدع مني فالتكسير ولا امهر مني فالتجبيس يعني هتكوني فأيد امينه عارفه هي عتعمل ايه زين..
مليكه اتقدمت كام خطوه لحد ما وقفت قدام بكر وربعت اديها ورفعت حاجبها وابتدت ابتسامه تتسلل لشفايفها وهي عترد عليه بنبره هاديه :
وطبعا جاى ومأرنب ودانك عشان تبخ فوشي الكلمتين دول وتقهرني علي حالي صوح! جاى تشوف انهيار مليكه بعد ماتجردها من اداميتها وتحرمها من الحياة مش اكده؟
مسكين متعرفش انى معيتلويش دراعى لا بتعليم ولا بطلاق ولا هخاف من اسرك وجبروتك ونفختك الكدابه...
وكل شروطك واوامرك اللي قولتها من شويه دي ولا حاجه حدا مليكه ولا تهزلي شعره.. َ
عارفاك وفاهماك زين جاي تتشفي وفاكر مليكه هتتخبط وتفضل تصرخ وتقولك ارحمني اني غلطانه وندمانه ارأف بيا وارحم ضعفي ياسي بكر امانه عليك.. صوح
للأسف يادوك نقبك جه علي شونه ورد الفعل اللي جاي ومتوقعه مهتلاقيهش من مليكه واصل...
بكر وهو عيقرب منها خطوه عشان يكون قدامها ميفصلهوش عنها غير سنتيمترات بصلها من فوق وهمسلها بعد ماقرب وشه منها وابتسم ابتسامة تشفي :
حتي لو مشفتش رد الفعل اللي بتحكي عنه اني متأكد ان روحك عتتحرق دلوك وانتي عتخسري احلامك حلم ورا التاني.. وصدمتك وانتي عتعرفي حجمك الطبيعي وتنزلي من المكانه العاليه اللي كان مديهالك ابوي وعرش السلطه اللي كان مقعدك عليه اللي عمره ماكان بتاعك ولا ليكي... ولسه لما تشوفي حالك عتخسري سنين عمرك على الفاضي وجمالك اللي كنتي داخله عليا متباهيه بيه وواخداه سلاح تحاربيني بيه، محبوس بين اربع حيطان محدش عيبصله ويتملى بيه غيرك قدام مراياتك...
وكمل بسخريه.. وابقي اسألي المرايه كل يوم وقوليلها يامارايتي مين احلي وحده علي وش الارض واستنيها ترد عليكي وتقولك مليكه بت عواد الزمارتي... سلام ياااا هه حرم دكتور بكر...
خلص كلامه ومع اخر كلمه قالها ابتدا يرجع لورا بخطوات مدروسه وابتسامه عتوسع كل ثانيه وهو واعي النيران اللي مليكه كاتماها جواها عتطلع علي عروق عنيها حمار، وعلي حركة عنيها وهي عتروح وتيجي كنهم عايزين يهجموا عليه ويكبلوه بسلاسل من جحيم ويشووه بنارهم...
طلع بكر وقفل باب الاوضه وراه، وبمجرد ماعيمل اكده مليكه ابتدت تتخبط من الغيظ، لكنها كانت حريصه انها متطلعش صوت او غضبها يوصل لمسامع بكر عشان تشَفيه وشماته فيها ميزيدش عن اكده..
بعد ماخلصت وصلة التخبط قعدت اخيرا على السرير ومسكت تليفونها ورنت علي حكيم اللي جاوبها من اول رنه وخدت نفس وقالتله :
يا شيخ اني غيرت رأيي وهقعد مهعاودش البلد متاجيش تاخدني... وبالنسبه لوعدك ليا بتخليصي من بكر انت فحل منه يابوي ومن اليوم وطالع اي شي هيحصل بيني وبين بكر انت بعيد كل البعد عنه ومتحملش روحك ذنبه..
حكيم : بكر قالك ايه ولا عيميل فيكي ايه يامليكه تاني قوليلي ؟
مليكه : معملش حاجه تاني يابوي لكن لو عالقول بكر قالى اللي محدش يقدر يغلطه عليه ولا يراجعه فيه .. بكر عيطالب بحقوقه اللي محدش يقدر ينكرها عليه واني اولهم..
وخابره زين اني لو عارضته فيها هيشيل ابوي عواد عيبه ويطعن فتربيته ليا وسط الخلق ويخليه يحط وشه فالطين بسببي ودي حته انا مرضهاش لابوي واصل.. وكيف ماوصاني واني طالعه من بيته مش هكونله غير رفعت راس حتي لو ديه علي حساب نفسي... وكمان عشانك، عشان بكر ميوقفش قصادك مره تانيه ويقولك شوف اللي خدت صفها فيوم من الايام ضدي عتعمل ايه..انت متستاهلش اكده مني واصل يابوي..
حكيم بهدوء : حداكي شوية عقل زينين يامليكه بس مشكلتك معارفاش توظفيهم صوح..
مليكه : ممنوشي عازه الكلام ديه دلوك يابوي.. يلا تصبح على خير معلهش قضْيت مضجعك وقلقتك النهارده بمشاكلي حقك عليا سامحنى ...
ولسه هتقفل لكن جالها صوت جماره اللي خطفت التليفون من على ودن حكيم وبنبره حانيه قالت لمليكه :
مليكه يابتي... اسمعيني زين وخدي الكلمتين دول نفذيهم وشوفي بعد ماتعملي اكده هيجرا ايه معاكي.. جربتي العند والقسوه وشفتي نتايجها جربي اللين وقارني بين النتايج ..
شوفي الكلمه الحلوه كيف عتكون مفتاح لكل البيبان المقفله ومن اهمها بيبان القلوب والعقول.. مفتاح حياتك ودنيتك الحلوه فلسانك يامليكه ويأما تستخدميه وتفتحي وتخشي، وتعيشي وتعششي يأما هتفضلي طول عمرك واقفه علي رجليكي قدام الابواب تدقي عشلن تلاقي لروحك سكنه ومهتلاقيش حد يفتحلك عشان محدش معاه المفاتيح غيرك..
مليكه لسه هترد لكن جماره قاطعتها... معايزاش منك ردود ولا حاجه اني قولتلك كلمتين من ام لبتها ورميت سر السعادة فحجرك وياتاخديه ياترميه وانتي حره عاد..وكملت بنرفزه.. بس اهم حاجه انتي وجوزك تحلو عن شيخي هبابه ومتشغلوهوش بمشاكلكم وحلوها لحالكم انتو كبار مش صغيرين...
مليكه ابتسمت على خوف جماره علي حكيمها وزادت ابتسامتها وهي سامعه حكيم عيهمس لجمارته بضحكه وبصوت حنون : هدي حالك طيب ياقلب شيخك متتعصبيش اكده عاد...
مليكه : اللي فيه الخير يقدمه ربنا يمه بس طمنيني عن حالك انتي لاول صحتك زينه؟
جماره بزعل : له مش زينه يامليكه وعمري ماهكون زينه واني خابره ان قلب ولدي تعبان وروحه سابحه ففضا القهر ومتلاعه..
لو صوح امري وامر عمك حكيم يهمك وتهمك صحتنا وراحتنا ريحي ولدنا ورديلنا الزين اللي عميلناه معاكي ومحبتنا ليكي فرحه لولدي...
مليكه : خير يمه خير بأذن الله...
جماره : ربنا يكتبلكم كل الخير يابتي.. يلا معاكي حكيم اهه واقفلي معاه قوام قوام متروطيش كتير عايزين ننعسوا فات معاد نومنا بسببك
مليكه ضحكت وردت علي حكيم اللي اول مامسك التليفون قالها بصوت حنون :
مليكه يابتي
مليكه :ايوه يابوي
حكيم : متأخذنيش وسامحيني فيما لا املك
مليكه : مسامحاك يابوي وقلتلك قبل سابق حالاك وبرياك من اي حاجه
حكيم : الله يرضي عليكي يابنيتى.. وكلمتي الاخيره ليكي يامليكه..
انتي بين اديكي منجم دهب بس الدهب متخبي وسط الصخور ومهتشوفيهش ولا تلمسيه غير بعد تعب وحفر وتنقيب وساعتها لما لمعته تزغلل عينك وتشرح قلبك هتندمي علي انك فكرتي تهمليه وتمشي وهتندمي اكتر عشان ضيعتي وكت كتير وانتي عتتفرجي علي صخوره من بره وممدتيش ايدك قبل سابق ونحتي فالصخر عشان تحصِلي الدهب...
نقبي علي كنزك قبل مالاوان يفوت يامليكه ووحده غيرك تحظي بيه وساعتها هتعضي صوابعك ندم..
مليكه فضلت ساكته وهي عتسمع كلام حكيم عن ولده ومردتش حتي وهو عينهي كلامه معاها ويقفل السكه ولاول مره تحس ان التنين حكيم جماره كل همهم راحة بكر وسعادته وكيف ماتكون هي طلعوها من حساباتهم!!
مليكه بعدت التليفون عن ودنها وفضلت باصاله وهو بين اديها وكت طويل متعرفش كد ايه وهي عتعيد فحساباتها وتفكر هتعمل ايه فاللي جاي لكن كل حساباتها موصلتش بيها لاي نتيجه ولا عرفت تنهي اي حسبه فيهم بسبب بكر اللي خربطلها عقلها وتفكيرها ..
اما حكيم فبعد ماقفل مع مليكه بص لجمارته وابتسم على عصبيتها وخوفها عليه ومسك يدها وشدها عليه بهداوه وحنيه وهمسلها وهو عياخد حبة توت من الطبق جاره ويوديها علي خشمها وهمسلها : حبة توت من يد حبيب ممدوده بمحبه تطيب القلب وتنسي الزعل.. افتحي خشمك عايز اشف مفاتيح السعادة اللي كنتي عتحكي عليهم لمليكه من شويه..
جماره ابتسمت وهي عتاكل حبة التوت من يد حكيم وهمستله : دايما الحاجه من يدك ليها طعم تاني وعتزيد حلا كنها عتاخد من شهد قلبك ياحبيب الروح..
حكيم ضمها ليه وسندها على صدره وابتدا يخلل صوابعه فخصلات شعرها الفضيه وهمسلها بعشق :
شاب العمر لكن ماشابت مشاعرنا
وكل ماتعدي السنين وتفوت اوعك تفارقني
ضمني بأحضانك عن برد الشتا
ودفني لو صارت الدنيا جليد
ضمني بيدين مليانه دفا
واعطني حبك وغيره مااريد
تضيع علومي والدنى تطفي بعيني وانت عن عيني بعيد
مااهتني بنومي ولا جفني ياخد غفا
واشتعل بركان واشواقي تزيد..
جماره طول ماهي فحضن حكيم وبتسمع عنيها متعلقه بشفايفه وبكل حرف عيطلع من بينهم ومبتسمه بسعاده وحكيمها زي كل مره قدر ياخدها بكلامه المعسول عن الدنيا وما فيها، ويركبو بساط العشق اللي بينقلهم لعالمهم الخاص الخالي من المشاكل والناس والهموم مفهوش غير حكيم وجمارته وبس...
اما فالقاهرة
فبعد مده طويله قضتها مليكه وهي علي نفس قعدتها سمعت قرآن الفجر ابتدى ومع بدايته باب اوضتها خبط وهي ردت بتعب : ادخلي ياتمره
تمره فتحت ودخلت وبصت لمليكه بشفقه وهي عتتقدم منها،
وهمستلها وهي عتقعد جارها عالسرير:
جايبه التعب لحالك بيدك.. كان كل ديه انتهي لو وافقتي تلبسي النقاب وكنتي زمانك قايمه تستعدي لاول يوم دراسه، وتخطي اول خطوه ناحية مستقبلك..
لكن نقول ايه فالعند عاد متبقيش مليكه ولا هو يبقي بكر لو ماسنيتوا قرونكم كل يوم وناطحتوا بعض بعنادكم ...
متعرفيش انتي حاجه واصل انتي عن التفاهم ولا سمعتى يوم عن الدهلسه واكل العقول بالكلمه الحلوه!؟ ...
هو اداكي النقاب من اهنه وانتى عملتي كيف التور اللي واحد شاورله بالقماشه الحمره وهجم عليه عشان يفلت كرشه...
مليكه بضحكه :عتشبهيني بالتور يابغله؟!
تمره : شبهتك واديكي مارتاحتيش غير لما ردتيهالي تاني.. مع اني كنت عضروبلك مثل مش عشتمك.. بس انتي طبع النديه اللي فيكي وتخليص حقك اول بأول عيمنعك من السكوت والتغاضي عن اقل التفاهات وديه هو سبب شقائك اللي هيستمر باقي عمرك وهيمرمطك مرميط خديها مني ثقه ...
مليكه بضجر : تمره اني سمعت النهارده مواعظ تكفيني لاخر العمر ارجوكي ولا كلمه زياده ممتحملاش..
تمره : وياريتك عتفهمى ولا عتنفذي حاجه من اللي عتسمعيه الا كله عيدخل من ودن يطلع من التانيه..
القصد قومي عشان تتوضي ونصلوا الفجر سوا...قومي وارمي حمولك علي الله وادعيه يهديكي علي نفسك ويهدي بكر عليكى وكل حاجه هتتحل بأذن الله.
مليكه : عرفتي باللي اخوكي قرره؟
تمره : ايوه جاني وقلي واقولك الحق على كد مازعلت عشان منعك تروحي كليتك على كد ما فرحت بقرار رفضه لسفرك وطلاقه ليكي فالوكت الحالي.. عشان دا فيه فرصه تانيه ليكم مع بعض واكيد دا تدبير من ربنا ولحكمه هو لوحده اللي يعلمها...
مليكه هزت دماغها وقامت عشان تتوضي وتصلي وترمي حمولها على الله كيف ماقالتلها تمره،
وهي ومعاوده للأوضه بعد الوضوء شافت بكر طالع من اوضته وراح علي الحمام وعدى من قبالها وهو متجاهلها تماما وهي كمان غير نظره عابره جات عليه وهى عتشوف طريقها مرفعتش عينها تاني عليه..
اتوضي ونزل على الجامع صلي الفجر وعاود شاف مليكه وتمره الاتنين لساهم قاعدين على سجاد الصلاه وكل وحده ماسكه مسبحتها الالكترونيه وعتسبح بيها .
بصلهم بصه عابره ودخل اوضته وابتدا يجهز فحاجته اللي هيروح بيها الكليه وقعد بعدها علي مكتبه يقلب فاوراقه وبعده دخلت تمره اوضتها هي كمان عشان تجهز حاجتها زي بكر مع انها متعوده انها بعد صلاة الفجر تناملها ساعه لكن النهادره عينها مخدتش نوم..
اما مليكه فراحت علي الموطبخ تحضرلهم الفطار ووقفت وسط الحلل وهي حاسه ان ديه اخر مطافها ونهاية رحلتها ومقبرة احلامها هتكون فالمكان ده..
مليكه حضرت الفطار علي السفره وسابته ودخلت الاوضه اللي كانت بايته فيها ونامت على السرير واتلفلفت بالبطانيه وغمضت عنيها وهي عتحاول تنام عشان تريح عقلها اللي هيوج من كتر التفكير من امبارح فحالها..
اما تمره فطلعت وهي لابسه وشافت الفطار متحضر وبصت لباب اوضة بكر اللي اتفتح وبكر طلع منه هو كمان جاهز وبص للسفره وعنيه راحت فكل ركن فالشقه يدوروا عليها لكنهم مليقيوهاش..
بكر بص لتمره واتنهد وهو عيقولها : نادميها عشان تفطور لو مكانتش طفحت..
تمره راحت علي الموطبخ بصت علي مليكه ملقتهاش وراحت بعدها علي الاوضه فتحتها وبصت على مليكه لقتها نامت وملفوفه بالغطى لا باينلها راس من رجلين قربت منها وبصوت حنون همستلها : مليكه نمتي ليه بعد ما حضرتي الفطور مش تستني نفطوروا سوا وبعدها اوبقي نامي براحتك!
مليكه بتنهيده : معاوزاش افطور دلوك ياتمره افطوري انتي واخوكي واني هبابه اكده هقوم اشيل الفطور وراكم واشوف حال الشقه واللي ورايا...
تمره : طب ولو قولتلك عشان خاطري..
مليكه : ولا يتغير حاجه اصلا اني لا ههعمل حساب لخاطرك ولا خاطر غيرك ولا حد ليه خاطر عندي.. وهمليني دلوك عشان اخوكي كرهني حتي فيكي ومعاوزاش اتصور حد منكم انتو التنين قبالي غوروا
تمره : واه يشندلك يامليكه يام لسان عينقط سم مزوهر عالصبح!
مليكه : يشندلك انتي واخوكي قادر ياكريم ويكتبلكم فكل خطوه شندله من اهنه لباب الجامعه ذهابا وايابا... الهى تتشندلوا شندله يابعده محد اتشندلها قبلكم ولا هيتشندلها بعدكم بحق جاه المصطفي.
تمره بخوف : يجيكي ويحط عليكي قفلتي اليوم يابومه وكئبتيني بدعوتك داي وسديتي نفسي والله العظيم حتي فطور ماهفطر من اللي عملاهولنا بالسم الهاري ديه..
مليكه : ليه ياحبيبتي روحي كلي صحه على قلبك وقلب اخوكي موطرح مايسري يهري قصدي يمري داني عاملاهولكم بكل محبه..
تمره : له ماهو واضح.. وطلعت بالخطوه السريعه وهي عتنادي على بكر... بكر.. ياولد ابوي اوعاك تِقرَب الوكل الوكل فيه سمُ قاتل... علي بكر القاطن بدير النحاس عدم تناول الوكل..
مليكه ضحكت بصوت واطي وتمره وصلت حدا بكر اللي كان قعد وابتدا اكل وبمجرد ماسمع كلام تمره رمي اللقمه من يده وبصلها بخوف وهي ابتسمت تطمنه انه هزار ومن بعدها قامو الاتنين وراحو على جامعتهم وبسبب مليكه بكر لتاني يوم يروح الجامعه بنفس مسدوده ودماغ مشوشه...
اما تمره فمجرد مادخلت وافترقت عن بكر مع زميلاتها عيونها بدأو رحلة بحثهم عن شخص معين مارتاحوش غير وهما شايفينه واقف وسط زمايله وضحكته عترن بصوت مميز من وسط كل الضحكات.. ونبرة صوته العاليه فثواني اخترقت جدار قلبها وانعشت دقاته وبدون وعي لقيت حالها عتبتسم بسعاده لاحساس بالفرحه والراحه اول مره تحسه وهي واعيه خالد بهاله جديده حواليه مميزاه عن الكل كنها اول مره تشوفه..
مى : هييي تماره.. تيمو فينك يابنتي بنكلمك رحتي فين؟
تمره : هاه.. اديني معاكم اهه هروح فين يعني..
روميساء وهي بتبص للمكان اللي باصه فيه تمره وشافت عيونها مركزه على خالد غمزت لمي وهي بتشاورلها بدماغها وقالتلها بضحكه : اسكتي سيبيها متقاطعيهاش الظاهر كيوبيد احسن النشان والسهم رشق المرادي بعد سنين من النشان الخاطئ..
مي : ياااااحلاوة اخبارك ويافرحة قلب اللي فبالي.. وبدون مقدمات بصت لخالد وابتدت تنادي عليه بصوت عالي فزع تمره وخلاها ترتبك من جنان مى، ومش عارفه تسكتها ازاي واكتفت بأنها تبص للأرض بخجل وهي شايفه خالد بص ناحيتهم وانتبه لمي اللي بتنادي عليه
وتمره فضلت تهمس باسمها بتحذير عشان تسكت لكن مي مين اللي تسكت دي انطلقت فالندا علي خالد كأنه طفل تايها ولقته بعد بحث طال..
مي : خالد.. ياخالد.. خالد..
خلد بص ناحية مي وعقذ حواجبه وهو شايف تمره واقفه معاها وبسرعه ولهفه وشوق راح ناحيتهم ومد ايده يسلم على مي لكن عيونه كانت على تمره..
خالد : عامله ايه يامي عاملين ايه كلكم ويلكم باك سنه سعيده عليكي وعليكم كلكم يابنات ومحفوفه بالتوفيق بأذن الله
روميساء وهي بتمد ايدها تسلم عليه : امين يارب ياخالد ايوه ادعيلنا اكيد الدعوه من الاول عالدفعه هتكون مختلفه وتتقبل بسرعه هههههه..
خالد ابتسم وخصوصا لما تمره اتكلمت ولاول مره صوتها يطلع قدام خالد وهي بتعترض على كلام روميساء :
كلامك ديه غلط ياروما عشان الدعا مبيتقبلش بناء عن المناصب والدرجات العلميه الدعا بيتقبل بناء علي القلوب العامره بالايمان والقريبه من رب العالمين..
مي كانت هتتكلم بعد تمره لكن حركة ايد خالد وقفتها وهو بيشاورلها بأيده عشان تسكت وهمس وعينه على تمره :
ولا كلمه تتقال ولا صوت يتسمع عشان يفضل صوت الكروان اللي سمعته لاول مره دا يتردد صداه فوداني اطول وقت ممكن..
فليصمت العالم اجمع فالصمتُ في حرم الجمال جمال..
قالها وابتدا يرجع لورا وعينه على تمره اللي نزلت عنيها للارض بخجل وخصوصا بعد اللي قاله خالد واللي خلي قلبها يرقص على انغام حروفه ولاول مره تحس بسعادة غير معهوده وحتي فقدت تركيزها تماما مع مى وروما وحست انها اتنقلت لدنيا تانيه كأنها سكرت من خمر الكلام وانتشت...
اما خالد فبعد عنهم ووقف لوحده بعيد عنهم شويه لكنه ساب قلبه وسطهم . وعينه رفضت تحيد عن تمره اللي حس المرادي بلينها معاه حتي من غير ماتتكلم او توجهله كلام..
حس اول مابص فعنيها وشافهم بيلمعوا وهما باصينله ان فيه حاجه فيها اتغيرت ودعا من كل قلبه ان ربنا يكون استجاب لدعوه كان ينام ويقوم يدعيها بأن تمره تحس بيها وربنا يقربها منه بمعجزه الاهيه ويزرع محبته فقلبها ودا مش بعيد عن رب العالمين والظاهر انه استجاب والحلم البعيد اللي فضل خالد سنين يحلم بيه خلاص هيتحقق..
اما عند بكر فبديهي ان اصحابه اللي شافو مليكه مراته معاه قبل كده وعرفهم عليها وقالهم انها فسنه اولى طب وهتدرس معاه انهم يسألوه عليها، لكن مجرد السؤال نرفز بكر جدا لدرجة انه تجاهله ومردش عليهم ودا اثار تساؤلات كتير فنفوسهم لكنهم اثروا الصمت واحترموا سكوت بكر وغيروا الموضوع بسرعه لموضوع تاني خاص بالدراسه..
خلصت اول محاضره واثناء الاسترحه قبل المحاضره التانيه تليفون تمره رن برقم زينه اخدته وقامت تتمشى بعيد وردت عليها وبعد السلامات والطيبات زينه بفضول سألتها عن احوال بكر ومليكه وتمره مخبتش عنها ونقلتلها الوضع كما هو وزينه زعلت جدا من بكر وعمايله فمليكه...
وزعلت اكتر على مليكه والظلم اللي بتتعرضله على ايد بكر بسبب انتقامه منها بدون ذنب. وشايفه ان حرمانه ليها من اتمام تعليمها دا جور على حقوقها بدون وجه حق.. واستغبت بكر جدا واستنكرت عملته..
وفنفس الوقت استغربت لان اللي تعرفه عن بكر واللي دايما يقولهولها تميم ان بكر شايل فقلبه حنيه وطيبه وخوف من ربه يمكن اكتر منهم كلهم ودايما يحكيلها مواقف من وهما اطفال بكر كان بطلها وكان دايما يتعامل معاها بمنتهي الرحمه وطيبة القلب...
وسألت نفسها.. معقول الغضب يعمي حتى القلب وينسيه اللي كبر واترعرع عليه!! ... معقول قلب رطب مليان عطف وطيبه تحوله مواقف لقالب جليد قاسي خالي من الاحساس للدرجادى؟؟؟
ملقتش زينه اجابه لاسئلتها لان اجابة السؤال دا عند بكر.. وهو الوحيد اللي يقدر يجاوب عليها،
لكنها شافت ان امر بكر ومليكه لازم يتبت فيه على وجه السرعه ويتصعد لجهه عليا ليها سلطه على بكر ومش اي سلطه.. سلطة المحبه واللي عارفه ان محدش ليه السلطة دي على بكر فالوقت الحالى اكتر من تميم اخوه وخصوصا بعد ماابوه وامه فقدو مناصبهم من السلطه دي عند بكر وحملهم نتايج كل اللي بيجرا فحياته بسبب سكوتهم وكدبهم عليه ...
قفلت زينه مع تمره وعلى وفورا اتصلت بتميم وطلبت يجيلها وهو على جناح الريح جالها طاير ودقايق وكان واقف قبالها يطمن عليها ويلبي ندا حبيبة القلب ومهجة الروح ومهمل الدنيا وما فيها..
اما تمره فبعد ماقفلت مع زينه لسه هتلف عشان تعاود موطرحها لكنها شهقت لما اتفاجأت بخالد وراها مباشرة ميفصلهوش عنها غير نص متر وبمجرد مااتلاقت عنيهم همسلها بفرحه واضحه :
انا هسجل النهارده انه اسعد يوم فحياتي والغي بيه اي تاريخ مميز مر عليا..
وامسح بيه اي فرحه حسيت بيها طول سنين عمري اللي فاتت... النهارده سمعت صوت ملاكي الصامت مرتين ولو حالا طلعلي جنى الفانوس وقلي اطلب واتمني هقوله مليش اي طلبات عشان اقصى امنياتي اتحققت النهارده...
خلص كلامه ولف وبعد عنها بسرعه وسابها لتاني مره واقفه تعاني من تأثير كلامه المعسول بعد ماضرب بيه جدران قلبها وسابها تحس بتصدعات اركانه قبل انهياره بين ضلوعها من فرط السعادة ...
رجعت تمره مكانها وهي بتتلفت حواليها بخوف وارتباك وحاسه ان الكلام اللي قالهولها خالد كل الناس سمعته مش بس هى.. وان الدربكه اللي بتحصل فقلبها صوتها واصل للكل كيف طبول الاعلان عن بدأ معركه...
قعدت تمره وسط صحباتها اللي اكدولها ظنونها وهما بيتغمزوا عليها ويبتسموا ابتسامات ذات مغذي.. ومنهم اللي اتجرأت وفجرت مكنون قلب تمره بأنها بدأت تحس بخالد، وبرغم نفي تمره للتهمه الشنيعه من وجهة نظرها، الا ان الكل اصر على رأيه، وكل وحده فيهم اكدت على ان نفس الاحساس وصلها، وصمموا على ان دا هو اللي بيحصل فعلا وبعد مبارزه من النفى والتأكيد بينهم وبين تمره قاموا لما جه معياد المحاضره وكل طرف متمسك باستنتاجه وموقفه..
خلص اليوم الدراسي وبكر اتقابل مع تمره اخته فنقطة اللقاء المعتاده ليهم وطلعوا من الجامعه سوا وركبوا تاكسي وتمره كانت مفكره انهم راجعين علي الشقه بتاعتهم لكنها اتفاجأت ببكر عيقول للسواق على عنوان غريب..
تمره : ليه هتروح العنوان دا يابكر فيه ايه وليه واخدني معاك؟
بكر : اصبري بس ياتمره وهتعرفى كل حاجه لما نوصل... وبعد تقريبا ربع ساعة مشي بالتاكسي وقف بيه فشارع واسع ونزل بكر ولف فتح الباب لتمره اللي نزلت وهي بتتلفت حواليها وفهمت كل حاجه وهي شايفه قصادها اجنص عربيات ضخم وابتدت تتفرج علي العربيات المعروضه بأعجاب وثواني وكان منضملها بكر فالفرجه بعد محاسب سواق التاكسى ومشاه ..
ابتدا بكر ياخد رأي تمره فكذا موديل عجبوه عشان تساعده يختار منهم وبالفعل تمره ساعدته وانهت الحيره اللي جواه لما اختارت BMW ودا بعد ماسألو علي الفيراري اللي خطفت قلوبهم هما الاتنين لكنهم لقو انها غاليه جدا، وسعرها يكاد يكون خيالي وحتي البي ام دبليو تمنها كان مرتفع كانت بحوالي ٧٠٠ الف جنيه ومكنش تميم محول لبكر غير حوالي ٤٠٠ الف لكنه قرر انه مش هيرضي باقل من البي ام وهيكلم تميم يكمله الباقي فأسرع وقت ممكن.. وفالوقت الحالي اشتري العربيه ودفع اللي معاه بالفيزا وكتب على نفسه وصولات امانه بالمبلغ الباقي واخد العربيه ورجع بيها هو وتمره سايقها وبيمشي بيها زي السحلفه على جمب وطول الطريق تمره تضحك على اخوها اللي بيتلفت وراه وقدامه بخوف على سواقته اللي تجيب الشلل ..
تمره بضحكه : يابوي عليك يابكر عاملين بعربيتنا كيف العيل اللي بيتعلم المشى جديد وسط سبق عيال رماحه.. مالك ياولد ابوي متشد حيلك فالسواقه هبابه ماعتسوق زين فالبلد ومااحلاك
بكر : بطلي ضحك ياملكومه منتيش شايفه العربيات عتمشي بسرعة الضوء كيف.. بذمتك فالبلد فيه عربيه عتمشي بالسرعه دي؟ وبعدين خافي على روحك داحنا في مقتبل العمر ياحزينه..
تمره : ايوه صوح.. طيب خلاص سوق براحتك لحد ماتتعلم المشي زين العمر مش رِبه ... الا اقولك صحيح اي عربيه جديده لازمن يتدبحلها هتدبحلها ايه..
بكر : هدبحلها مليكه اهي حيوانه وتستاهل الدبح.
تمره زفرت بغيظ وردت عليه : زين انك فتحت السيره عشان اني مرضيتش اكلمك امبارح وانت زعابيبك قايمه قولت اهملك لغاية ماتهدا..
بكر : ومتتكلميش دلوك عشان لسه زعابيبي قايمه من ناحية بت المحر.. بت الزمارتيه فاسكتي احسن..
تمره : مالك بس ياولد ابوي قسوتك ليه غلبت رحمتك مكنتش اكده واصل، صوح كنت تتعصب وتزعل واحيانا تضروب بس قلبك بسرعه كان يصفي وترجع تراضي وتصالح.. عمري ماكنت اتصور يوصل بيك الحال فيوم للي وصلتله ديه
بكر : ولا انا كنت اتصور ياتمره.. بس الظروف عتخلينا نعملو حاجات فوق مستوي تصورنا.. وقفلي عالسيره اللي عتعصبني داي ومتزوديش حرف واحد
تمره اتنهدت وردت بقلة حيله : مش هقول غير ربنا يهديك يابكر ويردك لنفسك ردا جميلا..
بكر : ربنا يهدي الجميع... وسكت بعدها متكلمش وتمره كمان سكتت، وعشان تضيع ملل سواقة بكر طلعت تليفونها وابتدت تقلب فيه... وفضلو عالحال دا لغاية ماوصلوا العماره بتاعتهم بطلوع الروح..
نزل بكر وتمره والبواب جه عليهم يجري لما شاف العربيه وبارك لبكر وبكر اداله المفاتيح عشان يركن العربيه فمكان زين ومنسيش يديه الحلاوه ويفرحه..
طلعو التنين بالاسانسير وطلع بكر مفاتيحه وفتح باب الشقه ودخل ودخلت تمره وراه وقفلت باب الشقه وراها وهو دخل علي اوضته طوالي يغير خلجاته وتمره بمجرد دخولها رفعت النقاب من على وشها وبسرعه راحت تدور علي مليكه وتطمن عليها.. فتحت الاوضه ملقتهاش طلعت وراحت عالموطبخ ملقتهاش طلعت من الموطبخ راحت عالاوضه التانيه فتحتها ملقتش مليكه فيها برضو جريت عالحمام خبطت محدش رد عليها فتحت الباب ملقتش حد طلعت من الطرقه ومره وحده فتحت الباب علي بكر وكان لسه بيفك فزراير قميصه ومنظر تمره والخوف اللي شافه على وشها هبطه ولسه هيسألها فيه ايه لكن هي سبقته وهي عتزعق وتقوله :
الحق مليكه مقاعداش يابكر الظاهر انها هملت الشقه وهي متعرفش تخطي خطوه اهنه لحالها.. اهي طفشت البنيه من عمايلك ارتاح يلا وهدي بوشك..
بكر سمع كلام تمره وبراكين الغضب اتفجرت بين ضلوعه واتجلت نيرانها فعنيه وهو عيهمس من بين سنانه...
توبقي حفرت قبرها بيدها بت عواد..
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا