مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى.
رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع والعشرون
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
تابع أيضا: قصص رومانسية
رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع والعشرون
امتص صدره انتفاضتها وهربت شهقتها بعيداً فور تسلط عينيه ، تعلقت عينيها بعينيه المشعتين شوقاً محاط بحنان دافئ لتسكن مخاوفها وتهدأ وتيرة أنفاسها مع تصاعد خاصته وقد انفرجت شفتيه طلبا للمزيد من الهواء الذى يفر من رئتيه فيلهث صدره تطلباً.
_ هلال نزلنى
حاولت أن تبدو لهجتها آمرة لكنها غادرت شفتيها ببطء أقرب للرجاء
_ مش قادر يا أمينة، انا وأنت هنا في البيت اللى هيبقى بيتنا. انت مراتى ماتخافيش
_ هلال في فرق بين العقد والبناء واحنا مش صغيرين
رغم أن همسته تذيب قلبها وتدفعها للاستسلام لفيض مشاعره لكنها ليست بتلك السذاجة التى تدفعها لأتباع المشاعر بلا تعقل ولا منطق لذا بدت أكثر حزما بلهجتها دون أن تحاول دفعه أو أشعاره بالرفض .
ارتخى ذراعه قليلاً ليكن تحريرها أسوأ من ضمها وهى تهبط لتصل قدميها للأرض بهذا البطء .
وقفت أمامه ولم تحيد بعينيها عن عينيه ولم يحاول أي منهما الابتعاد عن صاحبه
_ عذاب في بعدك وعذاب في قربك وانا في الاتنين مبسوط انك عذابى
_ انا عذابك يا هلال؟
_ انت جنتى اللى هتعذب لحد ما اقدر اطولها وانت عذابى اللى بدعى ربنا يدوبنى علشان انول الجنة
دارت عينيها تحيطه برضا وسعادة فهى ترى هذا العشق الذى يصفه لها فيه، عشق يخصه وحده ملكها وحدها.
انفرجت شفتيها وهى على وشك البوح بما يمنحه السعادة لكن سبابته لامست شفتيها بضغط دافئ
_ لو نطقتيها ماتلوميش عليا.
وصلا لذروة المشاعر وكل منهما يشعر بنفسه يغرق في طوفان الآخر ، أغمضت عينيها تستجمع نفسها لتبتعد عن سطوة قربه فجأة فتخلف له برودة موحشة قبل أن يستعيد هو أيضا تماسكه وعينيه معلقة بها وقد وقفت قرب الشرفة وهى توليه ظهرها لتخفى عنه ما حاك بصدرها من ألم يثق أنه نفس ما يشعر به.
_ المشهد من هنا رائع
التقطت أنفاسها لتركز عينيها على الجمال المطلة عليه الشرفة فعلى امتداد البصر لا ترى سوى اللون الأخضر بعدة درجات منه كلها مريحة لعينيها ونفسها .
اقترب رغم أنه يحفظ هذا المشهد لكنه يرغب في متابعة التهرب من مشاعره بهذا الحوار
_ الجيهة البحرية كلها بتطل على الغيطان ودى ميزة كبيرة مش بس منظر حلو لا كمان مش مجروحة
_ مش مجروحة يعنى إيه؟
_ يعنى محدش هيشوفك من هنا دى ارض ابويا
_ خلاص يا عم عرفنا انك من الأعيان وبتخزى العين بس وتقول غلبان
_ جبتى بتخزى دى منين ؟
_ من دهبية يلا اتفضل قدامى نشوف الشقة انا افتكر هتاخد ست شهور شغل
_ ست شهور ليه ده شوية ديكور!
_ وهو الديكور ده شوية يا بشمهندس؟ وفين العمال ؟
_ محدش هيجى وانت هنا قولى عاوزة ايه وانا اقولهم ولو فيها من ست شهور يبقى نتجوز فيها كده
_ يا سلام امال انا جاية اعمل ايه؟
_ جاية علشان اشوفك مش لازم كل دقيقة اقولك وحشتينى
رغم حرصها على مسافة بينهما طيلة الحوار إلا أنه أتى على هذا الحرص بلحظة واقترب منها ليصل لنفس المسافة الخطرة فتشعر أنهما يتجهان لنفس نقطة البداية ورغم لذة المشاعر التى تتخللها بقربه إلا أنها دفعته للخلف بحدة زائفة
_ ماشى يا لولى طيب مش جاية تانى ولا هعملك ديكور
ضحك لتلك المحاولة التى لم تخف عنه وقرر تجاوز مشاعره أيضاً وهو يلحق بها
_ كده يا أمينة اهون عليك؟ يا رب امي تسمعك وانت بتقولى لولى دى
ضحكت أمينة وتوقفت عن الفرار منه وهى تتخصر بعند واضح
_ هيحصل ايه يعنى طب هقولك لولى قدامها بالعند فيك
_ لا يا أمينة علشان خاطرى بلاش قلة قيمة
شهقة بالغت فيها وهى تضيق عينيها بغضب
_ قلة قيمة؟ ط
سكتت مع صوت وداد الذى يقترب من باب الشقة المفتوح
_ إيه يا ولاد صوتكم عالى ليه؟ انت يا واد بتتخانق معاها؟
_ لا يا أما هتخانق ليه بس!
_ لا يا طنط مزعلنى يرضيكى كده؟
_ خدى بس اشربى العصير ده وروقى دمك مزعلك في ايه؟
كان يشير لها من خلف أمه راجيا ألا تتحدث لكنها لم تعره انتباها
_ زعلان علشان بقوله يا لولي، فيها حاجة لما ادلعه؟
_ عيل وش فقر يا بنتى
انفجرت ضحكات أمينة فور اصدار وداد لهذا الحكم بينما اتسعت عينا هلال بصدمة واضحة لتقترب أمه فتصفع صدره بظهر كفها لائمة
_ حد يلاقى دلع ويقول لا يا فقرى؟
استغلت أمينة عدم رؤية وداد لها لتعاند هلال بحركات طفولية مضحكة ليجد نفسه بين لوم أمه الذى يدعوه للغضب وبين حركات أمينة التى تثير ضحكاته فيدفن وجهه بين كفيه هربا من تضارب أفكاره فتسرع أمينة إلى وداد وتجذبها بعيداً عنه
_ تعالى يا طنط اقولك عاوزة أعمل ايه فى الهول هنا على الأقل الاقى رأى انثوى رقيق
نزع كفه عن وجهه ليرى أمه وهى تنسجم مع أمينة فى حوار نسائي عن الألوان والديكورات فيظل متطلعا لها لفترة ليس غريبا أن تستحوذ على محبة الجميع.
...............................
جلس عرفة وجمال بعد مغادرة وداد وساد بينهما الصمت الذى يستغله جمال في التفكير، الفكرة التى طرحها عرفة ممتازة، تأسيس شركة خاصة جديدة للمقاولات يديرها جمال بصفة مهندس يفيد بها أهل مدينته أمر رائع . هو نفسه لو ملك التمويل الكافي لكانت إحدى أفكاره كما أنه سيستغنى عن التمويل بمشاركة عرفة له. الفكرة تبدو رائعة من كل الجوانب كما أن هذا سيوفر لابنته فرصة عمل جديدة دون الحاجة إلى التنقل بين الشركات الموجودة فعلياً ، هو يرى الفكرة ممتازة من كافة النواحي عدا جانب واحد.
محاربة أبيه لهذا الكيان الجديد سيكون يسيراً للغاية ويمكنه أن يهزمهم بيسر فيخسر هو مكانته ويخسر عرفة أمواله وقد تخسر ابنته شريك حياتها.
فهل هو مستعد لهذه المخاطرة؟
_ عندى اعتراض واحد يا عرفة، إحنا هنبقى بين صراعات علشان نثبت وجود الشركة ونأسس ليها كيان ووجود بين الشركات وبين صراعات تانية ممكن نخسر والخسارة هنا مش هتقتصر علينا للاسف ولادنا ممكن يروحوا في الرجلين
_ انا مقدر مخاوفك يا جمال بس ماتقلقش إحنا صحيح هنأسس شركة جديدة بس ده على الورق مش اكتر أما الواقع فالشركة موجودة وليها اعمال بس متعسرة واحنا هنشتريها وده يفرق كتير اوى.
بالفعل الفارق كبير فى هذا الوضع، فوجود شركة قائمة لها اعمال معروفة يجعل منافسة الشركات لهم محدودة وأما عن أبيه فسوف يحتاط للأمر
_ بس نخلى كل حاجة بينا لحد ما جواز الولاد يتم الأول، انا شايف دى اهم حاجة نكسبها
_ من الناحية دى اطمن هلال بيعمل كل ما فى وسعه علشان يقرب معاد الجواز هو كمان قلقان وخايف على أمينة طول ما هى بعيد عنه مش هيرتاح
_ والله يا عرفة خوفه ده بيطمنى بحس أنه ضهر أمينة وسندها وانا مش عاوز لها اكتر من كده
_ يبقى هنمشى فى الأوراق ومش هنعلن حاجة غير بعد ما نطمن على الولاد واهى أمينة بعد ما تفوق من دوشة الفرح يبقى ليها شغل مضمون انا صراحة مش عاجبني شغلها عند حد .
ابتسم جمال فالمهمة التى عاد من أجلها وظنها فشلت نجحت نجاحا مبهرا فها هي ابنته تحصل على أسرة محبة قوية وفى أفرادها أكثر من أسرتها الأصلية لقد حصل لها اكثر مما تمنى لاينقصه سوى أن يأمن جانب أبيه وابن أخيه الأرعن ليشعر بالسلام الكامل .
.............................
بعد يومين جلست أمينة خلف مكتبها لإنهاء بعض الأعمال العالقة لكنها منذ جلست ترتسم فوق شفتيها ابتسامة هادئة وتمر أمام عينيها ذكريات ذلك اليوم الذى قضته بمنزل هلال، كل النظرات الشغوفة التى يحيطها بها، كل محاولاته للبقاء بالقرب منها أطول مدة ممكنة، كلماته الناعمة التى تخدر حواسها والتى لا يتوقف عن الترنم بها، لمساته وانفاسه ، ضحكاته ولحظات غضبه التى تتحول للمزيد من الضحكات.
لقد أصبحت لا تفكر فى سواه ولا يمر يوم دون مشاكسات ونوبات غضب وهمية منها.
جلست بالقرب منها صديقتها مها، تعمل لدقائق وتشرد لدقائق، أمينة لم تخبرها شيئا عنه، بل لم تذكره كأنه لم يكن جزء من هذه الزيارة التى تخلفت عنها عمدا لتشعره بالرفض مجدداً.
طرقة خفيفة تبعها صوت مألوف يلقى التحية لتتجه نحوه الأعين
_ مهيب! بتعمل ايه هنا؟
_ ازيك يا بنت عمى؟ انا هنا في شغل
شعر أن عينيها متعلقة به لكنه تعمد تجاهلها وصب كل اهتمامه على أمينة التى سعدت بتلك الخطوة منه
_ شغل ازاى يعنى ؟
_اخدت شقة فى شارع الحلو وعاوز اعمل لها ديكورات اصلى هتجوز فيها
يقسم أنه يسمع صوت أنفاسها المنفعلة التى تحترق لتجاهله لها بينما بهتت أمينة بصدمة
_ تجوز؟ هو انت قررت تجوز؟
_ ايوه قريب إن شاء الله تقابلى عروستى
ظهرت الحدة غير المبررة بصوت أمينة ليبدى عدم انتباهه
_ وهو مفيش مكاتب ديكور فى طنطا جاى تعمل ديكور شقة فى طنطا من القاهرة؟
_ مش عاجبني شغل حد لحد دلوقتي، كلمت البشمهندس بس للأسف قال إن عندك شغل كتير بس الآنسة مها ممكن تعمل لى شقتى
تعلقت الأعين وهو يتخلى عن التجاهل ويستسلم لرغبته في إحاطة تفاصيلها بعينيه بلهفة لا يرغب في اخفاءها ليرى نفس التيه الذى لا يفارق نظراتها وأصبح مؤلما بالفعل اقترب خطوة من مكتبها ليزداد تساؤل نظراتها التى بدت له تتألم أيضاً.
_ انا مستنى رضا حبيبتي
دقات قلب عنيفة متشابهة بين الصدور هى لا تصدق أنه لا زال ثابتا على موقفه منها بل ويعلن أنها حبيبة له بهذه الجرأة أمام أمينة وهو يثور قلبه رافضاً أن يراها بهذا الضعف
_ ولحد ما قلبها يطمن مفيش غيرها هيعمل لى الشقة
_ مهيب!!
لم تكن نبرة أمينة الرادعة بالقوة التى توقف مشاعره التى تتألم رغبة في التحرر من صدره، رغم أنه فهم تماماً أنها ترفضه للمرة الثانية إلا أنه لم يعد هذا الرفض يغضبه فقد أصبح يرى ما تعانيه بل ويتألم للألم الذى تنكره.
لم تجد كلمات تناسب الموقف لتظل تنظر له مع تبدل نظراتها إلى الحيرة التى لم تجد لها سوى ابتسامته الهادئة التي يحاول بها أن يظهر لها أنه بخير.
اتكأ بذراعيه فوق مكتبها وقد زاد قربه لتزيد سطوته
_ موافقة؟
لا تدرك السؤال الذى يطلب موافقتها عليه بعد لذا إلتقى حاجبيها معبرة عن حيرتها
_ ممكن تساعدينى؟
يطلب مساعدتها وهى أحق بالمساعدة لتنقذ أمينة الموقف وتقترب منها معلنة دعمها
_ عموما يا مهيب انا ومها تيم وورك هنشوف جدول مواعيدنا ونيجى نشوف الشقة
انتقلت عينيه إلى أمينة التى نهرته نظراتها من زيادة الضغط على مها ليعتدل بوقفته
_ وانا منتظر وهنتظر لحد ما جدولكم يسمح، انا مش مستعجل .
ودار مغادرا فى نفس اللحظة دون إضافة وكأنه لم يكن هنا لتنظر لها أمينة بشفقة
_ مها انت كويسة؟
_ مهيب قال إنه بيحبنى سمعتيه؟
_ سمعته يا مها وكنت عارفة من غير ما يقول وعارفة انك بردو خايفة
زاد إنعقاد حاجبيها وأمينة تقدر ما تمر به لقد ارغمها مهيب على صحبتها إلى طنطا فى الزيارة التالية لها وهذا يزيد تخبط صديقتها لكنها بالفعل بحاجة لهذا الضغط لتتوقف عن التهرب من مشاعرها وتتوقف عن إهدار المزيد من أيامها .
................................
دخل مروان لمنزل أبيه للمرة الأولى منذ انتقلت الأسرة إليه، دارت عينيه في الأرجاء محتقرا المكان الذي لا يرى برأيه بالمقارنة بمنزل جده الفخم، لا يفهم السبب الذي تشبث به أبيه لترك المنزل والسكن في هذا المكان؟
لقد استخدم جده أحد حقوقه كأي رجل آخر وتزوج من امرأة أعجبته! وإن كانت في مكانة متدنية فلا بأس مادامت تقدم له احتياجاته، تعصب أبيه لجدته لا محل له من الواقع.
تلقته فاطمة بين ذراعيها بسعادة فقد تمنت أن يقوم بهذه الخطوة وينضم إليهم أو يتقرب منهم لتقليل تلك الفجوة التى تتسع بين أبناءها .
_ اهو كده يا ضنايا ده انت الكبير يا مروان
ابتعد عن صدر أمه بهدوء
_ انا مش جاى للى في بالك يا أما
بهتت فاطمة وابتلعت ريقها بألم بينما تقدم خطوة يتابع فحص المكان
_ انا جاى اقولكم انى بدور على عروسة جدى عاوزنى اتجوز وانا مااقدرش ازعله
_ هتجوز بس علشان ماتزعلش جدك؟
_ ايوه إيه المشكلة؟
_ واللى هتجوزها ذنبها إيه مادمت مش عاوزها لروحها؟
_ وهى يعنى هتفرق معاها؟ كل البنات عقولهم صغيرة وتافهين عاوزين شبكة وفرح وزفة وخلصت
_ والحياة بعد كده يابنى ؟
تنهد مروان بضيق وكأنه يعلن رفضه لمحاولة أمه التى لم تيأس منه لكنه ضاق بما تفعله وزاهد فيه أيضاً
_ خلاصة الكلام يا أما أنا هشوف بنت من عيلة مناسبة وهبلغكم قبل الزيارة
_ وعلى ايه؟ خد جدك معاك عن نفسى مش جاية ولا رايحة، ابقى قول لابوك ولو انى عارفة أن سليمان مايعجبوش الكلام القاضى ده
نظر نحو أمه ولم تحرك خيبة الأمل البادية عليها مشاعره قيد أنملة بل ظل بنفس جموده وحدته، لقد أخبره جده أنها سترفض دعمه لكنه لا يهتم فى الواقع لهذا الدعم هو يريد خبر زواجه المرتقب أن يصل لعمه أثناء زيارته في نهاية الأسبوع ولا يهتم ببقية التفاصيل وهو يثق الآن أن الأمور ستسير كما يريد هو.
تراجع خطوات نحو الباب وغادر بصمت لتنظر فاطمة إلى أثر طيفه فتسقط دموعها حزنا على ما وصل إليه.
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا