مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس عشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس عشر
بكر وصل هو ومليكه قريب من الجماعه وتمره ابتسمت بفرحه وهي شايفه الدبدوب فأيد مليكه والاتنين باين عليهم الارتياح وعلي رغم ملامحهم الجامده الا ان العيون دايما فضاحه وبتعكس الاحساس، وواضح انه اختفي الزعل الي كانت حاسه بيه مليكه من شويه من بعد مارجعت من عند بكر وابوها واللي تمره فسرته علي انه اكيد بسبب بكر وانه قالها كلمه دايقتها، ولما سألتها ايه اللي دايقها انكرت انها زعلانه وقالت مفيش..
قربوا الاتنين منهم ومليكه قعدت جمبهم من سكات وبكر كمل علي عواد وسخاوي ووقف جمبهم وبص للنيل وايده فجيوبه وسرح..
ومهما كلمه سخاوي او عواد مكنش يرد غير بكلمتين.. هاااا،، وامممم، لغاية ماسخاوي بطل يتكلم معاه وفضل يتكلم هو وعواد اللي بيسأله عن كل حاجه دي ايه ودي ليه وبتاعة ايه وبيعملوا بيها ايه وسخاوي يجاوب لحد ماتعب...
اخدوا قعدتهم وروحوا عالبيت وطول الطريق احسان تدعي فسرها لبكر من قلبها بالسعادة هو وبنتها وحتي سخاوي وتمره شملتهم الدعوات ..
وصلو الشقه وبمجرد مادخلوا عواد جري عالحمام وبعدها دخل الاوضه ودقيقتين بالظبط وكان صوت شخيره مسمع الجيران..
اما سخاوي فخرج بره الشقه وقعد علي السلم واتصل بخديجه مره تانيه وفضل يتكلم معاها كتير ويسمعها احلي عبارات المحبه علي كد الشوق اللي اشتاقهولها فاليومين دول...
اما تمره فدخلت اوضتها غيرت هدومهاوخرجت عالمطبخ واحسان دخلت وراها غيرت هي كمان.. وبكر فضل قاعد فالصاله لما مليكه دخلت الاوضه عشان تغير، وقرر انه مش هيدخل الاوضه غير بعد ماتغير وتخرج عشان ميحصلش زي المره اللي فاتت ويشوف مالا يستطيع معه صبرا...
غيرت مليكه هدومها ورجعت لبست النقاب وخرجت من الاوضه راحت علي تمره تساعدها فالمطبخ وبعد ماكانوا هيجهزوا عشا اول وحده احسان قالتلهم انها شبعانه مش هتقدر تتعشي وتمره قالت وانا كمان زيها شبعانه، ومليكه قالت وانا زيكم وعواد نام مفيش غير بس بكر وسخاوي.. وبكر لما تمره سألته قالها مش هيتعشي وفتح باب الشقه وسأل سخاوي لو هيتعشي سخاوي هزله دماغه بلا ودخل بكر وقفل الباب وقالهم انه محدش هياكل، وهما كنسلوا العشا فورا وكل وحده دخلت اوضتها عشان تريح...
دخلت مليكه وقلعت النقاب وفكت شعرها واتمددت علي السرير ودقيقتين ودخل بكر الاوضه واتوجه علي الدولاب مو غير مايبص ناحيتها واخدله غيار واخد جمب وابتدا يغير ومليكه بمجرد ماعمل كده لفت الناحيه التانيه لغاية ماخلص وحست بيه بيتحرك ناحيتها..
لفت عليه وفضلت باصاله وهو بياخد فرشته وبيفرشها عالارض وبعدها نزل نام عليها من سكات وحط اديه تحت دماغه وبص للسقف واستعد لليله تانيه من السهر فى قرب بت عواد ...
دقايق قضاها بكر يتأمل فالسقف سرحان فكلام عواد عن مليكه اللي صدمه النهارده وعيسأل حاله هو فيه اب بالقسوة دي علي ضناه.. يتمنالها الاذي في سبيل ان هو يرتاح؟!!!
واثناء ماهو كده جاله صوت مليكه وهي بتتكلم بهدوء ونبره خاليه من الغضب والنديه لاول مره من ساعة ماشافها :
ليه جبتلي الدبدوب؟
بص ناحيتها لقاها بصاله من فوق السرير وسانده دماغها فوق اديها وشكلها طفولي يسحر بخصلات شعرها اللي نازله من السرير وتقريبا واصله الارض... اتنهد وبص بعيد وهو عيرد عليها...
عشان سمعت ان الدمي عتتسكن واول ماشوفت الدبدوب دا حسيت نظراته مش طبيعيه قولت اكيد فيه حاجه وقررت اجيبهولك والعفريت اللي فيه يطلع يخلص عليكي ويريحني بدال مااعملها انا واتحبس فيكي..
مليكه ديقت عنيها وبنبره هاديه ردت عليه قبل ماتتقلب تنام علي ضهرها وتبص للسقف وشعرها ينزل كله علي الارض جمب بكر :
مش مصدقاك علي فكره..
بكر مع حركتها دي لف وشه عليها وشاف شعرها نازل جمبه مد ايده بشويش عليه ومسك اطرافه ورد علي مليكه وهو بيفرك الشعر بين صوابعه :
شاله عنك ماصدقتي انا اشتريت زفت واديتهولك لد عليكي خليه ملدش الشباك قصادك اهه وقومي اشوحيه من طول دراعك.
مليكه اخدت نفس جامد وزفرته وغمضت عنيها ومردتش علي بكر وبلعت ريقها بمراره وندم، عشان محاولتها الفاشله فأنها تسحب منه كلمه حلوه تأكدلها الاحساس اللي وصلها النهارده بأن بكر ابتدا يهتم لمشاعرها، ولامت نفسها علي محاولتها الفاشله اللي مش عارفه هي بَنتها علي انهى اساس.. وكانت منتظره ايه من بكر يتقال اصلا!!!
بكر كمل كلامه لما ملقاش منها رد وحس انه جرحها اكتر وبوظ الحاجه الحلوه اللي عملها ليها وفرحتها :
سكتي يعني مردتيش مش عوايدك!
مليكه بهمس : عايزني ارد اقولك ايه؟
بكر : اني لو عليا مش عايزك تردي خالص ولا تفتحي خشمك اللي كل ماعيتفتح عليا عينقط جله طريه ديه..لكنى متعودتش علي سكوتك برضك!
مليكه لفت بحركه مفاجأة خلت بكر جفل وساب شعرها قوام وبص بعيد وعمل حاله لساه هيبصلها لما سمعها عتقوله :
بالك يابكر.. اللي عملته النهاردة ديه حاجه حلوه قوي وبصراحه فرحتني.. لكن كلامك خرب حلاوتها، خلاها كيف الصدقه اللي تبعها من واذي وثوابها راح...
بكر فضل باصصلها وعينه فعينها وعيتأمل فيها وهي حاطه ايدها تحت خدها ومسنودة عليها وعينها هي كمان متعلقه بعينه وكملت كلامها...
لما تبقي تتصدق يابكر متتبعش صدقتك بمن ولا اذي... وحتي مشاعرك الحلوة لما تبينها لحد متداريهاش ورا قسوتك عشان عمر الحنيه ماكانت عيب ولا عتنزل من صاحبها، بالعكس الحنية عترفع صاحبها درجات فقلوب الناس...
بكر بهدوء : ايه العقل اللي نزل عليكي ديه كله والحكم اللي عتطلع منك داي!!! انتي محمومه يامليكه ولا حاجه؟
مليكه : له مش محمومه ولا حاجه ديه عمق..
بكر وهو بيبص الناحية التانيه ويرجع ايده تحت دماغه مره تانيه رد عليها قبل ماياخد نفس ويغمض عنيه :
طيب انعسي وبكفياكي عمق الا اجرك من شعرك انزلك من علي السرير واطلع انام عليه اني بدال ضلوعي اللي اتنعنعوا من نومة الارض داي،، واخليكي انتي تنامي فالعمق تحت اهنه طالما طلع ليكي فالعمق..
مليكه بصتله وردت عليه بدلع ممزوج بثقه قبل ماتتعدل عشان تنام... ديه بعدك،، اني اهنه ضيفه عليك واكرام الضيف واجب واقل حاجه تعملهالي انك تسيبلي السرير بتاعك،، وبعدين انت عايز الرقه دي كلها تنام عالارض؟ هو البعيد محداهوش نظر اياك.. قالتها وهي عتلعب بخصله من شعرها وتلفها علي صباعها وبكر شايف حركتها دي بوضوح وخد نفس وهمس لنفسه :
ياكشي تنامي فليلتك اللي معايزاش تعدي داي يابت عواد..
ومردش عليها واتقلب علي جمبه اليمين وعمل حاله انه راح فالنوم خلاص، ومليكه هي كمان مسكت دبدوبها وحضنته ونامت واحساس جديد اتسلل لقلبها وعقلها بأن بكر جواه حاجات حلوه فعلا زي ماابوه كان دايما يقولها،
لكنه رافض ظهورها للناس وهتعاني حرفيا لو حاولت تطلعها..
وحاسه انها حتي لو تعبت ووصلت لجوا بكر خايفه ان الحلو اللي جواه يكون اقل من الوحش بكتير... وحتي لو جواه شوية حنيه قسوته وفظاظته تضيع تأثيرها زي ماعمل دلوقتي وبكده هتكون ميزته مسحوقة تحت اقدام عيوبه...
لكن كل دي افتراضات جواها مش هتقدر تحسم امرها غير لما تخوض التجربه وتكتشف شخصية بكر الخفيه اللي كله بيتكلم عليها ولسه مشافتش منها اي ملامح لحد دلوك.. ووقتها بس تحكم بنفسها هل فعلا اللي هتكتشفه كان يستحق المحاوله ولا لا....
الاتنين اخيرا استسلموا للنوم هروباً من افكارهم والدوشه اللي فدماغهم وخصوصا بكر اللي كان نفسه يكمل طبطبته علي مليكه بكلمة حلوه لكنه ميعرفش ليه الكلام الحلو بيقف فحلقه مبيرضاش يطلع مهما حاول وخصوصا لمليكه بالذات...
اما عند تمره واحسان..
احسان وهي نايمه جمب تمره علي السرير : تمره يابنيتي، نمتي ولا صاحيه؟
تمره بنعس : صاحيه ياخاله عايزه حاجه اقوم اعملهالك ؟
احسان : سلامتك يابنيتي، بس كنت عايزه اتحدت معاكي هبابه فحاجه اكده ..
تمره اتعدلت وبصت لاحسان بانتباه : قولي ياخاله واتحدتي اني سامعاكي..
احسان : بصي يابتي.. انتي قاعده مع بكر ومليكه طول الوكت،وهحط علي كتافك حمل وأمنك امانه محدش هيقدر عليها غيرك وطالبه منك تعمليها...
اني لو لفيت الدنيا عرضها وطولها مهلقاش لمليكه بتي احسن من بكر اخوكي وخصوصي بعد اللي شفته منه من ساعة مااندلينا مصر من كرم وجود واخلاق وادب،،
وصدقيني ولا هو هيلاقي كيف مليكه... هي صوح عنديه ولسانها طويل وقليلة ربايه بس والله العظيم قلبها ابيض من اللبن الحليب.. وجواها طيبه محدش يعرفها غير اللي يقرب منيها ويعرف يدخل قلبها..
مليكه اللي شافته من ابوها قسى قلبها وكمل عليها بكر لما هانها وقل منيها وسمعها بودنها اوعر حديت عالبني أدم يسمعه من مسبة اهل وذم فالشكل والاخلاق.. ومن يومها اتبدلت بوحدة تانيه عصبيه وعنديه وعتعارك فدبان وشها وعتدور عالمشاكل والمشاكسه دواره مع كل الناس، كيف ماتكون عتنتقم من الكل علي ذنب كبير عملوه فحقها... لكن مهما انتقامها طال اني خابره انها عتعاود كيف لاول واحسن كمان والكل هيشوف..
و اللي طالباه منك دلوكيت انك تقربي مابينهم وتحنني قلوبهم القاسيه داي علي بعض وخصوصي ان التنين بصت عنيهم لبعض مش خاليه...
تمره : والله ياخاله ععمل اكده من غير ماتقولي وربنا شاهد،
اني اصلا مليكه برغم طولة لسانها الا انها دخلت قلبي وحبيتها وربنا العالم، وبصراحه انا كمان شايفه ان بكر ومليكه اكتر اتنين يليقوا ببعض عشان كل واحد فيهم يكسر غرور التاني ويهديه لنفسه.. وصدقيني انا مؤمنه بان ربنا ليه حكمه بجمع التنين دول بالذات مع بعض صوح حكمته لا يعلمها الا هو دلوك، لكن بعدين هتبان وتوضح وضوح الشمس..
احسان : خير بأذن الله يابتي.. ربنا يكتبلهم كل الخير والهنا مع بعض وينزل عليهم سكنه وسكينته ويجعلهم لبعض لباسا...
تمره : امين يارب ياخاله.. نامي بس انتي وهدي بالك وكل الامور هتمشي تبع الارادة والمشيئه..
احسان : هنام يابتي بعد ماريحتي قلبي بكلامك الزين اللي كيف السكر ديه ربنا يريح قلبك ...
ياريت كان حداي واد كبير كنت خطبتك ليه ولو محدش رضي كنت خطفتك خطف وجوزتهولك غصب عنك..
تمره بضحكه : ومين دي اللي مكانتش هترضي تتجوز ولدك ولا تكوني حماتها ياخاله،، طب دي امي كانت هتبقي داعيالي لو ديه كان حصل.. لكن ادي الله وادي حكمته عاد، مليش فالطيب نصيب..
احساس : يابوي علي حديتك اللي كيف العسل، بكفايه ياتمره حديت عاد كل ماعتتحدتي عتحسريني عشان معاييش واد كبير ..
تمره ضحكت ونامت وسدت خشمها بيدها وبمجرد ماعيملت اكده احسان ابتسمتلها بحب وطبطبت عليها بحنان والاتنين غمضوا عنيهم واستسلموا للنوم..
اما سخاوي فبعد ماخلص كلامه مع خديجه واطمن عليها وعلي العيال وعلي امه وابوه دخل الشقه وراح علي اوضته هو وعواد وحاول ينام لكن صوت شخير عواد مخلاش عينه تغمض واخر محاولاته الفاشله فتجاهل الشخير قام طلع من الاوضه ونام فالصاله علي الكنبه بعد ما خد معاه مخده وسد الباب علي عواد عشان يكتم صوت شخيره اللي كان كيف مايكون عيتسلل من الحيطان ويوصل لودان سخاوي، متعمد يطفش النوم من عنيه، وخلاه قام قعد علي حيله مجايلوش نوم وميعرفش قلقه ديه بسبب شخير عواد ولا بسبب حنينه لخديجه اللي صوتها وكلامها المعسول ليه وشوقها اللي طاغي علي حروفها خلاه نفسه يطير علي جناح الريح ويستقر فحضنها او يضمها هي فحضنه ايهما اقرب المهم انهم يتلاقوا فالتوا واللحظه..
فضل سخاوي صاحي لقرآن الفجر وقام اتوضي واستعد للصلاة وشويه وعواد صحي يتوضي وبعده بكر والكل بعد اكده ابتدوا يصحوا واحد واحد لغاية مالبيت كله صحي والرجاله راحوا الجامع والحريم صلوا فالبيت...
بعدها دخلوا تمره ومليكه جهزوا الفطار ونقلوه عالسفره، وكانوا الرجاله رجعوا وجابوا معاهم طعميه سخنه وتحبيشة فول ومخللات وبصل اخضر وفردوا عالسفرة وفطروا كلهم سوا وبعدها بكر قام ودخل الاوضه عشان يستعد لكليته والبنات شالوا الفطور وعملوا الشاي ودخلوا هما كمان يستعدوا عشان يروحوا الكليه..
خرج بكر الاول وشرب الشاي بتاعه مع سخاوي وعواد، وسخاوي قاله انه هينزل يشتري شوية حاجات لامه وابوه ولعياله ومرته النهارده، وسأل احسان وعواد لو عايزين يشتروا حاجه ياخدهم معاه واحسان ماصدقت قاللها اكده وجاوبته بسرعه انها عايزه تشتري حاجات كتير ليها ولعيالها وبكر اول ماسمعها طلع فيزته واداها لخاله سخاوي وقله علي رقمها السري وقاله كل مشتريات ام مليكه علي حسابه حتي لو كانت بكل اللي فالفيزا .... وبعد اصرار من عواد انه ميصوحش وحلفان من بكر ان ديه حاجه بسيطه ويعتبروه هديه منه وافقوا واحسان فضلت تدعيله بكل حاجه حلوه وعواد بقي قاعد منكشح بنسيبه اللي كل مادا يكتشف ان اختياره ليه وتصميمه عليه مكنش غلط ابدا وكل شويه يكتشف فيه حاجات حلوه ومش بسبب الفلوس اللي صمَ يدفعها لكن الجدعنه اللي فتصرفاته هي اللي عتعليه كل مادا فعيون عواد اكتر واكتر...
نزل بكر واخته ومرته علي الجامعه وسخاوي خد احسان علي العتبه واشترت كل اللي نفسها فيه وكل اللي شافته واشتهته لحد من عيالها ولا حبايبها وسخاوي مكنش يقولها لا علي حاجه ابدا له لغاية مااشترت بمبلغ وقدره وبعدها هي بطلت شرا من نفسها مع انها طول ماهي ماشيه كانت عنيها هتطلع علي كل حاجه وسخاوي يقولها خديها وهي تقوله له بزياداني اشتريت كتير...
رجعوا عالبيت وعواد كان فنفس المكان اللي سابوه فيه الصبح عالقهوه واول ملشافهم قام راحلهم وابتدا ينزل معاهم فالاكياس اللي مش عايزه تخلص وفضل يبرطم علي احسان اللي اشترت نص مصر فالكياس لغاية ماطلعوا الشقه فوق..
دخلوا وارتاحوا وشويه والعيال رجعوا من كلياتهم واستقبلتهم احسان بالترحاب وبكر كان جايب معاه غدا جاهز عباره عن بيتزات وكلهم اكلوا وقعدوا بعضها مع بعض كلهم يشبعوا من بعض لما عرفوا من سخاوي ان الرجوع علي البلد هيكون النهاردة..
وبالفعل بعد ماقضوا طول اليوم مع بعض نزلوا حاجتهم للعربيه وركبوها بعد ماودعوا بكر وتمره ومليكه وانطلقت بيهم في طريق العوده للوطن الحبيب..
اما فالبلد...
بشندي قايم يجري علي كد حيله يفتح للي عيخبط علي الباب وهو عيهتف بفرحه.. ديه ولدي سخاوي.. سخاوي جه ياعيشه..
ولما قرب علي الباب خلاص وابتسامته زادت اختفت قوام وهو واعي يوسف واد سخاوي سبقه، وفتح الباب قبله وهو اللي اخد اول حضن من سخاوي..
وبشندي شاف اكده ووقف موطرحه متكدر كيف العيل الصغير اللي اخوه سبقه لحضن ابوه...
بشندي لف بكسرة خاطر عشان يرجع تاني وهو مبرطم بعد ماشاف سخاوي حاضن يوسف وعيبوس فيه بشوق كنه متوحشش حد غيره، ويادوبك بشندي مشي خطوتين ووقف لما لقي حاله فحضن حد ومن غير مايبصله اتكلم بزعل وهو باصص بعيد... بعد عني انت مش سلمت عالبارد وحبيته قبل مني، واتوحشته اكتر مني، عايز مني اني ايه؟ روح اشبع بعيال الناس ومحبتها..
سخاوي ضحك وبعدها ابتدا يبوس فأبوه من خدوده وهو عيهمسله : والله ماتوحشت حد كدك وطول الوقت بالي عليك واول حد كنت اسأل عليه انت ياحبيب قلبي..وجاي طول الطريق ادعي تكون متفكرني وربنا استجاب لدعايا الحمد لله..
بشندي ملامحه لانت وابتسم وهو عيسأله.. صوح ياسخاوي؟ .. يعني اتوحشتني اكتر من الواد البارد ديه؟
سخاوي ميل علي ودن ابوه وهمسله : اكتر بكتييير.. اصلا الواد البارد ديه ياجي فين فمحبتي ليك هو ولا باقي الخلايق كلها!!
بشندي سمع حديت سخاوي وضحك بفرحه تشبه فرحة العيال الصغيره وبص ليوسف وزعق بعلوا صوته : قال انه اتوحشني اكتر منك، واكتر واحد فالدنيا ومتوحشكش كدي يابارد..
واصلا الباط اللي انت خدته منه كان من نصيبي اني وانت سرقته ياحرامي ياواد الحرامي..
قالها ورمح ورا يوسف اللي ضحك ورمح من من قدامه وفضل يلف ورا الشجره وبشندي يلف وراه بالنشوا بتاعه عايز يطوله ويديه اللي فيه النصيب عشان خد الحضن بتاعه...
اما سخاوي فبصلهم وضحك علي نقارهم المعتاد واللي كان واحشه وانتبه بعدها للي واقفه بعيد بصاله بشوق ومحبه ومربعه اديها والضحكه شاقه حلقها..
راح عليها ووقف قبالها ونزل شنطته من علي كتفه فالارض وفرد دراعاته ليمامة قلبه اللي من اول ماعمل اكده جريت عليه ترفرف بجناحات الشوق ودخلت فحضنه واستكانت كيف ماتكون تايهه من عشها ليها ايام وتوها اللي لقته..
سخاوي بهمس : اتوحشتك ياقلب سخاوي وفرحة عمره..
خديجه : مش اكتر مني يانن عيني ومهجة القلب والروح... يااابوي ياسخاوي كنك غايب عني ليك سنين مش ايام مش مصدقه حالي اني بين اديك دلوك..
سخاوي مردش علي كلامها بكلام لكنه اكتفي بأنه طبع بوسه حنونه علي جبينها وبعدها عنه وبص لملامحها وعنيها اللي واحشينه لدرجة الجنون وهمسلها بعد مدة من التأمل... فين امي امال وفين عامر مسامعلهومش حس؟
خديجه : امك عتصلي العصر جوا وعامر نايم وعلي صحيان دقيقتين وتلاقي حسه كيف سرينة الاسعاف..
سخاوي : ربنا يبارك فيهم ويفضل حسهم دايما يلعلع فالبيت ماينطفي ابدا..
خديجه : امين يارب..
سخاوي : طب يلا خدي الشنطه وشوفي جايبلك فيها ايه انتي والعيال وحضريلي غيار علي مااسلم علي امي واجيلك قوام..
خديجه فضلت بصاله ومتحركتش وهو سألها باستغراب : مالك ياخديجه متمسمره اكده ليه متتحركي يابه خلينا ننجزوا متوحشك يابجره..
خديجه بعتب : هو انت جبتلي اني وعيالي بس ومجبتش لامك ولا لابوك حاجه ياسخاوي ياك؟
سخاوي : ااااوة.. تصدقي نسيت ياخديجه.. كيف راحت عن بالي داي؟! اما نسوه صوح..
خديجه راحت علي الشنطه شالتها وردت عليه بزعل : يبقي لاني ولا عيالك هنشوفوا ولا ناخدوا حاجه طول ماابوي وامي مهياخدوش زينا...
هيقولوا ايه ولا يحسوا بأيه وانت مبدي عيالك ومرتك عليهم، وهما اللي روحهم طول غيابك كانت ناطفه عليك وعيعدوا فالدقايق عد عشان تعدي وتعاودلهم...
ولا ابوك اللي عارفه عقله اصغر من عقل يوسف لو شافك جايب حاجه ليوسف وهو له هيعمل ايه؟
وهو من حضن سبقه يوسف ليك عيلف وراه عايز يقطع خبره...
له ياسخاوي له محبيتهاش منك... قالتها واتحركت لكن وقفتها مسكت ايد سخاوي لدراعها وبحركه سريعه رجعها لحضنه مره تانيه وميل عليها وهمسلها بمحبة : يابوووي علي رزق ربنا لما يتجسد فبني ادمين.. يعني هحبك اكتر من اكده ايه تاني يابت المحروق انتي.. اطمني وافتحي وشوفي حاجتك وحاجة ابوي وامي فالعربيه بره هي وباقي الحاجات مقدرتش ادخل بيهم كلهم مره وحده ياضي العين.. هقعد كد ايه اقولك اصيله وبت اصول يابت الاصول!!!
خديجه بدلع : اني مععملش حاجه عجيبه لديه كله ياسخاوي، اللي عيحب حد عيحب اللي منه، واللي ليه، واللي يدل عليه ياحبة القلب..
ويلا عاد هملني عشان تروح وتردلي قوام عشان فقلبي كلام كتير عايزه اقولهولك
سخاوي بهمس : له النهارده انتي تسكتي خالص واني اللي هقول وانتي تسمعي وبس، عشان اللي جوا قلبي اني اكتر واكبر واهم.. وختم كلامه بغمزه واتحرك فورا من قدام خديجه قبل مايتهور ويبوحلها بمكنون قلبه اللي مش هيقدر يسيطر عليه اكتر من اكده، وفاتها وراه تتبسم وهي عتبص لطوله الحلوا اللي رجع ملى عليها البيت من تاني..
راح سخاوي سلم علي امه وطفي شوقها ليه بحضن وكام بوسه علي الخدود والجبين والايد وخد عليهَم كام دعوة حلوه يشرحوا القلب الحزين..
وهملها وقام راح لمرته وهي قامت وراحت لبشندي تفض الاشتباك المعتاد بينه وبين يوسف اللي سامعه صوت عراكهم من وهي عتصلي،
ولما طلعت شافت يوسف كيف عادته متشعبط فوق الشجره وجده بشندي واقف تحت الشجره ينهج ومستنيه ينزل وواقفله بالنشوا بتاعه..
اما حدا حكيم فالسرايه، وتحديدا فأوضة حكيم وجماره..
جماره : شيخ
حكيم بعد فنجان القهوه عن خشمه ورد عليها : عيون الشيخ..
جماره : تسلملي عيونك يانضر عيني.. اقولك ايه : اني حاسه ببكر متغير لما كلمته اخر نوبه.. حسيته تايه اكده وباله مشغول بحاجه وبين كل كلمه وكلمه اقولهاله يقولي ها وميردش غير لما اعيدهاله نوبه تانيه...
حكيم ابتسم ورجع يشرب قهوته مره تانيه ومردش علي جماره اللي عادت سؤالها عليه مره تانيه بعصبيه:
فيه ايه ياحكيم مترد عليا وتريح قلبي على ولدي طالما واعيه الراحه فعنيك ولا هي الراحه مش مكتوبالي اني بالذات؟!
حكيم بهدوء : مهو اللي عيشغل عقله عيرتاح لحاله ياجمارة.. وعموما ياستي ولدك من اهنه ورايح ياما هتاخدي منه توهان وصفنه عشان خلاص العشق بدأ يشق طريق فقلبه والعشق فأول استوطان عيتعب صاحبه قوي ويبهدل احواله..
جماره بتهكم : وليه ولدي وحده اللي يتمرمر بالعشق لحالة وبت عواد متتمرمرش زيه وذيادة كمان؟!!
حكيم بضحكه : يابوي على الغيره لما تتملك القلوب!!! ... وبعدين احب اطمنك ان حتي بت عواد هيبهدلها العشق بهديل بس صبرك عليها شويتين لغاية ماجرحها من ولدك يبرا ويطيب عشان المحبه معتسكنش قلب مجروح و متصدع، معتخشش القلوب غير علي نضافه
جماره سكتت ومتكلمتش لكن باين عليها عدم الاقتناع وكمل حكيم كلامه ليها وهو عيمد يده يمسك يدها بحنان :
تقدري انتي تحبي حد وقلبك شايل منه وعاتب عليه فأذيه اذهالك فيوم ياجمارتي؟
جماره بصتله وجات عينها فعينه ومردتش
حكيم : وحتي لو ابيتي تقوليها عشان متدينيش ولدك بجرحه للبنيه اني واعيها فعنيكي وعارف جوابها جواكي... عارف انك عتقولي مينفعش.. عشان هو فعلا مينفعش، والمحبه لازم تتحب عن طيب خاطر....
ولا هي كل السنين اللي عدت داي واللي كنت ععلمك فيها المحبه راح علامي فيها هدر.. ولا الدروس عتتنسىَ قدام محبة الام لولادها يابت عيشه؟
جماره في محاوله منها لتغيير الكلام والهروب من نظرات حكيم... طب علي سيرة عيشه عاد اني متوحشاها وعايزه اروحلها النهاردة اطل عليها وعلي عيال اخوي ومرته..
حكيم : وميته منعتك من روحتك لامك ولا وقفت بينك وبين صلة رحم ياجماره.. مش قايلك مليون مره عند زيارة امك وودها متشاوريش ولا تستني اذن مني؟... وعموما ياست قلبي.. زين انك قولتيلي عشان اروح معاكي لبشندي متوحشه قوي..
جماره باستغراب : ياراجل لحقت ميته تتوحشه دانت كنت حداه اول امبارح!!
حكيم : بس مكانش متفكرني كان ناسيني... لكن النوبادي هروح ومتأمل انه يكون فاكرني عشان ياخدني ويعاود بيا للزمن الغابر ونتفكروا اللي فات سوا ونضحكوا عليه...
لكن تصدقي من بين كل اللي فات اول ماعتفكر ايام عذابي ف
وحرماني منك عيعاودلي وجع القلب من تاني والخوف يتملكني احسن يكون كل اللي اني فيه ديه حلم واصحي منيه وافتح عنيا علي الايام دوكها والقاكي لسه ملك غيري ...
جماره ميلت عليه وحضنت دراعه وسندت عليه دماغها براحه وهو ساب فنجان قهوته من يده ولف دراعه حواليها ولسه هيقرب يطبع بوسه فوق جبينها الباب خبط وجالهم صوت سلسبيل :
جدي ستي .. فيني امرق حدكم ؟
جماره اتعدلت وردت عليها قوام : تعالي ياقلب جدتك خشي... وبمجرد ماخلصت جماره كلامها فتحت سلسبيل الباب وجريت عليهم وباست ايد جدها وخدوده واستقرت بعدها فحضن ستها جماره وباستها وسكتت بعدها وفضلت تلعب فصوابعها وباين علي ملامحها الزعل..
حكيم :واه.. عين مية السلسبيل بتاعة سرايتنا ام الحلا كله زعلانه ليه ومتكدره اومال ؟
سلسبيل بزعل طفولي : مش زعلاني انا..
جماره وهي عتلفها عليها : له زعلانه وزعلانه زعل واعر كمان قوليلي قوام مين زعلك عشان اطلع اطين عيشته دلوك..
سلسبيل : لا ستي ماتطيني عيشتها لاني بحبها كتير للماما.. بس انا زعلانه منها شوي صغار وراح اصالحها كمان هبابه..
حكيم : طيب قولي زعلانه منها ليه ومحدش فينا هيعملها حاجه..
سلسبيل : وعد
حكيم : وعد
سلسبيل : امي راح تحب اخي الجاي اكتر مني... انا بحبه اخي ومستنياه يجي لاغمره وشيله بس مش عايزه امي تحبه اكتر مني بدي ياها تحبنا تنيناتنا متل بعض لانها امي وامه متل بعض..
جماره ميلت عليها وباستها بحنان وقالتلها : ومين بس قال انها هتحبه اكتر منك هي قالتلك اكده؟
سلسبيل : لا بس هي كل شوي تحط ايدها علي بطنها وتحكي معو كتير وانا مابتحكي معي هالأد واصلا مابئت تحكي معي متل ابل..
جماره ضمتها عليها وهمستلها : بس عشان هو صغير وخايف لحاله فالضلمه جوا بطنها فهي عتكلمه كل شوبه عشان ميخفش لحاله ويطمن واصلا حتي انتي ياسلسبيلا لازمن تتحدتي معاه كل هبابه عشان يعرف انك جاره ومش لوحده فالضلمه وميخافش..
سلسبيل حطت ايديها علي خشمها بصدمه وبصت لستها جماره وقالتلها : ياالله عنجد هالحكي ستي.. يعني اخي هلا بيكون بالضلمه لحاله وخايف؟
جماره : ايوه امال ايه هو جوا البطن فيه نور ياسلسبيل؟
سلسبيل سمعت كدا واتحركت من حضن ستها علي بره جري ووقفت لما حكيم نده عليها : علي فين ياسلسبيل؟
سلسبيل : رايحه احكي مع اخي يا جدوا عشان ميخافش لحاله من الضلمه ليكون متلي بيخاف من الضلمه كتير...
جماره : طيب اني رايحه بيت جدك بشندي دلوك هتروحي معاي؟
سلسبيل :لا ستي راح ضل حد اخي من اليوم لحتي ينولد ماراح اتركه لحاله بنوب..
وماراح ازعل من امي اذا حكيت معو مره تانيه... خلصت كلامها وجريت لبره وقفلت الباب وراها وحكيم بص لجماره وقالها بضحكه :
اتعلمتي الحيله والكدب ميته يامرت الشيخ؟
جماره : الكدب فجبر القلوب مش حرام ياشيخ ولا ايه؟
حكيم وهو بيمد يده يقرصها فخدها... اييه
اما فالقاهرة....
مليكه رايحه لتمره فالقاعة بعد ماخلصت محاضراتها وطلعت دورت عليها ملقتهاش ووقفت علي الباب لما لقت الدكتور لساه واقف عيشرح والباب مفتوح شويه.. اتراجعت لزاوية الباب وقدرت تحدد موطرح تمره بسهوله وكانت هتمشي لكن لفت نظرها خالد اللي كان قاعد قصاد تمره وبيبصلها وناسي الدنيا بحالها..
فضلت شويه بصاله ومراقباه وعتنقل عينها بينه وبين تمره اللي هي كمان من وكت للتاني ترد عليه بنظره مسروقه من الناس..
وابتسمت مليكه وبعدها اتمشت علي الجنينه وهي حاضنه ملازمها بهيام وداخله فاحلام يقظه وهي عتتخيل حالها عتعيش فقصة حب كيف تمره اكده وتحب وتتحب وتسرق النظرات وتسهر الليل وتتلوع ويتلاع عليها حبيبها وابتسمت بدون وعي علي مجرد التخيل وفجأه اتخضت من بكر لما لقته فوشها مره وحده وكانت هتتخبط فيه..
مليكه حطت يدها علي قلبها وهي عتهمس بأسمه : بكر!!!
بكر : ايوه بكر.. سعادتك تقدري تقوليلي كنتي ماشيه وعقلك تايه فأيه وعمال انادي عليكي مسمعاش وفاشخه ضبك من تحت النقاب وعتتمضحكي علي ايه؟
مليكه وهي عتبعد عن طريقه وتتمشي بهداوه : ولااا علي حاجه.. عضحك لحالي اكده وخلاص..
بكر : اتجننتي يعني؟ طيب الف الف مبروك... عموما دي اول واخر نوبه اشوفك عتضحكي فيها عشان فيه حواليكي قلوب ضعيفه ومريضه ممكن تاخد ضحكتك دي وابتسامتك كأنه خضوع بالقول او بالفعل ويطمعوا فيكي..
مليكه : وهي ماشيه.. له اطمن محدش هيطمع فيا ولا هيحسبها كيف حسبتك داي...
بكر : مليكه اني قولت كلمه وتسمعيها قولت مفيش ضحكه ولا ابتسامه وانتي واقفه لحالك وانتهي الموضوع.. لو واقفه مع وحده صاحبتك ولا مع تمره اضحكي براحتك لكن بالادب، عالاقل اللي يبصلك يقول اللي واقفه معاها قالتلها حاجه تضحك.. ومتجادليش عشان متغاباش عليكي سامعه.. اني مرتي مسمحش حد يظن فيها مجرد حتي ظن بالسوء..
مليكه بسرحان وبنفس الابتسامه همستله :بالك يابكر لو حد سمعك وانت عتقولي كلامك ديه وميعرفناش ولا يعرف اللي بينا يقول انك عتغير عليا اكمني مرتك واكده يعني.. لكن اللي يعرفك زين متأكد ان احساس الغيره ديه مستأصل منك. مع باقي الاحاسيس والمشاعر اللي استئصلت منك ياعقلي وانت صغير،
وعارف ان اللي زيك ميغيرش ابدا .. اصل الغيره معتطلعش غير من الحبيب لحبيبه بس.. لكن اللي حداك ديه مجرد احساس بالتملك.. عايز تحجبني عن عيون الناس خالص... كيف المترهبنه وساكنه دير...
بكر مردش عليها وحصلها بعد ماسبقته بكام خطوه وفضل ماشي جارها لغاية ماوقفت قرب حلقة من الطلاب واقفين وواضح عليهم انهم بيتناقشوا فحاجه عشان اصواتهم عاليه...
بصت لبكر وسألته هما بيعملوا ايه وقبل مابكر يجاوبها كانت مشاوره َ لوحده صحبتها واقفه معاهم والبنت جاتلها بسرعه وهي مبتسمه..
مليكه : فيه ايه هناك وايه اللمه دي وسببها ايه؟
البنت : دي اضحية شعر زي امسية الشعر كده لكن دي بالنهار بين الطلبه عاملين حاجه زي منافسه شعريه كده علي هيئة لعبه بعمله معدنيه بين اتنين، وكل مره اللي يختار ناحية من العمله وتنزل عليها العمله يكون فايز ويطلب من التاني ابيات شعر بأي حرف هو يقولها... واللي ميعرفش يخسر ويطلع، لغاية ماترسي اللعبه علي واحد بس فايز من بين الكل..
مليكه بحماس.. الله انا بحب الشعر قوي... وبصت لبكر بترجي.. ممكن اقرب شويه عشان اسمع .. هقف بعيد والله مش هقرب كتير ومش هكلم حد... قالتها وفضلت باصه لبكر وتطبطبله علي صدرها بترجي
وبكر قدام نظرة الجروا اللي شافها فعنيها هزلها دماغه بموافقه وهي فورا مسكت ايد صحبتها وراحت عليهم بخطوات سريعه...
فضلت تسمع لكذا حد وفجأه من بين الاصوات جالها صوت.. بعد صوت طالب من الطلاب... ودلوقتي هلعب مع اشطر واحد فاللعبه واللط دايما يفوز بيها بجداره.. دكتور بكر باشا بيه.. يلا مستعد.. ملك ولا كتابه..
بكر : ملك
الولد : من يومك يابرنس.. ورمي العمله فالهوا ونزلت علي الملك والكل صفر والولد زعق بفرحه :
انا اللي فوزت ياعم يلا هاتلي بيت شعر بحرف الالف بسرررعه
بكر اتنحنح وجلي صوته وابتدا يتكلم وعينه راحت علي مليكه اللي كان قادر يشوفها من بين الصفوف واتوجهلها بالكلام..
أيوة بغير
لا انا نقصان ولا ضعفان
ولا مسطول ولا سكران
ولا زايغ من عيني الضيّ
ولا حد احسن مني في شيّ
بس بغير
واللي قالولك غيرة الراجل قِلّة ثقة او قلة فَهم
خَلْق حمير
غيرة الراجل نار في مَرَاجِل
نار بتنوّر مابتحرقش
واحنا صعايدة بنستحملش
شمسنا حامية وعِرْقنا حامي وطبعنا حامي
واللي تخلّي صعيدي يحبها
يبقى يا غُلْبها
اصلنا ناس على قد الطيبة
كلنا هيبة
والنسوان في بلادنا جواهر
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟؟
ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
وانا ما بقولش تخاصمي الناس
ولا تِتْحِجبي عن الرجالة
ولا تعتكفي وتسكني دير
بس يا ريت حبة تقدير
خلص وسكت والكل سقفله
ومليكه طول الوقت بتسمعه ومبتسمه لحد ماخلص وجاله صوت من وسط الناس بيقوله : بوظت قصيدة الجخ ياعم اكلت نصها ليه؟
بكر وهو بيبعد عنهم : اخدت منها اللي يناسبني وسبت الباقي للي محتاجه.. قالها وراح علي مليكه ومسك دراعها واتمشي بيها ناحية الكافتريا وهو ساكت وهي كمان ساكته لغاية ماقعدوا وبدأت مليكه كلامها ليه بهمس وهي بتقوله : مش هتبطل تغمس الورده فالطين قبل ماتقدمها للناس وتضيع جمالها وريحتها؟
بكر بفهم : الورد وردي والطين طيني واللي يريدنا ويحبنا هيشوف وردنا صافي وريحته هتدخل قلبه حتي لو مش باين من الطين قالها وسكت وهي كمان سكتت معرفتش ترد عليه بأيه..
قعدوا شويه طلبوا فيها عصير وشربوه لحد ما تمره خلصت محاضرتها وبعدها روحوا مع بعض غيروا هدومهم والبنات حضروا الغدا واتغدوا سوا وبكر فتح لابتوبه والبنات دخلوا المطبخ يعملوا شاي ويغسلوا المواعين وفالاثناء دي...
مليكه : بت ياتمره اقولك علي حاجه... اني شوفت الواد خالد وهو عيبصلك فالمدرج النهارده وكان هياكلك بعنيه وكل.. الواد ديه عيحبك بجد يابت دقري فيه باديكي وسنانك متهمليهوش
تمره بابتسامة خجل.. صوح يامليكه.. يعني انتي شايفه اكده بذمتك.. خالد عيحبني؟
مليكه :والله اللي شايفاه انه مش هو بس اللي عيحبك.. وانتي كمان عينك كانت هتطلع عليه ياخيتي وكل هبابه تتطلعيله والحكايه باينه للاعمي والحب كان مولع فالمدرج... يابختك يابت ياتمره دا الحب حلو قوي..
تمره ابتسمت ومردتش وكملت غسيل فالصحون ومليكه لفت علي البوتجاز وبصت لناره القايده كيف نار القلوب العاشقه ومفيش وحده فيهم حاسه بالنار المماثله القايده فعيون بكر وجوا صدره بعد ماسمع كل كلامهم وهو واقف وراهم علي باب الموطبخ مشايفينهوش ....
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا